فخر الدين باشا والدفاع عن المدينة
(رسالة دكتوراه مقدمة إلى قسم التاريخ المعاصر التابع لمعهد العلوم الاجتماعية بجامعة مرمرة )
إعداد سليمان ياطاق
(29.601)
استنبول –1990
ترجمة : كمال خوجة
(ص 75- 76)
وفي هذه الأثناء قام درويش بك رئيس الأركان الحربية الذي أرسل في تلك الفترة إلى مركز البرق واللاسلكي بمكة بإعادة القطعة المرسلة إلى قلعة جياد إلى الثكنة بناء على أمر الذي تلقاه من غالب باشا(6 حزيران 1916). ولم يكن الوالي يتوقع أن يقوم الشريف حسين بالتمرد، ولذلك فقد رأى أن التدابير المتخذة لا داعي لها. مع أن استعدادات أمير مكة للثورة باتت معروفة لدى استنبول والجيش الرابع . والتدابير التي اتخذتها الحكومة حيال ذلك هي:
1- إرسال الفريق فخر الدين باشا مع بعض القوات إلى المدينة.
2- تجمع المفرزة البالغ عدد أفرادها 3000 والمقرر سوقها إلى اليمن في المدينة المنورة.
3- إرسال الشريف جعفر باشا وهو من خصوم الأمير إلى المدينة لإعداد البدو كي يتحركوا ضد مكة.
4- تعيين الشريف على حيدر في منصب الإمارة وإرساله.
وقد اعتبر غالب باشا هذه التدابير تصرفات ساذجة. ….. كان محتملا أن يأتي عن طريق رابغ ولكي لا يصادف قوات العدو على طريق رابغ- جدة، قام بدعم الطابور الذي في جدة بطابورين من مكة وعين البكباشي حسني بك قائدا لهذه الطوابير. وبذلك تم توزيع الفرقة الحجازية (الفرقة الثانية والعشرون)إلى ثلاثة مواقع : طابورين في جدة وطابورين في مكة وطابورين في الطائف. ويربط غالب باشا تشتت القوات الموجودة خلال تطور حركة التمرد العربية بصعوبة التغذية، ففي رأيه أن هذه القوات قد تموت جوعا. ولم يكن في صندوق الحجاز سوى 159 ليرة. وكان عليها أن تصمد حتى وصول فخر الدين باشا مع قواته. ويفهم من ذلك أنه كان من المتوقع أن يقوم فخر الدين باشا بالقضاء على أية ثورة محتملة. وفي هذه الأثناء تلقى الوالي رسالة من حسين مبيريك شيخ رابغ عن طريق إبراهيم باشا متصرف جدة.
" سيقوم أمير مكة الذي تحالف مع الإنجليز بحركة التمرد في المدينة وجدة والطائف يوم الخامس من شعبان( 26 أيار/ مايو 1332) وقد عرضوا علي عن طريق الشريف علي بالمدينة المنورة أن اشترك في هذه الحركة . وسيبدأ التمرد في المدينة وجدة والطائف في يوم واحد".
أما غالب باشا الذي تلقى رسالة حسين مبيريك فقد أرسل البكباشي سليمان بك رئيس إنشاءات الفرقة إلى مكة للتحقق من صحة الخبر. فأخبر سليمان بك الوالي بأن الأمير سيقوم بالتمرد مع الإنجليز. ومع ذلك فلم يكن الوالي يصدق ذلك. ذلك لأن الشريف حسين استطاع أن يخدع الوالي بأيمانه التي يقسمها في كل مناسبة بولائه الصادق للدولة العثمانية. ومنذ بداية شهر حزيران بدأ أهالي الطائف بالنزوح إلى القرى المجاورة ، ومع ذلك فإن الوالي لم يكن ليعطي أي معنى لهذه الأحداث التي جرت أمام عينيه. حتى أن أسر الشريف حسين جودي قائمقام إمارة الطائف والشريف شرف غادرت البلدة ، فكانت إشارة لحلول وقت التمرد. وقد أبلغ الشريف عبد الله باشا ابن أخي الشريف علي باشا أمير مكة السابق بذلك إلى الوالي وتوجه الأمير عبد الله ابن أمير مكة في الثامن من حزيران إلى الطائف مع مائة من قواته، فزار الوالي غالب باشا وأقنعه بعدم وقوع التمرد، وعرف منه فيما إذا كان قد اتخذ التدابير العسكرية، كما طلب منه كمية من الأسلحة والذخائر ومدفعين جبليين لتأديب قبيلة بقم. لكن الوالي لم يعطه ذلك بعد تحذير من البكباشي سليمان بك وبعد مغادرة الشريف عبد الله وقع اضطراب كبير بين الأهالي، بعد أن سمعوا بأن الإنجليز سيضربون السواحل بالمدافع وأن العرب سيبدءون بالهجوم. لكن الشريف محسن مازال يردد بأن البدو اجتمعوا في مشارف جدة لقتال الإنجليز.
