التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,386,603

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > جداول وينابيع > المقــالـة الأدبية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28 / 04 / 2010, 03 : 05 AM   رقم المشاركة : [1]
د.يوسف جاد الحق
روائي وقاص

 الصورة الرمزية د.يوسف جاد الحق
 




د.يوسف جاد الحق is on a distinguished road

حسن حميد في مدينة الله

حسن حميد في مدينة الله
(فرادة الأسلوب وتميّز الإبداع)

[align=justify]قلة من أدباء العربية الكبار من تستطيع أن تتبين لهم أسلوباً خاصاً يدل عليهم فور قراءتك لنص، أو حتى لسطور سطرها قلم أحدهم.
من هؤلاء، على سبيل المثال د. طه حسين فأنت لو قرأته في الأيام، أو دعاء الكروان، أو حتى على هامش السيرة، وهي نصوص مختلفة في أجناسها ومضامينها ستعرف من فورك أن هذا هو طه حسين. وقُل مثل ذلك في الحكيم، والمازني، والعقاد. في حين أنك لن تتعرف في أعمال نجيب محفوظ مثلاً على أسلوب خاص به ينتظم سائر أعماله، بحيث يدل عليه دلالة واضحة إذا ما اختفى العنوان واسم الكاتب. فالثلاثية تختلف عن بداية ونهاية، وهذه تختلف عن الشحاذ، والسمان والخريف، واللص والكلاب، وثرثرة فوق النيل...الخ. هذه ليس مثلبة، على أية حال، أو مأخذاً على الرجل أو إنقاصاً من قدره وقيمة أعماله.
موضوعنا اليوم هو الأديب المبدع بحق، الذي بدأت رحلته مع القلم مع أوائل الثمانينات، حسن حميد. هو واحد من هؤلاء الذين صنعوا لأنفسهم أسلوباً متميزاً خاصاً (وقد تقول متفرداً أيضاً)، فما إن تقرأ له سطوراً معدودات على ورقة مغفلة الاسم حتى تعرف أنه حسن حميد. ذلك المبتدع في لغته، المتفرد في صوغ عبارته، البارع في رسم سمات شخصياته وتحديد ملامحها، حتى لكأنك تراها بعينيك، وتسمعها بأذنيك بصوتها الخاص الذي يميزها بوضوح لا لبس فيه عن شخصيات أخرى، سواء كان ذلك في السرد أو في الحوار مع الذات أو مع الآخر.
كذلك الأمر في وصفه للمكان بتفاصيله الدقيقة، وتشكيلاته المحددة تماماً لمعالمه، التي تميزه عن أي مكان آخر، حتى إنك لتراه ماثلاً كحقيقة مرئية بحيث لا يلتبس على القارئ، فيخلط بينه وبين غيره، فيحسبه مكاناً آخر غير هذا الذي تدور فيه أحداث الرواية.
ما ذهبنا إليه يتجلى كأوضح ما يكون في ملحمته الجديدة (مدينة الله)، وإن هي اختلفت عن سابق أعماله في مضمونها الفكري، وشكلها الفني، ناهيك عن المكان الذي تعاملت معه واتخذته ميدانها وموضوعها، ألا وهو القدس، وما حولها من الديار الفلسطينية، بفرادتها التاريخية والتضاريسية والجغرافية، فضلاً عمَّا يجري على أرضها في أيامنا الراهنة، وهو على وجهين: وجه تتبدى فيه صورة العدو بظلمه وعدوانه على الأرض وأصحابها، ووجه يمثل بطولات شعبها دفاعاً عنها بالمهج والأرواح، وفاءً لتاريخها، وحفاظاً على قداستها، فهي ـ كما تؤكد الرواية في كل صفحاتها ـ مهد سيدنا المسيح عليه السلام، وفخر الفتح الإسلامي العادل. فنرى الرواية تُسهب في وصف أماكنها المقدسة من كنائس كالمهد والقيامة، والأقصى والصخرة والبُراق.
