| 
				
				سوسو
			 
 كان الشاعر الكبير سوسو  ذات يوم يمشي في حديقته المزهرة , و فجأة يرى سوسو مكتوب على أحدى الورود ( يا سوسو ليش زعلان) ثم تابع المشي و تابع النظر الى الورود و فجأة يرى شجرة مكتوب عليها ميلاد شاعر جديد اسمه سوسو, كان عندها سوسو بعمر الثالثة و العشرين, و لم يكن عندها شاعراُ و عندما سألنا سوسو عن أول ايام شعره ولما اختار تلك المهنة فقال:أنا بصراحة تعلمت مهنة الشعر كأي مهنة ثانية, في البداية كنت ابيع البطاطا و الفجل , و احياناُ ابيع البندورة و الخيار, و فجاُة اصبح معي ثروة كبيرة و أموال كثيرة, وذلك بعد أن سحبت ورقة يانصيب, ولم أعلم ماذا افعل بتكل الثروة, فجائني أحد الكتاب و قال لماذا لا تصبح كاتباُ , فقلت له لا أحب أن أكون كاتباُ , أرجح الشعر على الكتابة, فأنا منذ صغري أكتب اشعاراُ عن البقدونس و الخيار و الزيت و الزيتون, و اشياء كثيرة, وكنت في إحدى المرات في زيارة الى بيت جدي و كتبت له قصيدة اسمها جدي و المشمشة, كانت قصيدة جميلة جداُ ولكن للأسف لا أحفظ شيئاً منها.
 فقلنا له يا استاذ سوسو , كم انت متعلق بالفجل و البطاطا حتى تكتب اشعاراُ عنه, فهل تعطينا بعض الأبيات للأستعتاع بها , فقال لنا :
 أنا لاأحب ذكر الفجل ليكون في جلستنا الأن, بل أرجح الكلام عن الورد.
 فقلنا له وما علاقة تلك بذاك,فقال:
 تلك هي ضرورة الشعر, فإذا ذكرنا الفجل الأن فسوف نستنشق رائة الفجل, فلنذكر رائحة الورد أجمل , وأكثر تألقاُ.
 فتفاجأنا بهذا الشيء و قلنا له كيف ستكون رائحة الفجل هنا و نحن نكتب عنه ولا نأكله,فقال:
 لأنني لا أعرف أن اكتب شيئاً الا اذا كان أمامي, أمام عيوني, أوصفه كما اشاء و أعطي ملامحه كما أشاء.
 و في نهاية الحديث قلنا له , منذ البداية لم تسمعنا شيئاً فما رأيك بأن تسمعنا شيئاً من اشعارك فقال , أريد أن اسمعكم شعر عن البيض فركضنا جميعاً فارين من بيته , و هو ينادينا و نحن نركض و نقول ( كل شيء ولا البيض , كل شيء ولا البيض.)
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |