الشائعة.. والواقعة ـــ خالد أبو خالد
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]تقول الشائعة... إن الرواية العربية اليوم هي ديوان العرب.. لأنها الأكثر مبيعاً.. حتى أن واجهات المكتبات لم تعد تعرض من المجموعات الشعرية... إلا ما قلّ.. وهذه في الواقع ظاهرة غير صحية، فالرواية العربية وعلى الرغم من قدرة كتابها العديدين على أداء متفوق ومتميّز ما زالت.. حالها حال الشعر.. في سوق الكتاب.
أما الرواية التي يمكن القول: إنها الأكثر مبيعاً فهي الرواية المترجمة.. من اليابان.. إلى أميركا اللاتينية.. إلى إسبانيا.. وهي المعروضة دائماً في سوق كتابنا العربي..
ونتساءل هنا حول العوامل التي أدت بالشائعة إلى أن تكون ظاهرة... وحقيقة في وهم الناشرين... والموزعين وأصحاب المكتبات...
وقبل الإجابة حول هذا التساؤل لا بد من القول بأن ديوان العرب / الشعر/ كان دائماً أميناً على تسجيل وقائع الأمة تاريخاً وجغرافية.. وكفاحاً عمره الآن يزيد على خمسمائة عام.. هي الأعوام التي شهدت كفاح وتضحيات أمتنا بهدف تجاوز التجزئة والاستعمار المتعاقب على أرضنا...
وفي هذا الديوان تعرفنا دائماً إلى روح الأمة بالكلمات الأقل، وبالصفحات الأقل، وظل الشاعر شاهد الأمة وشهيدها المواطن والشاعر، والسارد.. في آن..
هنا لا بد من القول بأن عربة الأمة لا تمشي بحصان مربوط على طرفها الأيمن أو الأيسر، وإنما تمشي بحصانين يمثلهما الأدب المبدع شعراً... وسرداً... وبكافة أشكال الكتابة... وأن محاولات إلغاء الشعر وإقصائه... إنما هي محاولات يواصل الأدب نفي محصلاتها السلبية... وتأثيراتها المحرضة على إبداعنا.. أعني /نحن الأدباء/ عن طريق صنع... أو تصنيع أوهام نختلف عليها و معها...
فالناشر المهتم بالربح... بأكبر قدر من الربح.. هو الذي لا يريد أن يدفع لنقل كتاب الشعر من قطر عربي إلى آخر.. وهو أيضاً يفعل ما يفعل في الرواية غير القابلة للانتقال من قطر عربي إلى آخر.. كما أنه يرفض أن يوزع الموزع حتى داخل القطر العربي الواحد.. إلا إذا تيقن من أن المكتبات تدفع سلفاً ثمن الكتاب... لكي يمنحها فرصة توزيعه..
هل كان الحال نفسه في الخمسينات والستينات.. الجواب.. كلا.. لأن الناشر الذي يقبض من الروائي.. كما من الشاعر تكاليف طباعة كتابه... يفضل أن يعود الكاتب والشاعر... ليشتري كتابه من دار النشر التي لا توزعه.. فيضطر والحال هذه إلى شراء الكتاب وتوزيعه على المعارف والأصدقاء مجاناً... إذ الكاتب يتمتع بمستوى من الكرامة لا تتيح له المطالبة بثمن كتابه من الأصدقاء أو المعارف..
هذا جانب من التشخيص.. وليس كل التشخيص.. فالقضية أعمق وأشد تعقيداً إذا ما اعترفنا أن الواقع العربي بمعطياته، ومجرياته.. هو الذي يفرض هذا النمط من التعامل مع المبدع وكتابه...
يبقى الحديث قاصراً حتى الآن... لأنه ولكي نصل إلى إجابات حقيقية شبه كاملة، لا بد من البحث في الأسباب والعوامل.. التي تضرب مجمل منظومة القيم في وطننا العربي... وتحاول إسقاطها لصالح التجزئة... والتخلف... والاستغلال والاحتلال حيث تنمو الشائعة في أرضٍ خصبة وتتحول إلى واقعة...[/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|