في الشكل الفني:
لجأ كاتبنا إلى أسلوب غير مسبوق في روايته (مدينة الله). صحيح أننا جميعاً نعرف أسلوب الرسائل في الأعمال الأدبية الروائية، فهو في حد ذاته ليس جديداً على هذه الأعمال، بيد أنه، في العادة يتمثل في رسائل متبادلة بين طرفين، مرسل ومرسل إليه. أي لا بد أن يكون هناك طرفان، ولكننا هنا أمام جديد، لا أغالي إذا ما قلت إنه جديد مبتكر غير مسبوق، فالرسائل من أول الرواية حتى نهايتها وعددها 49، تصدر عن جهة واحدة، تذهب في اتجاه واحد، ولا ردود تأتي عليها. والقدرة على اجتراح هذا النوع من الإبداع دون أن يؤدي إلى ضعف في النص أو ظهور ملمح للاصطناع والافتعال ليس بالأمر الهين على الإطلاق.
ليس موضوعنا الآن البحث في أسباب هذا ومسوغاته الفنية التي اعتمدها الكاتب، فهو قد وجد الوسيلة إلى ذلك بقدرة واضحة، بحيث لا يحس القارئ بأنها مصطنعة أو مقحمه، بل يراها وكأنها هكذا يجب أن تكون. نحن إذن أمام شكل فني مبتكر وفريد.
والكاتب، حميد، يقول بأنها رسائل صادرة عن (فلاديمير الروسي) إلى أستاذه الجامعي في جامعة سان بطرسبورغ، لكنها (الرواية) تقول كل شيء عن القدس وما حولها على نحو خاص. وفلاديمير هنا هو السارد، وبضمير المتكلم، يروي لصديقه ما يجري هناك، كما يحدثه بإسهاب شديد عن معالم القدس وأوابدها وتاريخها وناسها، سواء كانوا أهلها أو الذين يوقعون عليهم ممارساتهم الإجرامية الذين نجح الكاتب نجاحاً فذاً في اتخاذه لفظ (البغالة) تعبيراً عن اليهود، فأكسب فلاديمير حيادية من حيث المبدأ لينقل ما يرى دون أن تحيز للعرب, أو تجننٍ على اليهود، وإن كان قد تأثر إلى حدود بعيدة بما يقع على أيدي البغالة من مظالم على الفلسطينيين أهل القدس.
وهنا يمكننا القول بأن اختيار لفظ (البغالة) بدلاً عن (اليهود) ضمن للرواية الكثير من عناصر نجاحها. لنتصور أن استخدام لفظ اليهود في سائر صفحاتها، بدلاً من البغالة لأصاب الرواية خلل خطير، بل وربما دمر فنيتها وأدخلها إلى المباشرة غير المحمودة، فتحولت إلى نص سياسي أكثر منه نصاً روائياً، إذ إن تكرار هذه اللفظة، وفي أكثر صفحات الرواية، على وجه التقريب سوف ينفي عنها مصداقيتها، ويكشف للقارئ أن هذه الرسائل تمثل رأي العربي الكاتب حميد نفسه، وأن فلاديمير ليس إلا شخصية وهمية اتخذها الكاتب ستاراً ليقول وبمباشرة فجة ما يريد قوله عن اليهود. وهذا في حد ذاته مقتل لهذا العمل.
في المضمون:
