تراهم ركعا سجدا غرا محجلين وتراهم أيضا يأكلون الثريد بلا هواده. تنتفخ أجسادهم من الحد الجنوبى الخلفى إذا ما أخذنا اللقطة من أعلى إلى أسفل ، تاركين مساحة من الفراغ ما بين التبتين المنتفختين . إذا ما صادفت احدهم بدورة مياه مسجد النجيلة ، ستسمع منه ما لا يسر أذناك . على الفور تصاب بالغثيان كمقدمة طبيعية لما تناهى الى أنفك . يقبل أحدهما الأخر من كتفيه إذا ما تصادف بمحطة الوضوء . 
  -مرحبا بالشيخ فلان
     يجيب الآخر : مرحبا بالشيخ فلان ، ثم يخترقان سويا صفوف الجالسين كى يسجلا عند ملك اليمين سبقهما فى ريادة الصف الأول . مساحة الإنتفاخ الجنوبى تضطرهم إلى مباعدة ما بين الفخذين على هيئة طفل خرج لتوه من عملية طهارة . بعدما يعلن المؤذن إقامة الصلاة ، ترى منتفخا جديدا يشق صفوف الحاضرين .
  -الله أكبر : بسم الله الرحمن الرحيم ...
  على غير المعتاد من أئمة قريتنا يتناهى إلى سمعك صوت " أخنف " فى محاولة بائسة لتقليد أئمة النفط 
  تخرجك الحالة إلى معاودة مشهد الوضوء – الصوتان متقاربان –
   
  -سمع الله لمن حمده
  صوت " كركرة " فى معدة ممتلئة 
   
  -الله أكبر
  حالة السجود تجعلك فى معية الحضرة الالهية
   
  -الله أكبر
  أدرك أننى أجلس مباشرة خلف مفترق التبتين . أدعو اللهم أكرمنى و اجبرنى وارزقنى  
  الركعة قبل الأخيرة أجمل من سابقتيها .
  يبد أن إنتهاء الصوت النفطى أعادنى الى حالة التوازن .
  -الله أكبر
    أتمتم : سبحان ربى العظيم ... صوت مكتوم يخرج من بين التبتين 
  -سمع الله لمن حمده 
   رغما عنى أجهر : أعوذ بالله من الخبث والخبائث
  مشهد دورة المياة يعاودنى . أنسحب بهدوء ، تاركا مساحة فى الصف الذى شغله منتفخ جديد شق لتوه صفوف الحاضرين ، وقبل أن يرفع يديه بتكبيرة الإحرام ، كان قد أخرج زجاجة العطر وراح يعطر المكان ومابين التبتين 
                              الله أكبر