تمهل يا عمر عبد الحافظ
تمهل ياعُمْرَ عبد الحافظ
ثلاثة وأربعون عاما مضت وأنت كقطار يحمل رُكَّابا من الهموم والدأب والعناء, ثلاثة واربعون عاما تودعها يا عبد الحافظ وأنت مازلت تتأمل وتشقى بعقلك , ماذا تحمل فى جعبتك سوى قليل من الفرح المختلس وكثير من انهار الحزن تأبى سفنك الاّ تفارقها , ثلاثة واربعون عاما تودعها اليوم وأنت وحيدا والزيف يحاصرك من كل صوب وسيفك ملّه الصدأ, ثلاثة واربعون عاما مضت وانت تغوى اهلك واصحابك لسفر كى تثقب الارض الى ساعتها الاخرى فرارا ,كى تسرب الاحلام من سَّم الخطر, قمرا اثر قمر , هم خذلوك وحين التفتَّ تثقب وحدك فاذا العالم مشدود على خوف وتر,ثلاثة واربعون عاما مضت,وقلبك يمسك بهوى هذا الوطن وهو حِلٌ من هوى هذا الوطن , على رسلك عمر عبد الحافظ و رده طفلا خجولا زائغ العينين مذهولا ممسكا سِنَتَّه الاولى ويخطئ فى العدد ينادى الشمس ان تاخذ فؤادا لبنيا وتهبه قلب وناب اسد, كى لا يعيش العمر مقتولا ومصلوبا على هزائم هذا البلد ,ثلاثة واربعون عاما مضت وانت ياعمرى ترد لى سنة اخرى وما زلت على جبهة الصخر انقش لونى بذاكرة الارض منتظرا مقعدا, ترفدنى عاما رابعا وما زلت اتهجى حروف الفرح فيا ايها الودق المترجل فى عمرى ماذا تفجر فى القلب حين تلامسه فى طعم السنوات الاتية من جداول خباتها عيون البلاد عن عمرك وما زلت انت العود اللين وما زلت انت الولد
تمهل ياعمر عبد الحافظ حتى يسترد لحظة روى بعد سنيين قضاها فى الظمأ
*اخوتى ارجو ان تعذروا هذا الهذيان فاليوم اودع العام الثالث والأربعين من عمرى واستقبل عاما ىخر لا ادرى كيف اكون فيه ولا ماذا افعل؟!!!
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|