مَتَمَنِّعَةُ وفي صَدَِها الإندهاش
هَمّتْ من ذفىءِ الشّعْلَة
إشارةَ تَلْمِيح
ركِبتْ الأخْلاَطَ لتنجُو بفرادتِها
فوَقَعَتْ من فِرْطِ الشّهوة
بشِرَاكِ مواعيدَ أحاسيسٍ مُؤَجّلَة،
و لمّا هيّئَتْ للأجواءِ نُبُوّتَهَا
غَمَرَتْ ألَمَ الفطرة بالتساؤول
صَبّتْ شُحَنَ البرقِ بأكْوَابٍ
مُفْعَمَةٍ بنَصِيبٍ من الوَجَلِ والإصْرَار
فصارت توزِّعُ على الظلال نَخْبَ السّمر،
و لِتُطَاوِعَ بالنّشْوَةِ لَذّةَ الجُمُوح
نَبَشَتْ عن دم الدوافِع
بعروقِ الداء
عَصَرَتْ ضميرَ الإجْلاَلِ الروحَانِي
و أخدت تُبَشِّرُ بفطرةِ مَمَاتِهَا
على حافةِ صمتٍ ملعونٍ بنظرٍ خافتٍ
يَشِكُ النّطْقُ بإيحَاءَاتٍ صامتة،
إلا أن الشّجَنَ المُرْتَدّ عن الأعراف
تَصَنّمَ بوقتها العابرِ بلا أمان
لتَنُطّ الرِّجْعِيةُ من صَخَبِ الأدْ لُوجَةِ
ملعونةً بمَسٍّ سَمْعِيٍّ خاطف
عبَرَ كتَهْوِيمَاتٍ مُنْشَقّة ٍعن الصّذى
يخَالُهَا الإدْرَاكُ لغة من سراب
تَطْفُو كالمُيُوعَةِ على قَيْضٍ المَعَابِر.
ولأجل تأتيت لمسات الإستغراب
تَسْتَغْشِي الخُطُبُ لباس مَحَجّتِهَا
يَتَمَلّى المَشْهَدُ بَنضَارَةِ الوقائع
فتُعَاتَبُ بالحَيْرَةِ أضواءُ الإنكسار
لما تَحْدَجُ مَنْظَرِ القساوةِ
ببصرٍ أعْمَى
شَبّ حريق الظلمة بنوره،
و لِئَلاّ تَنْزُو بطقوسِ الحيرةِ المَلَذّات
يَسْتَأصِلُ الضَيْقُ نفسه
من حالةِ الكَرْبِ و أحوالِ التّجَهّم
تَتّحِدُ الطقوسُ مع أجواء الحَيَارَى
فتَنْطَرِحُ على البسيطة
إفتعالاتُ كلِّ المُتَعَالِيَات
مَكْسُوّةً بأسْمَالِ زُهْدٍ
في رَثّةِ قِدَمِها النّقَاء.