في يومٍ كنتُ أنا وحدي
بمكانٍ يقطرُ أوهاما
والليل الحالكُ قد أرخى
بستائر خوفٍ ترعبني
تتعبني تجعلني أفزعْ
أجري بطريقٍ مسدودٍ
أذهبُ للآخَر كي أنجو
وأغيرُ وجهتي الأولى
وأحارب يأسيَ بالأملِ
الساطع من قلبي
فإذا بأناسٍ قد ظهروا لي
فصرختُ بأعلى ماأملكُ
من صوتٍ مبحوحٍ
فتحول أولهم وحشاً
ليحاول أن ينهش لحمي
والثاني دار ومن خلفي
يضحكُ ويقهقه مبتسماً
ويقول بلهجة شمتانٍ
إنسانٌ بشريٌ يُضحِكْ
لايملك مالا أو جاها
لايعرف إلا أن يغرقْ
والثالث قد أضحى قطاً
ينتظر الباقي من جسدي
كي يكمل وجبته الأولى
ويصيرُ الأسد المتعملقْ
فلمحت بعيني أنواراً
تخرج من بيتٍ ساكنه
رجلٌ أنعته بالأخرقْ
جمّعتُ الباقي من جهدي
كي أصل سريعاً أتسلقْ
ناديتُ عليه فلم يسمع
ياسيد قومي ساعدني
جرحي مفتوحٌ ضمدني
فأنا المغلوب على أمري
والرحمة فيكم تتألقْ
فأدار الوجه وفي وجهي
قد قفلَ البابَ ولم ينطقْ
فاشتعلت نيراني جداً
وبكل الغيظ ضربتُ
البابَ وقلتُ صدقتُ
إذن أنت الأحمق
فأتاني صوتٌ أصعقني
إن كنتَ ذكياً جاوبني
هل يجدي نفعاً بالدنيا
إنسانٌ تنعتَه الأحمقْ؟