وبرغم أنها رسائل إلا إن الرواية تضمنت سائر عناصر القص الروائي بتقنياته المعروفة، من سرد، وحوار بين الشخصيات، ومونولوج داخلي، وتيار الوعي، والخطف خلفاً، رجوعاً للتاريخ والوقائع، والذهاب مستقبلاً لما هو منتظر ومتوقع.. إلى آخر ما هنالك من عناصر الفن الروائي. وفي مسألة الرجوع خلفاً إلى التاريخ القديم يعرض السارد قصة سيدنا المسيح بكاملها، من حمله الصليب، وتفننهم السادي في تعذيبه قبل الصلب، ويستغل المناسبة ليصف معالم القدس في ذلك الزمان، كدرب الجلجلة، وطريق الآلام، ومكان الولادة في بيت لحم (كنيسة المهد). وما ذلك إلا لكي يقول لنا بطريق غير مباشر بأن الذي يجري في القدس في زماننا هذا ما هو إلا صلب للشعب الفلسطيني، شعب السيد المسيح نفسه حتى لا يكاد يختلف في شيء عما مضى، مبدياً ساديتهم وإجرامهم وقسوتهم وحقدهم على الآخرين من غير اليهود، وسائر ما عرف عنهم من هذه الصفات منذ عرفوا حتى يوم الناس هذا.
في الشخصيات:
الشخصيات هنا على نوعين: الأول محوري، المعروف بالإنكليزية (Round character) والثاني مسطح (Flat character)
الشخصيات ا لمركبة المحورية فلاديمير، وجو الحوذي، وأبو العبد عامل المقهى، وأما الشخصيات المسطحة فهي كثيرة لكنها عابرة تظهر في مشهد واحد أو مشاهد محدودة.
من الشخصيات المحورية الهامة جداً في رواية (مدينة الله) سيلفا اليهودية التي نراها في حالات متباينة عجيبة ومتناقضة إلى حد غريب، فهي حيناً الأنثى المدهشة، بل المذهلة في مواصفاتها الأنثوية الجمالية، وحيناً هي سجانة مخيفة قاسية القلب لا علاقة لها بسيلفا الأنثى الرقيقة تلك.
فهي على لسان فلاديمير: (كلما خطت رفَّ عقدها الأصغر يرف مثل الطيور على صدرها الممتلئ الرجراج. دنت ثم انحنت كي تأخذ القهوة، فبان بياضها المشوب بالحمرة الآسرة.. يالهذا الدنو، ويالهذه الانحناءة ص 78).
(هاهي ذي خطواتها تعتلي الدرجات الخشبية المفضية إليّ. يالهذه الموسيقى الصاعدة، أقف بالباب منتظراً بدوها، هاهي ذي تتعالى وقد لفتها هالة من الضوء. أندفع نحوها.. أخذها بين ذراعي، وأنا أدعو الله أن يجعل من ذراعي جناحين للإحاطة بها.. يالهذا الجمال البهي، رائحة عطرها تلفني، ولدونة جسدها بين ذراعي... ص 108).
سيلفا هذه نفسها يتحدث عنها عارف الياسين فيقول:
(سجانة حاقدة. يدي هذه، ورفع كفه التي لا أصابع لها هي التي أذابتها طي ملزمة حديدية.. تطلب إلي أن أعترف بما لم أقم به، فتشد فيتعالى صريخي ويسيل دمعي حتى يغسل وجهي.. ص 232).
سيلفا شخصية مركبة. أهي حالة شيزوفيرانيا مرضية؟. ما أظنها كذلك وإلا سنلتمس لها العذر والغفران لتصرفاتها الوحشية، بل وربما ذهبنا إلى حد العطف عليها.
ومثل هذا موقفها من السجينة سعدية حين وجدتها تعرضت للتعذيب حتى الموت. تصف أساليب التعذيب التي استخدمت معها بطريقة تثير الرعب وعلى نحو لا يحتمل المرء تصوره تبكيها، تتألم من أجلها، ثم هي نفسها نراها في مشاهد أخرى تشهد تعذيب فتيات ونساء على نحو لا يقل عما حدث لسعدية، بتشفٍ واضح وتساهم أيضاً في تعذيب السجناء بنفسها دون أن يرف لها جفن.
