هــوس الــقـــوافـــــــــي
تـلت الصّخـور قصـائـدي فـتـأوّهـت
ووعـى الفطيـم صـدى الـكلام فشـابـا
ولـقـد سكبـت علـى الحديـد مواجعـي
فحنـا ... وأجهش بـالبـكـاء ... وذابــا
وأتـى الزّمان على ضفـاف شواطـئــي
فـبـكـى أسى، وتحـسّـرا وعـذابـــا
وإذا الأنـيـن تغـوص فيـه مـراكـبـي
وإذا الحـقول أسـى تصـيـر يـبـابــا
وتضـوّعـت همسـات شـعـري بلـسمـا
وسـرى البـيـان مــدى فـشـقّ عبابـا
همسـات لـيـل إذا يـلاعبـهـا الهـوى
فــتقول شعـرا تحتـسـيـه رضـابـا
وأهيـم فـي وهـج الـكـلام مرنّـمــا
وقـد اكتسـت سبـل المـواجـع غـابـا
أمـن الغـرور تمـلّ قطـائـف جنّـتـي
وأراك تهـجـر أحـرفــا وخـطـابــا
وأهيـم في خفـقـات قـلـبـي عاشـقـا
وأذوب فـي همسـات حـبّـي صـابــا
أمـن الجـنون تـفرّ مـن همـسـاتـهـا
نبـضـات قلبـي لـلأفـول طـلابـــا
أمـن الصّبـابـة أمــلأ الكـلـمـات من
وهج الـوجـوم عجـائـبـا وعـجـابـا
وأسـائل الأنـهار عـن صدفـاتـهـــا
فتجـيـب سكـرى ... جيئـة وذهـابــا
أبـذي الكؤوس شربـت مـن ألم الـهـوى
وبـذي اليـراع رسمـت فـيـك خضابـا
أهـنـا تمـوت مـراكبـي ومجـاذفــي
وتـعـود أشرعـتـي بــذاك حـرابــا
وعلى رمـوش محبّتـي وصـبــابـتـي
أتصور الطّـرف الكـحيـل كـتــابــا
وأتى الخلـيـل بـذي الـرّبـوع مسائـلا
فـإذا الدّروب هـوى تعـجّ ضـبـابــا
سـأل القـصائـد عـن خريـر بحــوره
فـإذا الحدائـق تستحـيـل خـرابــــا
أسقـي علـى عبـث الكـلام بشعـركــم
وقـد انتـشى الغـربـاء منــه فطـابـا
وأذلّـت المتفيـهـقـيـن دروبــنـــا
فأبـى اليـراع تحـسّرا وعـتــابـــا
وأحدّث عـن ملاحـمي وخـرائــــدي
فكؤوس شـعري ألهمـتـك صــوابــا
وقصـيدي العـسـل الـمذاب وضــاءة
وكـلامك المنـثـور ذلّ فــخـابـــا
وكــلامي الـمـوزون فيـه شفـاؤكـم
وكـلامـكـم كـذب يمـجّ كــذابـــا
وكؤوس شـعـرك طـلسـم عـزفت بـه
نغـمات منسـرح فـعاف وتـابــــا
حـكـم الـعـداة عـلى الخليـل غيابـه
ولـقـد تأهّـب لـلـرّجـــــوع وآب
وتــلا الـزّمـان نشـيد منتصر ... فمـا
كـتـب الـعداة علـى الخليـل غـيـابـا
20 مارس 2009