[غالية فاضل]

[frame="8 98"]
قال نوح عليه السلام يابني اركب معنا...فقال الولد سآوي الى جبل يعصمني من الماء...رد نوح عليه السلام...لاعاصم اليوم من أمر الله الا من رحم...
وكان أمر الله طوفانا يغرق كل المكذبين...ونجا نوح وكل المؤمنين وحدهم دون أهل القرية جميعا... ولد نوح غره علو الجبل وشموخه...ومهمابدت له أمواج الطوفان عالية...كان يقينه يزداد بأن الجبل اعلى وأعظم...ونسي أن سنن الخلق بيد الخالق سبحانه يصيرها كيف يشاء...فيصير بأمره الموج أعلى من الجبل...والماء أقوى من الحجر...هذا الغرور والجهل الذي احتوى ولد نوح قد يحتوينا جميعا...وفي أحيان كثيرة عندما...يعتقد الواحد منا أنه عزيز بقوته وجاهه ونفوذه...أوماله وثرائه...أو ذكائه وقوة عقله....أو علمه وعمله...ذاك الجبل ينبت فينا فيصيرنا آلهة نعبد ذواتنا...ونعتقد القدرة والكمال بها...فنعود لنكرر مأساة ولد نوح...ويركز ذهننا على علو الجبل وانخفاض الماء...لتواجهنا الارادة الكاملة لله تعالى بما لم يكن في الحسبان...وماهو خارج عن قوانين الطبيعة بزعمنا...تعلمت في رمضان الأبرك هذا..أن أقول سآوي اليه....سآوي اليه بحاجتي وضعفي وافتقاري اليه...سآوي اليه بمحاسني وعيوبي فهو وحده يقبلني كما أنا دون اعتراض أو لوم أوانتقاد....سآوي اليه لانه أحبني قبل أن أحبه وأعطاني قبل أن أعبده...وعرفني نعمه ...وأشرق قلبي على يديه....سآوي اليه لاني به ومعه أشعر أنه الهي وربي لي وحدي لايشاركني به أحد على كثرة العباد....سآوي اليه لاني مهما ناجيته يسمعني ولايولي وحهه عني ....سآوي اليه لاني لا أفهم وجودي الا وأنا بين يديه
[/frame]