وأخيرا بدأت ثورة الشريف حسين يوم 10 حزيران 1916 في جدة ومكة والطائف في وقت واحد.
(ص 89)
وأبلغت اسطنبول بوصوله إلى المدينة يوم 28 تموز 1332، فقابلت الصدارة ذلك بارتياح وطلبت التوجه إلى مكة خلال وقت قصير ، ولكن كان عليه البقاء في المدينة فترة أخرى بسبب التمرد.
ونفهم من المراسم التي أجريت للشريف علي حيدر والسلطات الواسعة الممنوحة له، أن الحكومة العثمانية كانت تنتظر من الشريف علي حيدر كثيرا من النتائج. وفي السابع عشر من تموز 1332 طلب علي حيدر من نظارة المالية ستين وساما مجيديا وعثمانيا من مختلف الدرجات بهدف توزيعها لمشايخ العربان. فأرسلت الأوسمة إلى المدينة على وجه السرعة.واستخدمت لإرضاء مشايخ العربان الذين كانت لهم ميول نحو التمرد.
علينا أن نعترف بأن تعيين الشريف علي حيدر كانت له آثاره المهمة على العرب في أول الأمر. حيث توافد أفواج العربان إلى المدينة لتقديم الولاء وطلب الأمان، فكان الشريف يقابلهم على النحو المطلوب فينال رضا بعضهم بالمال وبعضهم الآخر بالأوسمة والهدايا. وبينما أعلن حسين بن مبيريك شيخ جهينة وعجمي شيخ المنتفك ولاءهما للدولة واستعدادهما لتنفيذ الأوامر، أرسل ابن السعود رسالة خاصة يبين فيها استعداده للسير نحو حسين فورا إذا أمره السلطان بذلك. وإذا كان هناك بعض المعارضين فإنهم ليسو بذات أهمية. والشريف لا يفتأ يطلب المال من الدولة والدولة تستجيب لطلبه، مع إبلاغه برضاها عن نشاطاته.
وقد قوبل قدوم علي حيدر إلى المدينة بارتياح كبير لدى بعض الجهات. والمعارضون للشريف حسين بصورة خاصة كانوا مرتاحين من وكيل الخليفة الجديد.
(ص 92- 104 )
أما الشريف الذي كان يتوقع إخماد التمرد العربية في الشام فقد تضايق من البقاء هنا دون جدوى. وجاء في برقيته المؤرخة 28 تموز 1334 أنه يشكو من عدم تلقيه الأخبار بانتظام.وجاء في الرد الذي وصله يوم 30 تموز أن الصدارة أمرت إرسال قسم مهم من برقيات الوكالات إلى الشريف.
وبعد مدة فهم أمير مكة استحالة إعادة الحجاز فعاد ومعيته إلى اسطنبول في 8 أيلول 1334 . ولأن حمل الشريف علي حيدر اسم أمير مكة لم تعد له أية قيمة فقد تقرر إلغاء منصب الإمارة الذي استمر أربعة قرون بإرادة سلطانية في 8 أيار 1335.
فكرة الحملة على مكة وحركات متقدمة
كان الظن بأن ثورة الشريف حسين ستخمد خلال وقت قصير. لكن الأمور لم تتطور على هذا النحو . ذلك بأن هذه التمرد في رأي الباب العالي كانت عبارة عن الشريف حسين وعدد من أعوانه. لكن الصحيفة الألمانية كلونيش زيتونغ في عددها الصادر يوم 23 حزيران اعتبرت التمرد "اغتيالا للسلطة الدينية للسلطان" ، وأيد مكتب الحرب ببرلين هذا الخبر، لكنه أكد على ضرورة عدم تضخيم هذا الخبر الصغير.
صد فخر الدين باشا هجومين عربيين حول المدينة بنجاح. فاضطر العرب للإنسحاب إلى الجبال. بعد أن أوقعت نيران المدفعية التركية اليأس في صفوفهم. هذا الفشل حط من معنيات الشريف حسين وحلفائه. وفي يوم 16 حزيران وقعت جدة في قبضة العرب، إلا أن القوات في مكة والطائف كانت تقاوم منذ العاشر والثاني عشر من حزيران. أما العرب حول المدينة فكانوا يدافعون عن مواقعهم المؤقتة كسبا للوقت. وفي هذه الأثناء تقدم الشريف زيد بطلب المساعدة من الإنجليز. فأرسلت انجلترا دعما إلى الشريف حسين وهو عبارة عن 3000 بارودة وذخائر وأرز وقهوة وبطاريتي مدفع جبليتين و6 متراليوز ومفرزة من الجنود المسلمين المصريين.
