تخدير
وسط الدم والدموع لاقت براءة حتفها ، حين استعادت وعيها من تأثير حقنة التخدير ، التي استمر سريان مفعولها لوقت غير معلوم ، كانت الأهداب المطمئنة في حميمية عناقها وتشابكها ، قد بدأت في التباعد شيئا فشيء ، لتكشف عن بريق عينين مسالمتين ، مستسلمتين ، قد هالها وأغرقها سوء ما رأت ، مدت يدها تحاول الإستناد عليها لتنهض جالسة ، فلم تسعفها حيث لم تجد كلتاهما ، وبدأ جرح البتر في إرسال إشارات الألم حال اكتشافه ، ، فحاولت وحاولت الإستناد بجذعها ، بحركات جانبية معافرة ، حتى اعتدلت بآلام مبرحة ، فما عادت يدها كما بالسابق سندا لها ، أو منديلا يمسح كل ذلك الدم ، وتلك الدموع ، وفي دوامة حزن غشيتها أمواج العين ، كانت تستعد للنهوض والوقوف على قدميها متسائلة : أين أنا ؟؟! من فعل بي هذا ؟؟! انتبهت لعدم وجود قدميها ، التي بترت هي الأخرى !! وكأن الصواعق تنهال عليها من سماء الغرفة شبه المظلمة ، صرخت تحاول النداء ، وكانت الكارثة الكبرى!! فلم تجد لسانها هو الأخر ، فعجز النداء عن إسعافها بمن يساعدها ، أو يجبها عما حدث لها؟؟! سلبت حيلتها ، وبترت أسبابها !! ملطخة بالدم والدموع عادت .. زاحف ما تبقى منها ، مستسلم لفراش الهلاك ووسادة النوم الأبدي ، ومرة أخيرة تعانقا هدبيها للأبد !!
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|