التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,860
عدد  مرات الظهور : 162,361,033

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21 / 06 / 2008, 57 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

صباح الوطن ..

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');border:4px inset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
وحده كان يعرف أن الصفحات البيضاء مساحة شاسعة عليه أن يقطعها ركضا من نقطة البداية حتى نقطة النهاية.. أحيانا كان يفكر طويلا بأمر السطور التي تأخذ لونا أسود وتتوهج أو تذوي حسب الكلمات التي تحملها.. لا يعرف تماما عدد المرات التي شعر فيها باليأس من كل شيء.. تدق جدار رأسه أصابع فكرة تقول: لماذا كل هذه الكتابات؟؟ ما معنى أن تصير الحروف قصيدة أو قصة؟؟ هل ترغب حقا أن يقول الناس «هو شاعر»؟؟.. هل سيزيد ذلك في طولك أو عرضك أو حجمك؟؟.. جنون.. كل الأسئلة جنون.. كل الأجوبة مجرد جنون.. يذهب صوته بعيدا وهو يلقي القصيدة.. عدد الحاضرين في الصالة يزداد وينقص بتسارع مضحك.. يصفقون.. لا يعرف السبب.. يشعر أن هناك شخصا آخر يجلس على المنصة.. يحك رأسه.. يقرب كأس الماء من شفتيه، يشرب.. تتفكك حلقات الجفاف ويجد ريقا يبلعه.. ترى لماذا جاء هؤلاء إلى الصالة، وهل عليه أن يتحدث طوال الوقت، وعليهم أن يعطوه آذانهم ليس إلا؟؟!!.. بعد تلك الفقرة التي وصلت حتى حلقه غصة حارقة، شعر أن الصمت في القاعة اتسع بشكل مرعب..!!..
حدق في الوجوه.. امرأة جميلة تجلس في الصف الثاني.. شاب قلق بادي التوتر يجلس خلفها تماما.. في الزاوية فتاة تنظر إلى دفترها.. المصور يلتقط عدة صور له وللحضور ويوزع ابتسامات لا معنى لها.. بقية الوجوه محايدة لا تقول أي شيء.. كان عليه أن يبدأ شيئا جديدا.. حالة الانتظار مربكة.. العيون أخذت تتأمله، وملامح التساؤل أخذت تتقافز على الوجوه.. شعر بوجهه يلاصق وجهه تماما، اقترب منه.. لفحته أنفاسه.. ودون أن يدري تداخل الوجهان، وصار يتحدث بدلا عنه.. كان يصغي مع الجالسين على المقاعد.. وكان ذلك الذي داخله يحكي بصوت حنون حزين رخيم..
أتدرون.. كان بودي منذ فترة طويلة، بطول العمر الذي انقضى ربما، أن أتحدث إليكم، ليس أنتم بالتحديد، وليس سواكم بشكل قصدي.. كنت أريد أن أقول أشياء كثيرة.. الآن ربما يعرف بعضكم أنني صرت واحدا من هؤلاء الشهداء الكثيرين.. وربما بعضكم يظن أنني ما زلت أسعى حيا في دنياكم.. المهم يا سادتي الكرام أنني غادرت الدنيا بعد أن سدد جندي إسرائيلي نحوي وأصابت رصاصته الأولى القلب، أما الثانية فقد أصابت الرأس.. عندما كنت أهوي، في تلك المسافة بين وقوفي وسقوطي شاهدت الكثير، وفكرت بالكثير، وعرفت الكثير أيضا..