إذن هي الشخصية اليهودية التي قد يكون ظاهرها حضارياً في الشكل، بما جاءت به من المجتمعات الأوروبية ـ وهي أيضاً مجتمعات مزيفة ـ ظاهرها يناقض جوهرها، والاستعمار الأوروبي الذي عرفته شعوب آسيا وأفريقيا يعطينا صورتها وسماتها الحقيقية ـ ظاهر سليفا اليهودية الجميل الناعم الرقيق الأنيق هو ليس حقيقتها أبداً.
ولسيلفا دور كبير في معظم صفحات الكتاب لا يخرج عن الحالتين آنفتي الذكر ودليل على أن هذه صفات يهودية وليدة التعاليم التلمودية حكاية (ليلى المقدسية) وهي يهودية، مع الحوذي جو. أحبها حباً أسطورياً، ولازمته زمناً بحيث أضحت حياته من دونها شقاء وجحيماً يصفها بقوله:
(ما عاد يرتوي إلا برؤيتها، لا شيء جميل ومفرح إلا بقربها.. لا دهشة للأشياء إلا بوجودها... امرأة ذات مشية خاصة، وصوت خاص، وجسم خاص وروح خاصة، وصباحات ومساءات خاصة لم يشرب قهوة أطيب من قهوتها، ولم ير وجهاً أجمل من وجهها، ولم يسحر بقوام مثل قوامها، ولا فتن بشعر مثل شعرها، ولا ذاب عطشاً إلا بابتعادها.. الخ ص 35)
تغدر به وتفضي به إلى السجن.
يقول لمحدثه فلاديمير عنها
(قادتني إلى السجن.. أخذت بعض أفكاري وأرائي المكتوبة.. وبها سجنتني.. ص 36)
نتساءل هل شخصية سيلفا وشخصية ليلى حقيقيتان؟ أعتقد أنهما من صنع الكاتب. ولكن لماذا عمد الكاتب إلى خلق هذه الحميمية بينهما وبين كل من فلاديمير بالنسبة لسيلفا وجو الحوذي بالنسبة لليلى؟
السبب الحقيقي هو أنه عن طريق هذه الحميمية، وفي لحظات العشق والتدلل، تفصح كل منهما عن حقيقتها المخفية. فنعرف عن طريقهما ما يجري داخل السجون من تعذيب باعتراف ممارسيه أنفسهم ـ من قبيل وشهد شاهد من أهله. ونعرف كيف يفكر اليهود، خاصة جهات أمنية كالموساد وقيادات الجيش والشين بت وغيرها.
وأنت حين تقرأ (مدينة الله) يتولد لديك الاعتقاد بأن هذا الذي تقرأ هو واقع قائم معاش، وأنه حقيقي في حين أن الكثير منه تخييل وتصور. نجح الأديب حسن حميد تماماً في مزج الواقع بالخيال وتماهي الخيال مع الواقع، إلى حد يحمل القارئ على الاعتقاد بأن هذه كلها وقائع وحقائق ملموسة لا يرقى إلى صدقيتها شك. أن يبدو المتخيل واقعاً معاشاً هو ذروة الإبداع.
حسن حميد لم يذهب إلى القدس، ولكنك تراه يصفها وصفاً يشعرك بأنه ولد ونشأ فيها وما يزال. سواء كان الوصف لشوارعها ومبانيها، أو لأهلها وساكنيها. حتى الحجارة على جدرانها يصف لك ألوانها وأشكالها حتى تكاد أن تراها رأي العين فكيف تأتى له ذلك..؟
أما عن أهلها وأزيائهم وأسواقهم وسلوكياتهم وعاداتهم فهي جميعاً مقدسية مائة بالمائة.. مرة أخرى كيف تأتى له ذلك وهو الذي لم يدخلها قط..؟
هذه الجوانب في رأيي خلاصة قراءات مستفيضة، في مراجع قديمة وجديدة زادت في حصيلته المعرفية والثقافية. عرف كيف يستخدمها ويوظفها في نصه الروائي هذا (مدينة الله).
