أخبرني حزنك عن بكاء البحر ... ، سنموت كلاناً معاً ... ،
و سيجف ببطء وجعك المطلق الأبدي 
قد تلمس شفاهنا ظلال بسمة ميتة ، انتهى الرحيل 
الذي كنت ... ، مكاني مهيأ ... ، لم يعد هناك من 
ينتظرني ، غنّ أيها المطر ، أخشى أن تجف روحي ... 
أنت لي ... حاولوا عبثاً مسح غبار من هاجروا عن
طرقات وجهك ... ، درب شائك المسلك و هيمنة 
رحيل ...
عندما تصبحين حقيقة ، بأي وجهٍ يمكنك البكاء ... ، 
إني راحل أيها البحر ... ، و إذا ما خفق الضريح برخام 
أجنحته فارفع عاليا موجك بالرثاء ... ، لا ... لن تجد أحداً
في روحي ...
فبائعة القلوب تصل من بعيد لتبارك الأحلام الموءودة 
لميت ، قد تجد بعض نبضها في ترانيم الفناء ، يا أيها
البحر ... أعد إليّ أحزاني ، فبريقها يواصل انتحاره فيّ 
كجرحٍ ينز ليسقي حقول الحلم لحدود الارتواء
كنت أنا ... و جرح عميق ... على عتبة الحياة ، نرفض 
الموت ، و بقايا من ظلها ، يرحل مسرعاً يرمقني بنظراتٍ
باردة ، ألا يخجل من نفسه ... ؟؟؟ 
لعله يعود مرة أخرى ، صاعداً من كومة الوجع ، لِمَ 
تخفي عينــــــيك ... ؟ ، ليخرج ألف جرحٍ و جرح ، 
يستدرجك البحـــر ، ليسرق ألوانك ، لا طريق لك نحو 
الروح ، سأروي لك قصة و أسرد الحكايا ، عن حبٍ قبل 
ولادته ... مــــــات ... ، بخطوة جاهلٍ اقترب ، و الحلم 
بعيــــــد ...
لم يكن يعلم أنك تحترفين الكلمات ، و بلهفة المحب 
تشعلين جرحي ، ألماً و آهات ... 
ما بالك تأوي إلى القلوب العقيمة بائساً ، تحتاج لدماء 
جديدة كي تعافى من حبها المغلغل في العروق ، ما 
بالها لما اعتلى فوق الحب حبها و تعالت الألحان و 
الأنغام ، هزم في عباءة غدرها حبي و اغتسلت من
طهرها الآثام ...
فالصدر مقبرة ضمت رفات قلبي ، و تهالك من أنين 
متعب نبضي ، الليل عالِ فلا أرى وجه القمر ، هي من
قست يوماً و قالت هو القدر ...
بائعة القلوب ... أجهدت قلبي و نسيت أن الحب يرتحل 
، يســـــــافر حيث القلوب يسيّجها الحنيــــــــن و 
رحيلك لا رجوع بعده ...
و أنت ... وهم لا تريد الحقيقة ... ، و حقيقة تصرخ ... 
أن دربي ... ليس أنـــــــــــــت
ماهر عمر