مُضْنِيكَ هَوَاهُ النَّارُ تَسْجُرُهُ
 
 
هَلاّ دَعَوْتَهُ يَا صَاحِبًا تَعْذُرُهْ
 
 
إليكَ الوُجدُوالشّوقُ يَدفَعُهُ
 
 
وسَهْمٌ طَالَ الفُؤادَ وَبَعْثَرَهْ
 
 
فقَلْبُهُ صَحَرَاءُ ظَامِئَةٌ وَإِنْ
 
 
يَرْتَوِي لَحْظَةً أخْرَى تُجَرْجِرُهْ
 
 
عَاشِقٌ لَيَالِيهِ سُهْدٌ وَوُجْدٌ
 
 
أرَقٌ مَتَى حَلَّ النَّهَارُ يَعْصُرُهْ
 
 
مُضْنِيكَ يَا أنْتَ طَالَتْ مَسِيرَتُهُ
 
 
وَانْتِظاري تُرَى قَدَرٌ يَقْدُرُهْ
 
 
مَا ضَرَّ لَوْ جِئْتَهُ بِلا وَجَلٍ
 
 
لَعَلَّهَا أَوْقَاتُ الحُبِّ تَشْهَدُهْ
 
 
أمْس كنا وكانَ مِنْ زَمَنِي
 
 
وَذَا يَوْمٌ وَنَوْءٌ عَلَيْهِ يُعَثِّرُهْ
 
 
عَاشِقُ الرُّوحِ رُوحٌ تُنَاوِئهُ
 
 
أَتُونُ بُرْكَانِ الجفَاَء وَتَغْدُرُهْ
 
 
لاشَكَّ قَلْبُ المُتَيَّمِ عَابِقٌ
 
 
بِهَوًى وَعِشْقٍ لا تُبَرِّرُهْ
 
 
مُنْيَةٌ لَوْ أَتَتْ في لحَظَةٍ
 
 
هُوَ ذَنْبٌ لَعَلَّ اللهَ يَغْفِرُهْ
 
 
فَهَاتِ لَهُ عِشْقًا يَلُوذُ بِهِ
 
 
وَأَسْرِعْ إليهِ بِدِفْءٍ يُدَثِّرُهْ
 
 
فَمَا وَاللهِ في العِشْقِ عَيْبٌ
 
 
وَمَا لَهُ أيّةُ أَعْذارٍ فَتَعْذُرَهْ
 
 
مُضْنِيكَ سَيِّدِي أوْجَاعٌ تُؤْطِرُهْ
 
 
هَلاّأسْرَعْتَ إليه تُخْطِرُهْ
 
 
أنّ الهَوَى عِشْقُ الحَيَاةِ وَأنَّهُ
 
 
سِرٌّ مِنَ الأسْرَارِ لَهُ يُنْذِرُهْ
 
 
وَرَبُّ العِبَادِ بِهِ رَؤُوفٌ
 
 
فَوَا أسَفًا عِبَادُه لا تَحْذَرُهْ