قررت القيادة العامة للقوات العثمانية القضاء على التمرد قبل استفحاله وإنقاذ القوات التركية التي لا زالت تقاوم في مكة المكرمة. أما ألمانيا وهي حليفة الدولة العثمانية فقد عارضت ذلك بشدة. فكان الألمان يرون بأن الهجوم على الإنجليز في سيناء خير من إنقاذ مكة المكرمة. ومن جهة أخرى كان أنور باشا مدركا أهمية مكة المكرمة بالنسبة للدولة العثمانية والعالم الإسلامي فخطط للقيام بالهجوم في سيناء من جهة واستعادة مكة المكرمة في الوقت الذي لازالت القوات التركية تقاوم المهاجمين في مكة والطائف. وبذلك يلبي ظاهريا ما يطلبه الجميع.
وأخيرا صدر الأمر يوم 15 حزيران إلى جمال باشا قائد الجيش الرابع بالاستعداد لإنقاذ مكة لإخماد تمرد الشريف. وكان جمال باشا في هذه الفترة مشغولا بإعداد حملة على قناة السويس، ولم يكن يميل إلى تسيير حملة إلى مكة لأن مثل هذه الحملة ستقسم الجيش الرابع إلى قسمين ، وكان محقا في رأيه. لكنه وافق على أمر أنور باشا مرغما . وكانت له هذه المطالب للتقدم نحو مكة والدفاع عنها( 24 حزيران 1916):
1- إرسال لواء من القوات للدعم.
2- عزل الشريف حسين وتعيين آخر مكانه وإرساله.
3- إرسال 100.000 ليرة ذهب فورا لتأمين مصاريف الحملة وإعطاء المشايخ منها.
4- تعيين فخر الدين باشا قائد للقوات الحربية في الحجاز ومنحه صلاحية قائد الجيش.
أما أنور باشا الذي كان يولي أهمية كبرى لهذه الحملة، فقد وافق على مطالب قائد الجيش الرابع بشكل عام لكنه لم يتمكن من تلبية طلبه قوات الدعم نظرا للوضع الحرج في الجبهات الأخرى. واكتفى بإرسال الكتيبة الخامسة والخمسين التابعة للواء الرابع عشر إلى الحجاز. أكمل فخر الدين باشا استعداده في النصف الأول من تموز لإنقاذ اللواء الثاني والعشرين الذي لا زال يقاوم في مكة المكرمة . وعهد إلى بصري باشا محافظ المدينة أمر حماية المدينة والخط الحديدي. وكانت هناك جملة من الصعوبات التي تواجه حملة مكة . هذه الصعوبات التي أبلغ بها فخر الدين باشا قيادة الجيش الرابع يمكن تعدادها على النحو التالي:
1- كانت هناك حاجة إلى 10000-15000 جمل لنقل قوة الحملة إلى مكة المكرمة ومن غير الممكن جمعها خلال فترة قصيرة.
2- قد يتعرض النقل الخط الحديدي الممتد إلى المدينة المنورة إلى الانقطاع إذا لم يبق العرب موالين للأمير الجديد.
3- المسافة بين المدينة ومكة كانت تبلغ حوالي 400 كيلو مترا، وهناك حاجة إلى خزان مياه في كل مرحلة و نقطة حماية قوية لهذا الخزان.
4- أكثر الوحدات التابعة لقوة الحملة الحجازية كانوا من الجنود الأغرار بالإضافة إلى نقص في الكوادر.
5- أكثر الجنود التابعين لفخر الدين باشا كانوا ممن لا يقدرون على قطع هذه المسافة بسبب المرض والإعياء. وكانت الحاجة ماسة إلى أعداد كافية من القوات للمحاربة في مثل هذه المنطقة الفسيحة.
فمطالب فخر الدين باشا كانت ضرورية لتحقيق الانتصار. لكنه لم يجد هذه القوات الكافية بسبب حملة القنال. وفي الخامس عشر من تموز أصدر جمال باشا قرارا بتعيين فخر الدين باشا قائد للقوات الحربية الحجازية مع تزويده بصلاحيات واسعة.
