[محمد السنوسي الغزالي]

رحلت نجوان.. أمه ....قصة لا تحتاج إلى المزيد من السرد!!.. كان في العام الأول استقبل دنيا لا يعرفها ..لا يعي إلى أين ستسير... لكن أمه في كل الأحوال لم تعد أمه!! لأنها رحلت..بقيت خالته حواء..وحواء كانت فتاة جميلة مكتنزة بيضاء صغيرة ذات ابتسامة ساحرة ما تزال تحملها حتى اليوم بالرغم من عقدها السادس..تقدم والده للزواج منها.. هو عملي!! ولـــــم تكن الأسباب تكمن في جمالها كما قال!! ..هناك أسباب أخرى ..منها انه عندما وضع له مربية إيطالية!! كانت تبعده عنها كلما شمت رائحة البول ...أما خالته كانت تضمه إلى صدرها دائما ...لذلك أيقن: أن هذه هي أمه الثانية ..فدفع لجده لأمه مهرها..لكن جده لم يبقى..مات.. فتراجع احد أخواله عن عهده..قيل انه قال : فليحفر الشيخ عند رأس والدي ليسترجع المهر!!..ومنذ ذلك اليوم ارتوت عروقه ثقافة الحقد على أخواله باستثناء عائلة البرانى التي كانت أسرة عريقة كما يقول أبيه!!..وكبر الحنق معه خاصة على خاله الذي نكث بعهد جده كلما كبرت معاناته لأنه بدون أم..كان ظنه لو أن خالته هي مكان أمه لتبدل الكون....وضع على كتف خاله كل آلامه ومركبات نقصه ومعاناته وحظه العاثر..كلما وقع فى حفرة وسال دمه ..كان خاله هو المجرم وهو الفاعل..كلما سالت دمعته ..كان خاله هو السبب..المهم أن خاله مفتاح حمل وزر هذا الكم من التعثر في حياته... فشكرا لهذا التعب الذى حمله إياه أباه طوال حياته وسيبقى معه...ذات مرة التقي خاله امسك به ولم يكن يعرفه..وعندما قدم نفسه..شعر بالريبة من رجل تعلم في حياته انه مصدر عذاباته..وكان من الواضح انه يعرف ما يدور برأسه..قال :
- اعلم الصورة المرتسمة في رأسك..لكن انت لا تعلم لوان هذا الزواج قد تم..لربما لحقت خالتك بأمك في العام التالي..أبيك كان حادا.. شديدا وغيورا ..واخواتى كن جميلات..كان يقفل على أمك بالساعات والأيام .. تظل لوحدها في شارع البوري مقفل عليها المنزل القديم.. ولا يسمح لها برؤية احد..حتى خالتك الصغيرة السن كان لا يسمح لها حتى بالوقوف وراء الباب..أمك ماتت لان أبيك تأخر في حملها إلى المستشفى..ولم يذهب بها إلا بعد ان استفحل الأمر في صدرها وتوزع في الرئة..أتدرى أن أمك ولدتك اثناء السفر لان أبيك لا يريد ان يسافر إلى اى مكان بدونها!!!..خفت على شقيقتي الأخرى فمنعت الزواج لهذا السبب.. أنت رجل وستكبر وتحمي نفسك لكن شقيقتي لم يعد لها احد غيري وأنا بعيد فمن يحميها؟؟ يمكنك ان تعيش معنا..

لكنه لم يصدق خاله في كل ما قاله..يعرف ان أباه غيورا وشديدا ولكن ليس إلي هذا الحد..يعرف كل شيء عنه ويعرف أكثر بأنه لا يكذب أبدا..وتبين له صدقه عندما وجد مرض أمه متفشيا في احدى خالاته..الأمر وراثي ربما ..أو بسب البرد الذي يؤثر في الأجسام الفقيرة..إذ ضاعت ثروة جده في الهباء ولا يدري السبب..قال أبيه انه تزوج أمه وهى تحمل ملامح مرض ألـــ..( تى بي) في صدرها..ولذلك لم تبقى أخته الأكبر منه.. سرعان ما لحقت بأمها ماتت ... لأنها أصيبت بالعدوى من ألام ...انه يصدق أباه لأنه يعرفه..لا يعرف إلا الصدق..عرفه من خلال مواقفه..كم مرة خسر أصدقائه بسب الصدق..كان يواجه حتى نفسه..كان يقول أنا أخطأت في هذا الأمر أو تلك الفكرة.. احد أخواله قال :

- اعرف والدك..هو شديد وغيور ، لكنى اعرف ان رجلا مثله لا يكذب..أما شقيقي كانت له مسارب أخرى غامضة... لقد علمه الإنجليز الذين عاش معهم ان الحياة عبارة عن صفقات..فلا تصدقه .. و صدق أبيك..

[نصيرة تختوخ]

توتر يعيش فيه الولد الذي شرخت حياته بسبب فقدان والدته,ملام و حقد لكن الأيام قد تعلمه ربما أن يضع نفسه مكان الأب ومكان الخال و يفهم المواقف و الظروف و منطق الكبار..
تحياتي و تقديري لك أستاذي الكريم

[محمد السنوسي الغزالي]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ توتر يعيش فيه الولد الذي شرخت حياته بسبب فقدان والدته,ملام و حقد لكن الأيام قد تعلمه ربما أن يضع نفسه مكان الأب ومكان الخال و يفهم المواقف و الظروف و منطق الكبار.. تحياتي و تقديري لك أستاذي الكريم

شكرا نصيرة..احي مرورك الكريم واعتذر عن التأخر في الرد لاسباب فنية تتعلق بالدخول..ود لك

[ميساء البشيتي]

استاذي الفاضل محمود السنوسي

نحن نقول بين حانا ومانا ضاعت الحانا

بين ان يصدق او يكذب هذا وذاك ضاع عمره وربما ضاع هو

فما فائدة ان يبحث في صدق او كذب كليهما .. عليه أن يرمي هذه الحكاية وراء ظهره

ويبدأ من جديد قبل أن يصبح هو الحكاية ..

قصة رائعة جدا .. اشكرك استاذي الفاضل عليها وأتمنى لك مزيدا من النجاح والتوفيق ..

[محمد السنوسي الغزالي]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي استاذي الفاضل محمود السنوسي نحن نقول بين حانا ومانا ضاعت الحانا بين ان يصدق او يكذب هذا وذاك ضاع عمره وربما ضاع هو فما فائدة ان يبحث في صدق او كذب كليهما .. عليه أن يرمي هذه الحكاية وراء ظهره ويبدأ من جديد قبل أن يصبح هو الحكاية .. قصة رائعة جدا .. اشكرك استاذي الفاضل عليها وأتمنى لك مزيدا من النجاح والتوفيق ..

شكرا سيدتي ..سلمت ودام عزك وحضورك الكريم ميساء