الإستعمار وجبر الأضرار
معشر الأحبة في نور الأدب
عيدكم مبارك سعيد , وأسعد الله أوقاتكم جميعا بكل خير .
أبيت إلا أن أشارككم بعضا من الإحساس المستفز الذي أحسست به , وأنا بصدد الإطلاع على الموضوع المعروض بين أيديكم في هذه الصفحة , وأتمنى أن يشارك الجميع في مناقشة هذا الأمر بسبب خطورته .
غاية الأمر أن جريدة " الشروق " التونسية , بادرت إلى تنظيم ندوة دولية حول موضوع " ضرورة اعتذار الإستعمارين الإسباني والفرنسي لشعوب المغرب العربي عن سنوات الإحتلال وتقديم تعويض عن الضرر " .
وقد أدلى ممثلو دول المغرب العربي بآرائهم في الموضوع متفقين جميعا على أن هذا الإعتذار الرسمي , في حالة حدوثه , سيكون بمثابة قفزة نوعية تمهد لعلاقات جديدة وبناءة مع المستعمر السابق .
وتفاوتت الآراء حول مسألة التعويض , حيث قدرها البعض بتريليونات الدولارات , بينما سار البعض الآخر في اتجاه المطالبة بمبلغ رمزي فقط , باعتبار أن الوطن ليس له ثمن يعوضه . وكان من الطبيعي أن يحضر من ينقل هذا الأمر بأمانة إلى أهل الشأن من الإسبان والفرنسيين , بشكل ملاحظين طبعا , وحتى لا تكون أية توصيات صادرة عن هذا اللقاء ملزمة للطرف الآخر .
لكن الملفت في الأمر أن فرنسا تتقبل الفكرة من حيث المبدإ , لكونها تتماشى مع شعارها ومبادئها التي طالما رفعتها تعلن من خلالها نصرة الحق , وتحقيق العدالة , وإن كانت تعتبر أن هذا الإعتراف قد يؤدي في نظر المحافظين إلى جرح بعض من كرامة فرنسا العظيمة , لذلك تبحث عن مخرج مشرف للقضية , وكتعبير عن حسن النية , قامت بتسليم أرشيفات وخرائط الحرب الخاصة بالحقبة الإستعمارية لحكومات دول المغرب العربي .
لكن العزيزة إسبانيا , فضل سياسيوها أن يغرقوا السفينة , فانبرت بعض الوجوه المرموقة , وفي مقدمتها " غوسي ماريا أزنار " للمطالبة بتعويض إسبانيا وشعبها عن سنين " الإستعمار الإسلامي لبلاد الأندلس لمدة ثمانية قرون " .
لا شك أن هذا القول يبدو كضرب من الخيال , لكنه الرد الوحيد الذي وجده هؤلاء لدفع تهم الإنتهاكات المرتكبة في حق شعوب المغرب العربي , بما فيها تجريب الأسلحة الكيماوية فوق رؤوسهم .
فما رأيكم معشر الأحبة ؟ وكيف يمكن الرد على هكذا موضوع ؟
في انتظار مشاركتكم , لكم أطيب المنى وخالص التحية .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|