اضطرابات النطق و العيوب اللغوية عند الأطفال
د. ناصر شافعي
هناك معايير للنطق الصحيح في اللغة العربية و هذه المعايير و القواعد أساسية لسلامة الحديث و الكلمات و التخاطب ..يصبح الطفل قادراً على النطق السليم اعتباراً من سن السادسة .. أما قبل ذلك فقد يفتقد الطفل إلى مقومات و أساسيات النطق السليم ، فقد يبدل حرفاً بدلاً من الآخر أو يكرر بعض الحروف و الكلمات أو يبدل بعض الكلمات أو حروفها .. و لا نستطيع أن نلوم الطفل الصغير البالغ من العمر ثلاث سنوات على العيوب اللغوية و لكن يجب أن نعّوده و نعلمه النطق السليم للحروف و الكلام اعتباراً من هذا العمر .
و لقد قام الكثير من العلماء العرب بدراسة العيوب اللغوية و من أهم ما كتب في هذا المجال " البيان و التبيان " للجاحظ ، و كتاب " فقه اللغة " لأبى منصور الثعلبي . و بعض ما تناوله "الثعلبى" في كتابه عن عيوب نطق الكلام ما يلي :
¨ الرنة : حبسة في اللسان و عجلة في الكلام .
¨ اللكنة و الحكلة : عقدة في اللسان و عجمة في الكلام .
¨ الهتهتة و الهثهثه : من أصوات الألكن .
¨ اللثغة : أن يصير الراء لاماً و السين ثاءً في كلامه .
¨ الفأفأة : أن يتردد في الفاء .
¨ التمتمة : أن يتردد في التاء .
¨ اللفف : أن يكون في اللسان ثقل إنعقاد .
¨ الليغ : أن لا يبين الكلام .
¨ اللجلجة : و هي إدخال بعض الكلام في بعض .
و عامةً تُعرف اضطرابات النطق في الأطفال ( و في بعض الأحيان في الكبار ) بالتلعثم .. و عندما يبدأ الطفل في الكلام في بداية طفولته في السنة الثانية أو الثالثة من العمر قد يتلعثم في الكلام .
و الطبيعي أن يختفي هذا التلعثم تدريجياُ كلما زاد الطفل في العمر و زاد في معدل النمو و التطور . و لكن قد يظهر التلعثم مؤقتاً في بعض المراحل السنية من عمر الطفل و يختفي ، وغالبا ما يكون هناك أسباب نفسية وراء ذلك.
و من أهم أسباب اضطرابات النطق عند الأطفال ما يلي :
1. عيوب في الجهاز السمعي و وجود صمم جزئي أو كلي .
2. انخفاض القدرات العقلية للطفل مثل نقص درجة الذكاء أو إصابة الطفل بالتخلف العقلي .
3. وجود عيوب في أجهزة النطق أو الكلام .. أي في الحنجرة أو اللسان أو حلق الفم .
4. اضطراب التفكير في عقل الطفل خاصة عند تعلم لغتين في وقت واحد .. فقد تتزاحم الكلمات في عقل الطفل و يرغب في نطقها فيتلعثم في النطق بها .
5. قد يصاب الطفل ببعض الأمراض النفسية مثل الانطواء أو الاكتئاب أو القلق أو الخوف فيؤدي ذلك إلى تلعثمه أو تزويد كلمة أو حرف أكثر من مرة دون تحكم إرادي منه لذلك ، حيث تتداعى الأفكار و تتجمع في عقله ، و لا تستطيع أجهزة الكلام مجاراة هذه الأفكار فتخرج الحروف أو الكلمات غير مترابطة أو متكررة أو متغيرة .
6. الطفل بطبيعته لديه القدرة على المحاكاة أو التقليد .. فيمكن أن يكون سبب عيوب النطق لديه هو تقليده لبعض طرق النطق أو الكلام غير الصحيحة و التي تعوّد الاستماع إليها .
و للقضاء على مشكلة عيوب النطق و الكلام لدى الطفل يجب علينا اتباع الخطوات التالية :
1. ضرورة تعليم الطفل طريقة النطق الصحيح للكلمات و عدم تشجيع الطفل عل التمادي في هذه العيوب اللغوية سواء بالضحك أو تكرار كلماته بابتهاج و سعادة .
2. عدم التمادي في التدليل للطفل ، فلقد ثبت بالتجارب و الدراسات أن العيوب اللغوية في النطق تكثر في الأطفال المدللين عنهم في الأطفال الأسوياء .
3. تعليم الطفل لغة واحدة فقط عند بداية تعلمه الكلام ، و ينبغي أن تكون هذه اللغة لغة أمه و أبيه و اللغة التي يداوم على سماعها في أكثر أوقاته حتى يتعود على النطق بها و بالطريقة السليمة لها .
4. ضرورة الاهتمام بالحالة النفسية للطفل و عرضه على الأخصائي النفسي إن كان هناك شك في أن تلعثم الطفل في الكلام سببه نفسي ، أو أن يكون مصاحباً له إحدى مظاهر الأمراض النفسية الأخرى مثل الانطواء أو الاكتئاب أو الانفعال الشديد أو القلق أو غيرها من المظاهر النفسية المرضية .
5. لابد من المبادرة لمعرفة سبب عيوب النطق بالفحص الطبي على أجهزة السمع و الفهم و الكلام لدى الطفل .. و الاهتمام بمعالجتها لدى المتخصصين و التدريب على طرق النطق السليمة لدى مراكز التخاطب .
6. عدم اللجوء إلى العنف أو الضرب في محاولة تعديل أو تصحيح النطق للطفل والأفضل استشارة الخبراء في هذا المجال لتصحيح العيوب اللغوية في النطق و الكلام .
حقوق النشر محفوظة للمؤلف . د. ناصر شافعي . حياة صغيري . القاهرة .