في اللغة:
أما في مسألة اللغة، فالحديث هنا يطول ولن يتسع له المقام. فنكتفي بالقول في إيجاز قدر المستطاع. لحميد لغته الخاصة سواء في هذا النص أم في أعماله الأدبية الأخرى، سواء كانت قصة أو رواية، وحتى لو كانت بحثاً كالبقع الأرجوانية وألف ليلة وليلة أو كانت مقالة. تجدها في مفرداته واشتقاقاته وتوليداته للغة، واستعاراته وكناياته غير العادية، وغير المألوفة عند غيره. وأنت قد تندهش أكثر ما تندهش في تلك التحشدات اللغوية، في الترادفات حيناً سواء في الجانب الفكري والرؤيوي والوجداني (أي الجوانيات) أو الجانب الواقعي في الحياة أي (الفيزيقي)، مثال على ذلك، من أمثلة غزيرة كثيرة في أماكن متعددة من الرواية كأن يقول (وفي الجوار، زجاجون يصنعون الخرز، والأطواق، والأساور، والأباريق، والكاسات، والأواني، والصحون، والمشربيات، والمزاهر، والشمعدانات، وو... ص 154).
وفي مكان آخر من أمكنة كثيرة مشابهة:
(هذه دكاكين تبيع العطور، والبخور، والدهون، وقربها دكاكين الأعشاب والزهور اليابسة، وبعدها دكاكين تبيع الجوز واللوز والزبيب، والتين المجفف والقرفة والزنجبيل، وجوز الهند، والحلبة، واليانسون، والخيش، والصوف، والقطن والأحذية والنحاس، والعباءات والمناديل والعقل ص 147)
كان في وسعه الاستغناء عن هذا كله بالقول مثلاً (بضائع عديدة من كل نوع). لماذا لم يلجأ إلى الاكتفاء بمثل هذا الإيجاز الوصفي..؟
لسبب هدف إليه عن وعي وعمد. فهذا الإسهاب أو لنقل هذا الحشد من تسمية الأشياء ليس دون وظيفة، وليس مجانياً، إذ إن من شأنه أن يجعل المتلقي ـ وهو القارئ هنا ـ يعيش الحالة تماماً، وكأنه يمشي في الأسواق، والعين في هذه الحالة سوف ترى هذه الأشياء واحدة واحدة. بمعنى أن العين لا ترى الأشياء مجملة، وإنما هي تراها وحدات منفردة كل منها على حدة، وإن كانت بعضها إلى جانب بعضها الآخر. وهو بهذا كأنه يؤكد مرة أخرى واقعية الحدث والمشهد والصورة لا سيما أننا أمام رسائل يتحدث فيها المرسل فلاديمير عما تشهده عيناه.
في الختام لهذه العجالة وليس ختام للقول في رواية (مدينة الله)، في هذا النوع من الختام المقتضب الذي لا يفي بالغرض ويقصر عن إعطاء النص والكاتب حقهما، نقول:
غني عن البيان القول بأن الحديث حول هذه الرواية ربما يقتضي أبحاثاً مطولة تشغل كتاباً أو كتباً إذا ما نحن حاولنا استقصاء مراميها وأغراضها وأهدافها من جهة، وإذا ما حاولنا درس شكلها الفني، وإبداعاتها التقنية، وأدواتها الفنية، من جهة ثانية، ثم فرادة أسلوبها، من جهة ثالثة.
فشكراً للأخ الصديق الأديب الكبير بحق الدكتور حسن حميد الذي يشغل اليوم مكانة رفيعة في عالم الأدب الرفيع ودنيا الكلمة البديعة الساحرة الباهرة. أما عن مستقبله الأدبي فلذلك حديث آخر.



