اشتدت أزمة الشعر العربى فى الوقت الراهن....أما أعراضها فبينة لكل أديب مفكر..ولكل ناقد تاقد...فحينما تجد من يسمى نفسه شاعرا....يرص الكلام...وينظم ألفاظا...وينق بها...والأسوأ...أ ن تشكل اللجان ومن قبل حكومات...لتستمع هذا الناظم باعتباره شاعرا....يجلس على كرسى شوقى او المتنبى....وأسوأ من الأسوأ...أن تجد هؤلاء فائزين...وقد تحتشد المؤتمرات...والفضائيات...لتسجل هذا الكلام...وتعلنه على انه أفضل الأشعار...فتذكرت قول أخى الشهاوى...متعه الله بالصحة والايمان... : من لى باوعية الجحيم جميعها...لأصبها حمما على الكهان....القابعين على اارائك عجزهم .... مسخا يفوق تفاهة الأوثان....بعضى على بعضى غدا متوكئا....حتى ليخطأنى الذى يلقانى....فلربما قد ثار منا ثائر...فى حفلة مشبوعة ببيان...ااه...وتقام المؤتمرات والندوات والامسيات غالبا...على مستوى الوطن العربى العظيم....لأهداف غير أدبية....فتدخل المجاملة..والمحسوبية...والمنفعة الشخصية اكثر مما يدخلها من الأدب والادبيات....بالاضافة الى الأدب الاعلامى...أو الاعلام الأدبى...سموا كما يروق لكم...فاننى لا ابالى...من تسمى العاقر ؟؟؟....مولد وصاحبه غايب....فمن لا يعرف كتابة الشعر اشتهر...ومن له خط فيه يتطاول...فتجد شاعرا يقول واكتملت بذاتى... ولايراعى فى الدين الا ولا ذمة...فجاهل تشاعر...ومتشاعر يكفر... والأوراق تلطخ بالسواد...وتلقى ليقرأها السواد...من الناس...وبدأت اللجان التحكيمية..لايهمها المنتج الأدبى...بل يهمها...ساعات الاستماع..وعدد الأيام...فى هذا الجو...اللأدبى بالمرة..انسحب الناقد الناقد..من الساحة...أمثال شيوخ النقد فى العالم العربى متعهم الله بالصحة...أ.د عبد المنعم تليمه...أ .د الطاهر احمد مكى...أ .د يوسف حسن نوفل...وغيرهم ...لتصبح الساحة كما قال الأبنودى.... بعاميته المعهوده..... : صحت المدينة ف يوم مالقتش جناينها...القمرى طار منها...وغربنها جانينها....فأصبح الناقد الجديد...أ.د مجامل للنهاية...وأ .د انا أجيزك....وأ .د أوافقكم.... وعدد لانهائى من هذه الأسماء....ولاعلاقة للجنة ولا للمتشاعرين بالأدب ولا بالشعر....والشعراء الحقيقيون فى الوطن العربى غالبا ...لايعلمون بالمسابقات....وهذا أمر دائما مدبر بليل....أنا اعتذر....ولكن كما قال أبو العلاء المعرى: لسان الحق أخرس صامت....ويقام للسوءات منبر....الشعر العربى سادتى..ظل قرونا عديدة..وهو لسان حال المجتمع.....فهو المراقب لعجلة سير المجتمع....وهو المعلم والمربى للذوق...وهو الداعى للأخلاق الحسنة ....والمدافع عن الدين الحنيف...والمنشط للهمم....والمفتخر بقوميته وقبيلته وعروبته.....ولذا قالو الشعر ديوان العرب....ويمكن للناقد ان يفرق بين قصيدة من عصر ماقبل الاسلام واخرى من العصر الاسلامى...حتى ان كانت القصيدتان لشاعر مخضرم...مثل لبيد والخنساء....وكذا يمكنه ان يعرف القصيدة من أى عصر أدبى ...من عصور أدبنا العربى المتعددة....بينما فى وقتنا الحاضر من الصعب أن تستدل بكلمة...على أن القصيدة تتصل بأدبنا فى العصر الراهن....الا اذا قرأت اسم صاحبها....وعرفت معلومات عنه....السبب يرجع الى أن الشعر اصبح نوعا من القىء....لا جنسا من الفن.....واذا قدمت قصيدة من قصائد المؤتمرات....بل ومن القصائد الشهيرة فى المؤتمرات.....سوف يصاب المتلقى بغصة....ولذا رأيت أن أنأى بكم...وبنفسى عن ذلك....فقد عرضت أكثر من قصيدة...