رأيتُ المجـــــــــدَ بين الناسِ يَبْكيني
نَفَضْتُ الكــــــأسَ في عِزٍّ وفي شَمَمٍ
أنا لـــــــو شـُــــقِّقَتْ شَفتايَ مِن ظَمأٍ
فــــــــلا واللهِ ما خــــــارتْ عزائمُنا
أتاني يومَها الجـــــــلادُ في صَـــلَفٍ
قذفتُ الســـــوطَ في عينيه وانطلقتْ
أنا لــو مِتُّ بين الناسِ تعصـــفُ بي
جذوري في ترابِ الأرضِ ضـاربةٌ
فلســــطينُ التي في الروحِ قد سكنتْ
فلســـــطيني ولو مَزّقتموا جســــدي
جــــــــيوشُ الكونِ لا تَمْحو ملامِحَنا
من الأقصــــــــــى دماءُ الثأرِ لاهبةً
هناك الطــــــفلُ للأكـــــــوانِ يُعْلِنُها
أنا لــوأَخْرســــــوا الرشاشَ في كفي
حــــــــــروفُ العمرِ في قلبي أُخَبِّئُها
بفــــــاءٍ قبل حرف الــــــلامِ والسينِ
سـَـــتَلْقى لو شَقَقْتَ الصدرَ عن قلبي
وكأســــــــاً مُتْــــــــرَعاً بالســــمِّ يَسْقيني
أنـــــــا يا مجــــــــدُ لا تنسى... فلسطيني
فلســــــــطينُ التي في القلبِ تـَـــــرْويني
ولكـــــــــنْ لَوْعَــــــــةٌ في النفسِ تُدْميني
بنـــــــارِ الظـــــــلمِ والأحــــــقادِ يكويني
خيولُ المجـــدِ من صـــــدري "لحطيني"
ريــــــاحُ القدسِ... كالإعصــــارِ تُحْييني
أنا في المســـــجدِ الأقصـــــــى شراييني
سَــــتَبْقى شـــــــــعلةً في التّيهِ تَهـــــديني
فلســـــــطيني بتـــركيبي وتكــــــــــويني
ولا التغــــريبُ والتشـــــريدُ يُنْســـــــيني
ومــــن -إيلاتَ- حتـــــى أرضِ -سِخْنين-
وَيُعْلـــــــــي رايةَ الإســـــــــــلامِ والدينِ
بأســـــــــناني أقاتلــــــــهم وســــــــكيني
حروفٌ ســــــــتةٌ لـــــــو ضِعْتُ تَحْميني
ويــــــــاءٍ بين حرفِ الطـــــــــاءِ والنونِ
على الجنبينِ مُحْفوراً : فلســــــــــــطيني
الشاعر صبحي ياسين