منذُ أن كنتُ صغيراً ،
 
وأنا أسمعُ أصْواتاً غريبَهْ،
 
مِلْءَ سمْعي: صرخاتٌ وعَويلٌْ ،
 
وأنينْ..
 
وعلى الحائطِ صورَهْ ،
 
لمْ تغيّرْها السّنينْ..
 
منذُ أنْ كنتُ صغيراً ،
 
وعلى الشّاشاتِ ذئبٌ ،
 
يرتدي أثْوابَ تيسٍ ،
 
وقطيعٌ خلْفَهُ ،
 
أعْجَفُ لا يقْوى على السيْرالطّويلْ..
 
وكبرتُ اليومَ،
 
عمْري: نصفُ قرنْ..
 
حائطُ البيْتِ تَصَدَّعْ !
 
إنّما الصّورَةُ مازالتْ كما كانتْ عليهْ!
 
منذُ أنْ علّقَها الوالِدُ يوماً ،
 
رغْمَ أنفِهْ !
 
وعلى الشّاشاتِ أيضاً ،
 
كلّ يومٍ يتكرّرْ..
 
مشهدُ القطعانِ والذَئبِ المُقَنَّعْ!
 
وأنا صرتُ خروفاً قدْ تشرّدْ ،
 
أَغْضَبَ الذّئبَ وللقطعانِ ضيّعْ !!!
 
2 ـ الرّتابة......
 
ملَّتِ الجدْرانُ من عبْءِ الشعاراتِ ،
 
ومنْ حمْلِ الصّوَرْ..
 
تَعِبَ الكرسيُّ منْ ردْفٍ بَدينْ..
 
تَعِبَ السجَّانُ منْ جلْدِ السّجينْ..
 
تَعِبَتْ أرْوِقَةُ القَصْرِ ومَلّتْ،
 
منْ بياناتٍ وأحْكامٍ نُكُرْ..
 
تَعِبَتْ أيّامنا منكمْ وضاقتْ ،
 
عيشُنا أضحى جحيماً مسْتَعرْ..
 
كمْ زرعتُمْ في ضمير الشعبِ ،
 
منْ زيفٍ وضُرْ !
 
حينما أصْبَحْتُمُو أطولَ خلْقِ اللهِ ،
 
حكْماً في البشَرْ!
 
فارحلوا.. فالسّيْلُ آتٍ ..لا مفرْ