الأشجار تموت شامخة
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');border:4px groove green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
هل كان على المقاومة أن تنحني كي يمر العدوان الصهيوني ، والمخططات الأمريكية – الصهيونية دون إراقة كل هذه الدماء ودون ترك البلاد لكل هذا الدمار ؟؟..وهل كان من المنطقي أن نسلم بأنّ أسلحة الفتك والقتل الإسرائيلية لا يمكن الوقوف بوجهها وهي الآتية من أمريكا بكل التطور والتحديث المدمر الذي لا يبقي ولا يذر ؟؟!!..
قد يجد البعض من باب الواقعية ، أنه علينا أن نكون قارئين جيدين لما يحيط بنا وأن نسلم أمورنا ونسلم !!.. حيث من غير المناسب أن نعرض أنفسنا والآخرين للخراب والدمار والقتل الجماعي .. وبيدنا أن نكون سالمين وكل شبر من أرضنا سالما .. وربما ستكون النتيجة واحدة في كل الحالات .. نتيجة تترافق بقتلنا وتخريب كل شبر من بلادنا وتدميره ، ونتيجة تكون بسلامتنا وسلامة الشجر والحجر وكل ما بنيناه .. فأيهما أفضل وأكثر أمانا وفائدة ؟؟!!..
إذا كانت الأمور تحسب على هذا الشكل فهذا يعني موت النفوس والكرامة والعزة والشموخ والإباء والإيمان.. لأننا ببساطة شديدة سنتساوى مع الأشياء الميتة المتقيحة .. قد تسلم الحياة ، لكن مع انحناء الرؤوس والنفوس والهامات والأفكار وحتى الخطوات التي نمشيها على دروب وطن ما عرفنا كيف نحميه وندافع عنه .. فبئس حياة تكون كذلك،وبئس عمر يكون على هذا الشكل من الهوان ..
إنها الأشجار لا تموت إلا واقفة شامخة .. تعرف أن العز هو عز وقوف ومقاومة وإن بحجر .. فليس مهما أن نقارع الدبابة بالدبابة، والطائرة بالطائرة ، لكن المهم أن نخوض معركة الحياة والشرف برؤوس مرفوعة حيث يكون الموت موت شرف لا مهانة ، موت بطولة وتضحية لا موت ذل وعار .. ومن منا كان يظن أنّ رجلا مثل يوسف العظمة يمكن له أن يوقف زحف المستعمر بما يملك ورجاله من أسلحة .. لكنه رفض أن ينحني ويدع المستعمر يمر دون مقاومة، فكانت صفحته ناصعة البياض تحكى وتروى جيلا بعد جيل..
وهاهم أبطال فلسطين ولبنان يوزعون البطولة أساطير وملاحم تروى، وفوق ذلك يغيرون المعادلة ويربكون جيشا مدججا بالأسلحة حتى الورم!!.. لأنهم رجال آمنوا بأن المقاومة واجب مقدس وأن ذلك المسخ الإسرائيلي لا يحق له أن يتمادى في غيّ المجرم السفاح .. وكانت الأرض تشهد بطولة أبنائها فتشمخ وتزهر وتعطي لهم وبهم روعة بطولة صلبة فذة رائعة .. الرجل المقاوم يتحدى الدبابة والطائرة والصواريخ والقذائف والمدافع ويربك جيش الاحتلال ويجعله في حيرة من أمره.. يتخبط باحثا عن مخرج، أي مخرج ، ولا يجد .. أليس هؤلاء الأبطال هم درع الحق وقوته ؟؟.. أليسوا الشجر المحنى بالشموخ والعزة والكرامة ؟؟.. كل شيء يهون ، إلا أن نحني الرؤوس ونطأطئ الهامات .. فالتاريخ لا يرحم والأجيال القادمة لا تغفر ونفوسنا لا تسمح .. إننا مع كل رجل من هؤلاء الشامخين الأبطال لأنهم عزنا وعزتنا وعنوان كرامتنا..
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|