شاعر و روائي، يهتم بالشعر و النقد و التنمية البشرية، أستاذ رياضيات
في وصف من غابوا
مفتتح
هم الجلساء
لا يشقى جليسهموا بهم
يتعلقون بروعة الـمستورِ
هم فقدوا جميع الأرض ما فقدوا
فهم يتمتعون بوفرة الأشياء
بين قلوبهم
يستعذبون الجَلْدَ
هم يتخلقون من الجراح ملائكا
يتطوَّفون على الطرائق
ينشرون النور أعلاما
على صدر النخيل
القصيدة
مُلقى فؤادك فوق أرصفة الطريقِ
تدوسه خيل المـلوك
تأتيه ريح صرصر
ترميه خلف الأرض
آه من فقـيـر
يفقد القلب الوحيدَ
و يفقد الوجه الوحيدَ
و يستعير العمر من ظل الرغيفِ
و يستريح من العناءِ
بحرقة الـمُـهل الذي يشوى القلوب
فهل تراه سيستريح ؟
ليستعيد الوجه والقلب البياض
فتسقط الأرضون ينبوعا
من العشق الـمخبأ
تخرج السبعُ الطباقُ
العشق بركانا يفيض
فيلتقي قلب الفقـير
بماء من حضروا إذا غابوا
ومن غابوا إذا حضروا
ومن ملكوا زمام العشق
من وقفوا على جبل البراءة
حيثما حلوا
يفور النور فـي الأرجاءِ
ترتجف الـموائد
يبسط الفقراء نافلة الكلامِ
و تفرح الأعشابُ
تتحد الأناشيد الجميلةُ
ثم ينحشر الخليفةُ
فى صفوف العاشقين
الواقفين بساحة الأحوال
يرتجفون من فيض الـمُشَاهدِ
يُحرقون فيستوي للقلبِ
من جرحوا ومن جرحوا
هم يحرقون
فيستوي للقلب
من مَلكوا و من مُلكوا
هم يحرقون ..
فيستوي للقلب من ركبوا
سفين البغـي يوصلهم
...... ومن أووا إلى جبلٍ
ليعصمهم من الطوفان
هم يحرقون ..
فيستوي للقلب
من خفّوا و من حملوا
جبال الأرض فوق ظهورهم
يمشون بين الناس ملصقة
بطونهمو بقاع الكون
أواه يا قلب الفقير
متى تلم الريحُ أبعاض اللذين
استفتحوا
ما فتحت أرض البلادِ
استفتحوا بالعشق
آه فُتّحتْ ثُقُب الخياطِ
تأبروا كـي يدخلوا
لكنها ضاقت بما ضاقت
فلم يجنوا سوى سعة البكاء
أواه يا قلب الفقيرِ
متى يزف النخل أبناء القبيلةِ
نورهم يسعى بأيديهم وأرجلهم
توحدهم أساور من قوافـي الشعر
جميل مدك الصوفي أيها الشاعر الغوث أو الغوث الشاعر سيان ياسيدي ما دمت تسكب من جرار بوحك هذا المد الغياثي أيهذا الحال في الحقيقة جميلة هذه الإندياحات العذبة المبدعة بعيدة الغور والعمق نصك مكثف مرمز للواقع في حلة شفيفة لا يدركها إلا أولو العشق الأخضر ..جميلة مناجاتك للجياع .. رائعة صورك المبثوثة في ثنايا فلذتك " في وصف من غابوا" لتعري الحاكم في المطلق سعدت بقراءة نص جريء تجاسر على تحطيم المكرور الممجوج هنيئا لي بنص مملوء شعرا فيه تناص يحيل القارئ إلى التاريخي والقرآني مشفرا واقعا يريده شاعرنا المتفرد خلاصيا في مطلق إنساني مفتوح على الكونية هنيئا لنا بقامة شعرية ماهرية سامقة شامخة شكرا شاعري الحبيب الوارف " ماهر محمد نصر "
الشاعر الرائع ماهر نصر
أخذتنا إلى تناص قرآني جميل في أكثر من موضع، وعرَّجت بنا على مواقف النفَّري، وانحزت إلى البسطاء المسحوقين على أرصفة القهر مستعيرا التراكيب القرآنية في سلاسة معجزة.. فطوبى لك ولمن عبَّرتْ عنهم قصيدتك..
تقبل مودتي وتقديري لهذا النفس الشعري الرائق وتلك الروح الثورية الملهمة.