يا قلب أين تركت مفاتيحك؟
ومضيت تبحث عن أوردة
تهمس الأفواه في حمّى الفيء
جرعة ماءٍ تأتي اليوم على عجل
أكاد ألامس بعض النجم
الساطع
لكنّ شهاباً قطع الطريق الى
المرفأ
وعدت نحو بدايات عينيك
سكبت نبيذ الفؤاد أطفئ بعض
الشوق، ولكن
مضى القطار دون أن يتوقّف
عند محطّاته التائهة في رحم
الطريق.
مفاتيح القلب علّقتها عند بابك
وبقيت أستجدي الحنّاء فوق يديك
مرّي بشفاهك عند أصل الجبين
لا تقتلي ما تبقّى في الروح من
هيام
جافيت النوم الليلة وبتّ أراوح
مشاعري المتنامية
ارتكيت عند جذع شجرة
عندما حلّ الظلام
ناديت اسمك وسط الحريق المستعر
كانت النار تلهو ببعض الجسد
لم ينجُ من ألسنة القصائد عاشق
لم ينجُ وجهك من كسر المرايا
ولهو الزمان.
أين تمضي الآن يا قلب وقد
انقطعت السحب في السماء؟
وتاه الموج في جوف محارة
كلّما مضيت في طريقي مغنّياً
فاجأني الزكام
وكان عليّ أن أصمت
في زمن الثرثرة!
وأن أركض حافياً
وسط حقوق من الشوك
وكان علي أن أسبح ضدّ التيار
باحثاً عن حلمي المنكسر في
شعاب قبيلتك
هذّبني الشقاء وانتظار الحدث
لا جديد تحت مظلّتك المكسورة
يندفع الموج اتّجاه مقصورتي
وكأنّ الأفق جبل جليد
يبحث عن ((تيتانيك)) أخرى
يغرق كلّ ما عليها من أحلام
وقصائد عارية من قوافيها
مفاتيح القلب صدئت
وما زلت أنادي داري العتيقة
حاكورة مسيّجة باقحوانٍ وزيتونة
أيقونة زرقاء ترعى طفولتي ونافورة
تنزف الماء.
والآن عطب ذراعها وفاها
توقّف عن الرغي والعربدة.
في زمن الترف والحذلقة
وما زلت عند منتصف الليل
استمع للحادي يرفع العقيرة
وينداح الموّال على خجل
كأنّه يخشى هدير عاصفة
ورحيل يكتوي بصراخ رضيع
علّق على شجرة النسيان
وكتب عند حدود الأمل المعلّق
في بيسان
انا إنسان!
صوفيا
[/frame]