نزار قباني... ونزوات الشعوب
نزار قباني...ونزوات شعوب
نزار ذلك الرجل السياسي الدبلوماسي لم يكن همه الشاغل السياسة وهموم القضايا العربية ,وإنما كانت له مهمة استحوذت على منصبه المرموق,فكان سياسي وكاتب شعر مثير لجدل.
في كل القصائد التي قرأتها لم أجد جراءة كجراءة نزار قباني بوصف المرأة ,حيث يكشف عن مفاتنها للآخرين فيشتهون ما يشتهون ,ولا أعتقد إنهم ينظرون لزوايا أخرى في المرأة سوى جسدها وذاك الصدر الذي أبدع في وصفه وتفصيله.
فأنا أعتبر قصائده تلك خارجة عن النص الأخلاقي فالكثيرون ممن يمتدحون قصائده المثيرة لم يكونوا يعشقون سوى ما أقحمه في عقولهم من إثارة وإباحة لما يسد جوعهم وفضولهم ,وبهذا يكون نزار الرجل الثاني من بعد أبو نواس الذي كان شعره يتصف بالمجون .
ولا أنكر إنه كتب القصائد السياسية كان لها تأثير كبير في نفسي,إلا إنه أعطى الحق الأكبر في امتداح جسد المرأة ليحقق لها العدالة المزعومة والمساواة ,فلم يكن ضد ها بشيء,على العكس من ذلك جعلها حافية القدمين مصلوبة النهدين وقصائد تعطي الحق لكل امرأة أن تفرض سلطتها الأنثوية على الرجل.
نزار رسم المرأة وطناً للحب ,وخترع قانون الغزل لينصفها بميزان الكرامة عوضاً عن أي ذل وخذلان يطالانها ,ظنٌ منه أنه ينصفها مما حل بها في عصور الجواري والسبايا والعبيد.
هو أول رجل يتمرد على بني جنسه ويخلع عنه رداء السلطة وحب الاستملاك .
احترت في تحليل شخصية هذا الرجل ,الذي أباح النساء بقصائده العارية ليعطيها الحرية الكاملة .
كيف يمكن أن يكون الحب صفقة تعقد على حساب الإثارة ,جسد يتفتق عن كل ما تشتهيه الذئاب.
فتارة يشتهي المرأة العابثة وتارة العاقلة والمستحيلة وبنت الهوى وبنت العفة الأصيلة ,يروج لجسدها ويعرض مفاتنها بباترين شفاف تطاله الأفكار دون جهد.
فهل حقاً أنصف المرأة وأعطاها ما تستحق ..؟
أم أنه جعلها كأسٌ من الخمر يتناوله كل مضطر فاقد الماء فلا يروي عطشه غير ما وجد وهو على يقين بأنهُ محرم .
لقد لخص نزار باختصار منه ودون علم نزوات الشعوب.
فانهيار أمة يكون سببها كأس و امرأة ! حتى وأن كانت غانية .
بقلم :هدير الجميلي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|