يوميات وداع 2
أخيراُ على تلك الموسيقا الهادئة تقترب مني ثريا لأرقص معها رقصة الفارس , لأتلو على مسامعها أغنيات السيدات, وجلدتني مئة جلدة, على ظهري على صدري, حتى على القلم الذي أكتب به, فيتناثر على الورقة من دمي القطرات, ثم أستلقي على السرير فأكون الأسير لثريا و تبدأ ثريا بجلدي و هي تقول نام نام, ونحن في بداية الغزل الجميل ألح علي سؤال , فسألت ثريا لما أنا يا ثريا:
ثريا: لما أنت ماذا....
فقلت و أنا أرتجف لما أنا يا ثريا......... مما أغضب ثريا و انهت فترة الغزل بسرعة و هي تقول:
أنت لأنك الشاب الذي أعجبني..
فرددت عليها قائلاً: وما الذي أعجبك بي.. طول شعري أم ثروتي الكبيرة........
ثريا: لا تملك شعر طويل ولا ثروة كبيرة... ربما كنت يومها خارج التغطية , أي كنت أشرب العرق ولا أعرف لما أنت...
فرددت : أي أنك كنت لا تفكرين, و أخذتني بدون وعي.....
ثريا: لما هذا النقاش الآن , اخلد للنوم .......
فقلت لها: اذاً الحل الوحيد هو الطلاق, لأني لا أريد أن أعيش مع فتاة لا تحبني.
ثريا: الآن أريد النوم و بعدها أفكر بالطلاق....
مما أثار جنوني أكثر و رميت عليها الطلاق...
كان يومها عاصفي و جنوني و أخذت المبادرة سريعاً جداُ دون وعي, وكل ما أتذكر تلك اللحظات أضحك و يضحكني أكثر يوم عدنا الى بعضنا........
وبعد أن عدنا الى بعضنا سألتها نفس السؤال:
لما أنا يا ثريا: فتضحك ثريا و تقول لأنك صاحب الشعر الطويل و الثروة الكبيرة..
أنت لأنك أملي و حبي , وبدأت تغني أغنية عبد الحليم حافظ و هي تقول نور عيني , روح قلبي حبيبي حياتي ....
فنظرت اليها و قلت :حبك نار مش عاوز أطفيها ولا خليها.....................؟
كانت تلك فترات جميلة و لا أعلم ما الذي قد عاش في داخلي لكي أتذكر تلك الذكريات, فقد مضى على هذا الشيء اكثر من ثلانين عاماُ ولا أعلم لماذا أحي تلك الذكريات اليوم, وثريا تنظر الى بأسنانها الملتوية و هي تضحك و تذكرني و تقول: أتذكر كذا و كذا........... فكان أجمل مساء أحييه أنا و ثريا بعد ثلاثين عاماً..............
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|