[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د.يوسف جاد الحق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 04 / 2010, 17 : 03 PM   رقم المشاركة : [2]
بغداد سايح
صحفي - شاعر

 الصورة الرمزية بغداد سايح
 





بغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud ofبغداد سايح has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

:rose: أرجوك منك دراسة لقصيدتي المتواضعة.

كتبت هذه القصيدة

يوم 25 جويلية 2006

على الساعة 16h58

أخوكم بغداد سايح:

ملعب البؤساء

في ملعب البؤساء..يدخل بالبكاء فريقنا العربيّ ميدان الكُرهْ

جمهوره قلقٌ و تملؤهُ الهواجسُ و الهزائمُ كلها و الثرثرهْ

في ملعب البؤساء..يضحكُ للنساء فريقنا العربيّ..منتخَبُ العرَبْ

فلْنستمعْ لنشيده الوطنيّ يُعزفُ ها هنا ألمٌ تحوّلَ للطّرَبْ

و لْنستمعْ لنشيد منتخب اليهود..جرائمٌ..نغماتُ قصف..مجزرهْ

ومناصرون يصفّرونَ..تجاهلوا جريانَ "كوكا" في دروب الحُنجرهْ

"عنّانُ" يا حكم المباراة انطلقْ لنرى مقابلةَ اللهيب مع الحطَبْ

لنرى الرماد..نرى الدموع..نرى الحرائق و الجروح..نرى الدماء..نرى العطَبْ

بدأ اللقاء بركلة من "بوشهمْ".."شارونُ" يُمسكها..يسدّدُ من بعيدْ

"صدّامُ" يلمسها بكل أصابع.. وبطاقة ٌ حمراءُ للبطل البليدْ

ماذا أرى؟؟ عجَبُ العجاب..نعمْ, نعمْ.. "عنّانُ" صفّر ضربتين من الجزاءْ

يا خائنَ الحرمين و المرمى احترسْ أنقذْ شباككَ من كرات الأشقياءْ

يتقدّمُ الملعونُ "بوشُ" مسجّلا هدفين..باليد..بالذراع..كما يُريدْ

حكمُ اللقاء مغفّلٌ.."عرفاتُ" ذا مغمىً عليه..وحارسُ المرمى سعيدْ

"هيفاءُ" كيفَ تشجّعينه حارسا وهو العمامة ُ و العباءةُ و الهراءْ؟؟

ستشجّعينه بالغناء لماله فالنفط يُغرقُ من أمامكمُ الوراءْ

" عرفاتُ" يخرجُ فوق نعشه..يدخلُ"ابنُ طلال" ذاك مهرولا نحو التماسْ

ومصافحا أستاذهُ فيقول: مبروكٌ "مباركُ" في التماس لنا نعاسْ

كرةُ الوغى وسط الوغى في رجل لاعبنا و صانع الأهداف

هو قادمٌ لشباكنا..سيهزّها..هل تعرفونهُ؟؟ إنه القذافي

لكنْ مع الأسف الجميل أضاعها..يبكي "العقيدُ" و "بوشُ" يحرمُهُ اللباسْ

"عنّانُ" شاهدَ "بوشَ" ينزع للعقيد ثيابهُ..ما صفّرَ الحكمُ المُداسْ..

ركنيّة ٌ.."توني" يُنفّذها بكل براعة فتجيءُ للصحّاف

و بطاقة ٌ حمراءُ أخرى..ضربتين من الجزاء..فرابعُ الأهداف..

"شارونُ" يسقطُ.."كندليزا"تدخل الميدانَ..ترفعُ راية ً للعولَمَهْ

"شارونُ" يخرجُ.."كُندُليزا"سوف تجعلُ من مقابلة المصائب محكمَهْ

"ألمرتُ" مرتعبٌ..و "نصر الله" يأمل في التعادل..في انتصار النخوة

و "نجَادُ" و "الأسدُ" الزؤورُ تيقّنا أنْ لا مفرَّ من الرجوع كإخوة

لا بدّ من كُرة تهزّ شباكهمْ فليصنع الشجعانُ أعظمَ ملحمَهْ

فــ"نجادُ" هدّدَ ثمّ "نصر الله" سدّدَ..و الهزيمة ُ للعدوّ محتّمَهْ

"شيمونُ":"كيف تمكّنتْ كرةُ الصغار من الكبار؟؟..من اختراق القوّة؟؟"

"حُسني مباركُ":" لستُ أدري سيّدي..أنا في التماس..أنا الأسيرُ لغفوتي"

هدفٌ وحيدٌ في شباك خصومنا..يسودّ ُ بيتٌ أبيضٌ..يتزلزلُ

و لــ"كندليزا" خائنُ الحرمين معتذرٌ..بها..بسياطها يتغزّلُ..

