[هدير الجميلي]

ماذا لو كنت أعمى ..؟

هل العمى عمى البصر أم البصيرة ؟
لطالما راودني هذا السؤال ...تمنيت أن أجد إجابة تشفي صدري واقتنع.
أتخيلت يوماً نفسك أعمى وكل ما يحيط بك هو ظلام حالك لاترى راحة يدك فيه ...لن تخسر شيء لو حاولت.. قد تكتشف حقائق غفلت لسنوات عنها.
أنا جربت أن أغمض عيني وأتلمس الأشياء فسقطت كثيراً وأنا أمثل دور الشخص الضرير مع إني من المفروض أحفظ كل زوايا ومقتنيات منزلي وكل ركن يفترض هو جزء مني,ارتطمت بالجدار وبالكرسي وعانقت ضرفة الباب .
أصدقكم القول فشلت... وحاولت لكن كان ينقصني شيء له أبعاد آخرى... ؟!
ببساطة لو دخلت مكان لا على التعيين غير المنزل الذي تقطن فيه 000إلقي نظرة سريعة على الأشخاص و كل الأشياء المحيطة بك,حاول عندها أن تغمض عيناك حتى لو لدقيقة فهل تستطيع أن تحدد ما هو موجود بالمكان وهل الأشياء المصفوفة في زواياه مرتبة وبمكانها الصحيح ؟
ستحدد أين الخلل والفوضى بأي زاوية ؟
قد تكون نظرتك خاطفة بلمح البصر ’لكن ستجد الكثير من الفوضى والقليل من الترتيب ,تمر الحقيقة تتوهم بأنها ماء عندما تقترب منه أكثر تجده وهم وسراب ...تكتشف إن خلف كل المرايا مرايا أخرى.. تغطي وجوه فيها قبح وأخرى جمال.
تبحلق بالأشياء بناظريك لكنك لاتستطيع أن تكتشف العيوب وقد تكون متوهم بأنك ترى حقائق الأمور وتغتر بنفسك لدرجة لا تتقبل جدال فيها.
أمعن النظر مرات ومرات لن تخسر شيء.




بقلم:هدير الجميلي

[رولا نظمي]

أختي الكريمة ........... هدير الجميلي
أشكرك على هذا الطرح
وإجابه على سؤالك يا الغاليه
فقد كان والدي رحمة الله تعالى فاقد البصر مدة خمس سنوات وذلك قبل وفاته
الذي لا يبصر بعينيه فهو يبصر بقلبه وكانت تعود به الذاكرة دائما إلى صورنا ونحن صغار ولا يتذكر غيرها أو أنه لا يريد أن يتذكر
لقد كان صلب بالرغم من حزنه الشديد على فقدان بصره وكنا دائما نجالسه ونحاول أن ننسيه ولو شئ بسيط من حزنه
العالم الذي كان يعيشه مرهق صعب ولكن الايمان هو الذي يصبره على ابتلاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين
ودمتي بخير

[هدير الجميلي]

تحية لك أخت رولا ورحم الله والدك
الاتتصورين إنه كان مرتاح خلال السنوات الخمس .
فقد البصر لكن بصيرته كانت أقوى صموداً أمام حزنه..


تقبل ودي واحترامي أخيتي