أول شيء شاهدته كان مرسوما في عيني الجندي الإسرائيلي، لن تصدقوا حجم الحقد والغل الموجود في عينيه، كان ينظر إلي بتشف غريب عندما رأى دمي ينفلت من جسدي مثل نابض ضغط إلى حد كبير.. تصوروا أنه أطلق بعد إصابتي عدة رصاصات استقرت في الجدار الواقف خلفي.. وشاهدت فيما شاهدت قوافل طويلة من ناس أعرفهم، كانوا يضحكون ويمدون الأيدي مرحبين.. وشاهدت فيما شاهدت وجوها لا أعرفها كانت تتجه نحوي مرحبة مؤهلة وكأنني ذاهب إلى عرس.. ولا أكتمكم سرا أن المنظر الذي أذهلني كان مرتبطا بأمي التي رحلت منذ أعوام.. أتعرفون أمي..؟؟ لا داعي لهز رؤوسكم سلبا أو إيجابا، فأمي هي أمي، امرأة من نور وحب وأمل.. ماتت بعد أن بقيت في فراشها طويلا تصارع المرض، وربما حزنا على أخي الذي استشهد وهو في عز الشباب.. والمذهل أن أمي قدمت لي تفاحة كبيرة حمراء، ما أن أمسكتها حتى انفتح الوطن كله أمام عيني.. تصوروا أن تحفظ التفاحة تفاصيل فلسطين كلها، ببرها وبحرها وفضائها.. آه كم أسعدتني هذه التفاحة.. عندها ضممت أمي إلى صدري وأخذنا نرقص معا في شوارع البلد..
ربما تظنون يا سادتي أنه محض خيال، أو نوع من الهذيان، أو أنني أروي لكم قصة من تأليفي الخاص.. لكن كما تعلمون الشهداء لا يكذبون، وليسوا بحاجة إلى اختراع هذا الحدث أو ذاك.. إنهم الأقرب إلى عالم الحقيقة.. وأريد هنا أن أعبر لكم عن خشيتي الشديدة من هذا الشيء الذي يرسم تحت عنوان السلام أو الاتفاق أو أي شيء آخر.. يا سادة يا كرام حين يكون الوطن هو المقصود فلا شيء يحل مكان عودة كامل الوطن.. هذا ما كنت أفكر فيه في تلك المسافة الفاصلة بين وقوفي وتوجهي نحو الأرض.. تظنون أنها مسافة صغيرة.. آه يا سادتي ما أطول المسافة وما أشد اتساعها.. أتدرون أنني شاهدت أيام اللجوء.. وأنني عدت إلى شوارع البلد يوم كان الهواء نظيفا من الاحتلال.. كل ذلك حدث والدم الأحمر يقفز من جسدي بتسارع.. كم كانت المسافة الزمنية طويلة.. كانت القدم الأولى تنطوي شيئا فشيئا، وكانت القدم الأخرى تحافظ على شيء من التماسك.. وكانت عينا الجندي الإسرائيلي توزعان لؤما غريبا تشم رائحته في الجو.. ووحدها يدي كانت تشد بثبات غريب على الحجر.. كل شيء كان يتهاوى إلا يدي.. صارت والحجر شيئا واحدا متوحدا.. لا أدري لماذا أردت أن أقبل هذه اليد والحجر معا، كانت يدي بعيدة، لكنها شعرت برغبتي فارتفعت وارتفع الحجر وهناك عند شفتي ارتسمت صورة أروع من أن ترسم، حاولت كل عدسات التصوير أن تلتقطها فوقفت أمامها عاجزة..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صباح تغني له الأرض وكافة الناس/سجال صباح الخير في نور الأدب، صباح الخير خولة الراشد مجلس التعارف +أمثال وطرائف 106 24 / 08 / 2012 40 : 06 AM
دنيا الوطن تنشر صور استلام جثامين الشهداء في مقر المقاطعة صباح اليوم .. استعدادات لتأ ميساء البشيتي حق العودة 6 01 / 06 / 2012 00 : 09 AM
صباح الخير ياميساء ، صباح الفل ياهدى، صباح الشذى ياناهد نصيرة تختوخ رسائل في مهب العمر 12 10 / 04 / 2010 01 : 10 AM
صباح الوطن طلعت سقيرق القصص 1 21 / 03 / 2010 16 : 11 PM
أوبريت وطني حبيبي ..الوطن الأكبر.عبد الحليم حافظ,صباح ,نجاة ,شادية,وردة .. نصيرة تختوخ نورالاستراحة الصوتية والمرئية 0 29 / 08 / 2008 31 : 11 AM


الساعة الآن 14 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|