للنقاش...وحينما سجلت مناقشاتى لها...على بعض المواقع....كان الأمر مريعا بالنسبة للجميع...فما ظن محبو الشعر والمبتدئون ..أنه شعر ...تبين لهم أنه لايمت لشعرنا العربى بصلة...حتى اللغة..وجدنا شعراء لا يغادرون الفضائيات...أو لاتغادرهم الفضائيات....يكتبون مالا يعرفون من الألفاظ....أو كما قال العربى القديم...يهرف بما لايعرف....فبعض الشعراء لا يفهمون ما يقولون....ولا يقولون مايفهمون....وهذا الامر استشرى فى الوطن العربى....ولذا اذا سألتنى عن أسباب ضعف الشخصية العربية...الان...سأقول لك...شخصية لاتعرف مفرداتها الذاتية كيف تعبر عن نفسها ؟؟...اذا تقدم المشلول للسباق....والأعمى لرؤية الهلال....والأصم لرئاسة لجنة الاستماع....وهذه ابتلاءات..عافنى الله واياكم...لاتنقص من قدر صاحبها عندى....ولكن تؤهله لغير ما قلنا ....فلا يصح أن يأتى الأوربى ليعلمنى لغتى..وهولا يعرف كلمة واحدة منها...وأظن هذا التمثيل أوقع....ولا يصح ان أذهب الى الطبيب ...لأننى اعانى من عدم معرفتى للملاحة الجوية....وهذا غالبا ما يحدث فى المؤتمرات الأدبية....ناهيك عن بعض الصالونات الخاصة....التى تقام من اجل الوجاهة الاجتماعية....ولا تستثنى...الكثير من المنتديات التى أستغلها أصحابها لمصالح غير أدبية وغير ثقافية.....ولم يتوقف الأمر على الشعر....فالرواية حالها كحال الشعر...وقالوا : فيما يختلف عنه قالوا ابن عمه.....فالعائلة واحدة...وكذا المسرح...بات للوقت مضياعا....أما السينما فقد استشرت فيها الخلاعة والمياعة....كما استشرى التطاول بالمسلسلات....ماذا تبقى للانسان العربى من الفن؟؟؟...هذه بعض أعراض الفساد الادبى.....كان هذا تقدمة للموضوع الرئيس...وهو التأصيل والتجديد فى شعر حسين حرفوش.....وشاعرنا مصرى عربى...يعيش بين مصر وقطر....وهو دارس للغته العربية....ومراجع لغوى من الطراز الراقى...لأنه محقق مدقق...خبير بلغته....الا ان شاعرنا كقليل من الشعراء الحقيقيين الذين لا يعرفون التبعية....ولا يخبرهم أحد بالمؤتمرات الأدبية .... ولا يصادق للمنافع...بل انه ينفع للصداقة....وحينما صدر ديوانه الأول ....الخائفون...وقدم له أستاذ مقدم ونجم لامع...هو أ . د مدحت سعد الجيار....قدم للديوان لأن الديوان يستحق أن يدرس...دراسة ادبية تكشف اللثام عن شاعر عربى نادر فى هذه الأيام.... وأ . د الجيار من القلائل فى وطننا العربى....الذين يقدمون النقد بمعاييره العربية الصحيحة....ولا يستندون للنظريات المستوردة والمعلبة....كما هو حال لجان التحكيم فى المسابقات....وقد شرفت باستاذيته لى سنوات تصل الى العقد واكثر....وصدر الديوان الثانى للشاعر حسين حرفوش...منذ أيام وقد شرفت بالتقديم له....وهو المصدر الاساس لهذه الدراسة....وتتضح أهمية الديوان....لكونه ديوان عربى شعرى يصدر فى هذه الأيام ويختلف عن غثاء الساحة....وقد حاولت أن أدرس فى الديوان نقطتين فقط...هما : التأصيل للشعر العربى....بقصيدته التليدة...العمودية...وكذا قصيدة التفعيلة والتى يعتبرها حرفوش الطريق الأولى بعد العمودية.....أما النقطة الثانية...فهى التجديد فى القصيدة العربية...وامكانية ان ينتج الشاعر شعرا موظفا فى مجتمعه...ومرتبطا بماضيه...ليحقق معادلة بلاغة اللغة ومواكبتها للعصر الحديث...وسوف اتناول النقطتين فى اللقاء القادم ان شاء الله...تقبلوا تحياتى ..أخوكم د . رمضان الحضرى...