"عنّانُ" أعلنَ عن نهاية أوّل الأشواط..أربعة ٌ لهمْ و لنا هدَفْ

هدفُ التفاؤل و العروبة و التوحّد و التوعّد..إنه هدف الشرَفْ

سنعودُ بعد فواصل الإشهار..شكرا للجزيرة..ألفُ شكر يُجزلُ..

بُثّ اللقاء من المنار..من الجزيرة..من عيون دامعات تُعزلُ..

عُدنا لنشهدَ آخر الأشواط..هل يتمكّنُ العربيّ من هزم الجيَفْ؟؟

هل يستطيعُ محمّدٌ و محمّدٌ أن يصفعا "بوشَ القذارة "ذا بكَفْ؟؟

في ملعب البؤساء يصمتُ وجهًُنا..يتكلّمُ الحجرُ الصغيرُ مكاننا

في ملعب البؤساء لا كرةٌ و لا قدمٌ لنا فهُنا هزائمنا لنا..

عرَبٌ و ما برعوا و لا عبَروا وكمْ هربوا فلا صوتٌ يُردّدُ"لا ولا"

عرَبٌ نعمْ..حفَظوا نعمْ..حفظوا قفا..حفظوا اجلسا..حفظوا أجلْ..آه..بلى

في ملعب البؤساء يُقتلُ آدمٌ..و تموتُ حوّاءٌ فأسألُ: من أنا؟؟

ستجيبني كرة الوغى: أنت الصباحُ بنوره لليل هدّمَ ما بنى..

أنا مسلمٌ..عربيّ ُ قلب..في دمي كلماتُ مجد و اشتياق للعُلا..

أنا مسلمٌ يا إخوتي و أحبّكمْ و أحبّ ُ أنْ تجدَ العروبة ُ منزلا..
بغداد سايح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 04 / 2010, 00 : 10 PM   رقم المشاركة : [3]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: حسن حميد في مدينة الله

المحترم د.يوسف جادالحق أسعد الله اوقاتكم سيدي الفاضل

ما قرات نصا نقديا بهذا الإقتضاب الوافي الكافي والذي جعلني أعيش مع الشخصيات المذكورة في الرواية
وكانني قراتها عدة مرات او كأنك كتبت فيها مئة صفحة ... لا شك انها قدرة على استخدام اللفظ ووضعه
أمام عيوننا ما يشبه الصور .. كل جملة صورة لها موضوعها والوانها وإطارها الجميل وكاننا في معرض
تنقلنا العيون من واحدة لواحدة . شخصيا أحببت " مدينة الله " عنوان الرواية التي لا بد لي من قراءتها

شكرا لك ايها الفاضل امتعتنا بفيض روى عطشنا
تحياتي واحترامي
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مدينة الله, حسن حميد, يوسف جاد الحق, رواية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلسلة حكاية مدينة من فلسطين /مدينة عكا بوران شما يافلسطيني قامتك الأشجار انتصبتْ 1 28 / 10 / 2017 43 : 12 AM
القدس وطنٌ في مدينة لا مدينة في وطن مازن شما المدن و القرى الفلسطينية 2 23 / 01 / 2013 28 : 09 PM
آل شمّا - مدينة صفد - مدينة عكا بوران شما توثيق العائلات الفلسطينية في الداخل والشتات 12 12 / 10 / 2012 30 : 11 PM
حسن حميد في مدينة الله طلعت سقيرق كلمات 2 27 / 10 / 2009 05 : 10 PM
قصيدة لحسان بن ثابت يمدح من خلالها رسول الله صلى الله عليه وسلم كنان سقيرق الشعر والنشيد الإسلامي 1 25 / 01 / 2008 38 : 04 AM


الساعة الآن 39 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|