المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
شبـّاك بلون الورد
[align=justify]في البال أنّ صورة الشبـّاك الساكن هناك مرهونة بنبض القلب وفيء الروح .. في البال أنّ يدا مغسولة بالفجر ومنداة بوردة عشق وزهرة شوق تطل ملوحة من شباك مزروع على صدر شجرة بطول العمر .. وفي البال أنّ أيام الحنين تمطر زخات من وعد فتفتح على الدروب شباكا مكتوبا بحبر الوقت الجميل يوم كنا ننتظر مرور البحر فتضحك العينان غزلا وتروحان عشقا في البحث عن بقايا حلم أو روح حلم .. وفي البال أنّ العصافير التي نقرت برعشة مناقيرها على أوتار عود زقزقتها كانت تريد أن تبني عشها في الضلوع الدافئة ، فأعطيناها امتداد الشريان كي تدوزن أغنيتها كما تشاء .. فأخذت تغتسل بضوء الصباح وتفرد ريشها واحدة واحدة على صورة الندى كي يكون الصباح الذي يأتي من البعيد أحلى ...
هل هو الحنين ؟؟.. هل هي صورة ساخنة لقبلة مرصعة بجوهر القلب ؟؟.. هل هو الغرام الذي يعلو وجيبه فتصير الحدائق أوسع بكثير من ذي قبل ؟؟.. أم هو اشتراط الحبّ أن يكون المساء مشغولا بصوت فيروز وعشق فيروز وعبق فيروز ؟؟.. هل يعرف أحدكم ما معنى أن يكون الحب فيروزيّ الحضور ؟؟.. إنه الحب الذي لا ينتهي ولا يمكن أن ينتهي ، في وطن يمتدّ ويطول حكاية عاشقة لا تعرف غير الخصب .. هو حب فيروزيّ ، وحقّ لهذه المشغولة بهذا الكم من الحنان والحنين أن تكون ممثلة للحبّ ،سيدة لمعناه .. وأن تكون وطنا في وطن.. حتى الأصوات تكون أحيانا بحجم وطن ..
هو الشباك المزدان بالحنين .. وعودة إلى فيروز .. كنت قبل أيام أشاهد مقابلة قديمة أجريت مع فيروز..ذهلتُ لهذه المرأة المرسومة بكل هذا الكم من الوجد ، وذهلت بهذه المرأة التي تحكي مجيبة فتطول الأشجار وتجري الأنهار ويصير كل شيء أحلى.. حتى الشباك الذي ارتسم في البال ، وما زال ، صار أحلى لأن فيروز أشعلت بحديثها كل صنوبر البال عشقا فعلت وارتفعت بل شمخت كل الأماني حتى صارت القلب كله ،والنبض كله .. ويسألونك عن الفن وروعته وجدواه والفائدة منه ؟؟.. أيسأل مثل هذا السؤال من سمع صوت فيروز ووقف على شباك مغزول برائحة الحنين ؟؟..
كم هو رائع أن تمدّ يدك فتشابك في رحلة الوجد رائحة التفاح والليمون وعنب القلب .. هي ذاكرة تعبق بكل شهدها فتعطي شكل الأيام نوعا جديدا من الدفق المصرّ على العطاء الذي لا يبلى ..هل كان عليّ أن أحبك وأنت تضعين وردتك عشقا على طرف شباك مرسوم بحبر وقت غجري لا يشبه أي وقت ؟؟.. وهل كان عليّ أن أحبك هذا الحب المجنون وأنت تدلقين في بحر الذاكرة فضاء واسعا من صلاة فجر بعيد ؟؟.. ثم تعودين فترسلين صوتك كركرة ناي عبر سماعة تحاول أن تتشابك وخيوط الهاتف كي تلتقط الصورة الجميلة ؟؟.. وترجعين فتضعين شال الوقت على كتف وعد محفور بدقة وجمال وتميز ؟؟.. هل كان للقلب أن يقبض على أطراف صورة بعيدة لا أدري كم من وقت مضى عليها.. وعدت إلى الشباك ، شباك الحنين،لأشعل وطنا من رؤيا ورؤية ، من حق وحقيقة ، فكانت تلك الأوراق القديمة مكتوبة بحبر الوقت لا تريد أن تبرح .. هي فتنة البال في شباك متروك على جدار القلب .. هل للقلب جدران ؟؟.. هل للذاكرة أن تضمّ شبابيك الزمن فيعم الحنين حين ننظر إلى الوطن فيصير الوطن معنى وحضورا وذاكرة وشوقا لا ينام .. في البال أن شباك الحنين حلو الحضور .فهاتي وردة الوعد كي أشعل خيط المساء بشيء من رحيق انتظاري ..
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
رد: شبـّاك بلون الورد
كلمات موشحة بالمحبة ومفعمة بالشوق والاحساس.. أخذتنا معها الى عالمٍ فيروزي موشح بالأصالة و الأبداع.
شكراً لك استاذ طلعت سقيرق.
كل محبتي
[url]http://www.youtube.com/watch?v=NdfdPMAH920&feature=related[/url
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: شبـّاك بلون الورد
مساؤك الخير ايها المطر
الأديب الكبير .. وربي ما عدت أعرف كم انت كبير ..!
طيب .. وماذا افعل أنا .. كيف اترجم كلماتي لتصبح صورا على ورق وشباك
كيف أرهن هنا على صفحتك نجوى فؤادي واعترافات بطول امتداد العمر بأني
ما زلت مصلوبا على مكانين خارطة الوطن وشباك فيروز العتيق ..!
إنه الحب الذي لا ينتهي ولا يمكن أن ينتهي ، في وطن يمتدّ ويطول حكاية عاشقة لا تعرف غير الخصب .. هو حب فيروزيّ ، وحقّ لهذه المشغولة بهذا الكم من الحنان والحنين أن تكون ممثلة للحبّ ،سيدة لمعناه .. وأن تكون وطنا في وطن.. حتى الأصوات تكون أحيانا بحجم وطن ..