أول الغيث
[align=justify]
إنهم يرحلون من غزة ، أو هم يحملون الهزيمة المرة ويعلنون للمرة الأولى انكفاء كل مقولاتهم الصهيونية المرتبطة بالتمدد وأخذ كل ما يصلون إليه دون رجعة ، على انه جزء لا يتجزأ من أرضهم التاريخية كما يزعمون !!.. لكن ضربات المقاومة الموجعة ، جعلتهم يبدؤون رحلة الانكفاء التي لن تتوقف عند حد ، فهذا الخير الذي بدأ بترك قطاع غزة وتهديم المستوطنات للمرة الأولى ، يبشر حقا بأنّ أول الغيث قطرة ثم ينهمر.. وانهمار هذا المطر الرائع الذي بدأ بكشط وجود الاحتلال من غزة، لابد أن يتلاحق في تعبير حي عن أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تعطي نتاجها وإن بعد سنوات طويلة قدم فيها الشعب الفلسطيني الكثير من التضحيات ، وكان شلال الدم الطاهر لا يتوقف ، ولا يعرف غير عناق ارض فلسطين الحبيبة وانتظار شمس الحرية التي بدأت خيوطها مع هذا الفجر الذي تمثل في الرحيل عن غزة ..
قد يرى كثيرون ، أن النهاية هنا .. وقد أرى مع هؤلاء الكثيرين أنها النهاية .. لكن الاختلاف سيكون في المعنى المقصود من هذه المفردة ذات الأحرف القليلة !!.. فالكثيرون الذين ذكرت، يظنون أن نهاية مشوار التحرير تتمثل في هذا الانسحاب ، وعلى الأكثر في الانسحاب أيضا من الضفة الغربية أو بعضها وإقامة دولة فلسطينية.. وكفى!!.. أما الشعب الفلسطيني برمته فيرى أنها النهاية حقا ، لكن للاحتلال وما يمثله من تمدد سرطاني .. فهذه الخطوة ستتبعها خطوات كثيرة قادمة ، آخرها سيكون فوق آخر شبر محرر من أرض فلسطين .. وسيكون الزمن هو الحكم الحقيقي في الوقوف على معنى النهاية الذي نريد ، والمعنى الذي يريدون !!..
جربوا وجربنا طول النفس .. وعرفوا وعرفنا القدرة على التحمل رغم كل العذابات.. فشعب فلسطين ذاق المرّ حتى ضرب المثال في قدرته على التحمل من أجل الوطن وفداء للوطن .. وشعب كهذا لن يملّ ولن يكلّ ولن يتوقف وإن هربوا وسيجوا هروبهم بألف جدار فصل أو عزل.. كل هذا لن يحميهم ولن يعطيهم الحق في ابتلاع أرض فلسطين العربية . لأن الجدران، مهما ارتفعت وعلت ، فلن تغطي الحقيقة !!.. وإذا أرادوا أن يعزلوا أنفسهم وأن يدفنوا الرؤوس في الرمال ظنا أنهم وصلوا إلى حماية اللص من صاحب الحق ، فهم واهمون.. لأنهم برغم كل جرائمهم وأسلحتهم الفتاكة ومحاولة ترسيخ التزوير ليكون شبيها بالحقيقة ... فلن يصلوا إلى شيء .. وهم يعرفون قبل غيرهم أن شعب فلسطين لا يمكن أن يصمت أو يتراجع عن المطالبة بحقه المتمثل بكل فلسطين .. والأيام القادمة خير شاهد .. سنعلن فرحنا اليوم بتحرير غزة ، وسنعلنه غدا وبعد غد بتحرير كل فلسطين ...
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|