رد: الزمّار / مُتوالية قصصيّة ...
[align=center]3[/align][align=center]
الكَلام
---[/align]
الشيخ عيد – مَدّاح الرسول – كان يَتساءَل عَن أفضلِيّة الصَمْت عن الكَلام ..
كُنت أريد أن أقول له : تكَلّم ..
فإذا صَمَت الذاكِرون ؛ تكَلّمت الشياطين ..
فالصَمْت مَساحَة فارغة يَملأها الكَلام ؛ لِتُنقَش لوحة الوجود ..
...
كان الزمّار يتكلم عن مُسابَقات حِفظ القُرآن التي يَذهَب إليها ..
وعِندما ضرَب الزهراء ؛ بَكَى قلبي أَلَماً ..
إحدى المُسابقات التي كان سيذهب إليها الزمّار كانت بجوار بيتي ..
وعِندما رأيت جاري الشيخ المَسئول عن المَسجد ؛ كنت أريد أن أقول له : إنصَح الزمّار .. قُل له أن الدين ليس كَلاماً وتسميعاً للقرآن الكريم فقط .. القرآن شاهدٌ عليه إن لم يَعمَل به .. وإن عَمل ضده ؛ فالوَيل له ..
لم أتكلّم ..
نظَرْت نحو الشيخ واستمَرَّت خطواتي في طَريقي ..
الحُزن والألم المُستمِر يُذهِب التركيز ويوهِن البَدَن ..
سَقطت الزهراء بحملها الذي في بَطنها .. وانكسر أنفها ..
ذهَبْت إليها ..
كان المَطبَخ مَمْلوءاً بالنفايات ، والأطباق والأواني والأكواب تصنع في حوض الغسيل هرماً مُتراكِماً ..
شَمَّرْت مَلابسي عن أكمامي ووقفت أغسلها ..
جاء الزمّار وقال : اتركيها .. هي ستغسلها !
قُلْت له : هي لن تغسِل شيئاً .. إمّا أن أغسِلها أنا الآن .. أو تغسِلها أنت .
صَمَت ونظرته تقول أنه لن يفعل شيئاً ..
قُلْت له : أنت مُتدَيِّن .. والرسول صَلّى الله عليه وسَلّم - قُدوتنا – كان في مِهنة أهله .. وقال – ص – " خيركم ؛ خيركم لأهله " .. و" استوصوا بالنساءِ خيراً " ..
كان يومِئ برَأسِه ..
لكنه تركَني أَسْتمِر في غسيل الأواني التي أكل هو وزوجته الزهراء فيها ..
وذهب ..
ذهب ليحْضر تحفيظ القرآن الكريم وتسميعه ..
كَلام الله الشاهِد عليه ..
|