إحتمالات في الطريق إليك...
استيقظ الحاج احمد كعادته عند سماعه الأذان لأداء صلاة الفجر كالمعتاد، ضغط على المكبس لينير المكان ،احترق المصباح .بحث عن أعواد الثقاب في جيب بنطلونه العريض لينير ظلمة العتمة ،تحسس جيبه لعله يهتدي لإحداها لكن الثقوب الصغيرة في ثنايا الجيوب عجلت بإطلاق سراحها. لعن حضه العاثر وبدأ يتلمس زوايا البيت الذي لبس ثوب الحداد عله يمسك بعكازه الذي لا يفارقه كظله. ضغط عليه ليستجمع قواه وليتمم المسير إلى المسجد على ضوء القمر. تلك الليلة بدت السماء كئيبة والتجهم يغازل الغيوم السود وظلام الليل أرخى سدوله على كل الارجاء. أمام هذا الوضع الاستثنائي. قرر الحاج أحمد العودة إلى البيت حتى لا يحصل له أي مكروه. في الطريق إلى البيت تكسرت عصاه الوحيدة أيضا. أدرك أنه الاحتمال الأخير.. مسك بالجزء العلوي منها وأردف قائلا: "حين تأتي المصائب لا تأتي فرادى."
حين وصل البيت سمعت زوجته حركاته وسألته باستغراب : ما الخطب ؟هل الإمام تعذر عليه المجيء؟؟؟ أم المسجد مغلق ؟؟؟
أجابها بعد أن استجمع قواه وبلكنة اختلطت فيها حروف الضاد بالعامية و بتوابل العم سام : لا هذا ولا ذاك الضوء عامل la grève!!
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|