والحقيقة أن حملة مكة كانت ضرورية بالرغم من كل النواقص وضعف الإمكانات. وفي 16 من تموز كرر أنور باشا طلبه تسريع الحملة على مكة. لكن قائد الجيش الرابع الذي كان يستعد في هذه الفترة لحملة السويس أبلغ أنور باشا بأنه من الأنسب أن تبدأ حملة مكة بعد الانتهاء هذه العملية. وهذا يعني أنه يجب الانتظار مدة شهرين . وكان من غير الممكن أن تبدأ الحملتان في وقت واحد، كما لا تسمح طاقة الخط الحديدي الحجازي بذلك. وكانت القيادة العامة في سباق مع الزمن. وذلك لسهولة القضاء على المتمردين قبل تزايدهم واستفحال أمرهم، وانتظار مدة شهرين لا داعي له، بالإضافة إلى أن الانتظار يعمل لصالح القوات المعادية. ولذلك كان على القوات الموجودة في المدينة التحرك . وفي الواقع فإن هذا التحرك سيكون بطيئا بسبب المقاومة التي ستلقاها هذه القوات من المتمردين على الطريق . وفي هذه الفترة سيصل المدد إلى منطقة الحجاز. وبالرغم من فكرة أنور باشا هذه فقد ترك القرار النهائي لجمال باشا وفخر الدين باشا. ومع أن قائد الجيش الرابع رضي بحركة سريعة لقوة صغيرة تدخل مكة لكنه خشي من أن تتعرض هذه القوة للهزيمة. ولذلك كانت هناك حاجة لقوة كافية. وجمع مثل هذه القوة الكافية متوقف على كفاءة الخط الحديدي الحجازي.
ومن الناحية النظرية يحتاج فخر الدين باشا إلى سبعين يوما لتأمين القوة الكافية. وأخيرا تبين عدم القيام بحملة مكة مؤقتا، وتم صرف النظر عنها يوم 22 تموز 1916 ، وتقرر بدلا منها فتح طريق ينبع وتطهير الطرق الموصلة إلى المدينة من المتمردين حتى مسيرة يوم على الأقل. وسينفذ هذا القرار من قبل القوات الموجودة في المدينة مع اشتراك الطائرات. ويبدأ الهجوم أولا باتجاه بئر درويش.
هذا التمرد الذي قام به الشريف حسين الذي لم يعلن عنه ، أعلن أخيرا من خلال خبر بعنوان "فساد في مكة"( 26 تموز 1916) وجاء في الخبر الذي نشرته جريدة طنين بعد تفصيل في الأسباب:" ولكن ليطمئن الجميع دون استثناء أن الدولة التي حاربت عصورا طويلة من أجل رفعة الإسلام ، ودخلت الحرب الكونية الأولى من أجل هذا السبب أيضا ستسحق أعداءها في كل مكان ، وستقضي على الأعداء في الخارج كما ستقضي بعون الله ومدد نبيه على الأعداء في الداخل كحسين وأمثاله من السفلة."
أكما فخر الدين باشا الذي تلقى الأمر من جمال باشا استعداده وبدأ بالتحرك في الأيام الأخيرة من شهر تموز. وكان هدفه الأول مضيق بئر الماشي وعشار، فوصلت قوات فخر الدين باشا بئر الماشي دون أن تلقى أية مقاومة من العرب. وبعد أن ترك في هذا المكان بعض القوات توجه نحو مضيق عشار . وكان الأمير علي متمركزا في هذا المكان ومعه حوالي ستمائة من فرسان الهجن وعدد غير معروف من البدو. وبعد الاشتباك انكسرت قوات الأمير علي واضطرت للانسحاب إلى الجهة الجنوبية الغربية نحو الغاير وبذلك أصبح مضيق عشار في الثاني من آب 1916 تحت سيطرة القوات التركية. وكانت المرحلة التالية السير نحو قوات الشريف فيصل التي انسحبت في اتجاه ينبع.
أصيبت قوات الأميرين علي وفيصل بالقلق الشديد من تقدم فخر الدين باشا ، فقد كانت تخشى من أن يهاجم قوات فيصل في ينبع أو مكة. ولذلك فقد أمر الأمير علي أن يعود الأمير عبد الله مع عشرين ألف من رجاله إلى مكة. واجتازت قوات الشريف عبد الله الخط الحديدي بين محطتي أبو النعام وهدية وقامت بتخريب أعمدة البرق.
هذه الانتصارات التي حققها فخر الدين باشا جعلت الشريف حسين وأبناءه ومن يدعمهم من الإنجليز والفرنسيين يعتقدون بإمكانية سقوط مكة بيده بسهولة.في حين لم يتلق فخر الدين باشا أمرا بدخول مكة كما هو معلوم. وبينما كان أبناء الشريف حسين يحاربون فخر الدين باشا كان الشريف نفسه يواصل نشاطاته الدعائية المحمومة. ففي 27 حزيران و26 آب نشر بيانين. وكانا يركزان على الأمور التالية:
1- أن الشريف لم يتمرد على حكم السلطان بل قام بثورته هذه ضد الاتحاد والترقي الذي استولى على الحكم بالقوة.
2- أن الاتحاد والترقي يمارس الظلم ضد الجميع من غير تفريق بين دين ودين.
3- أن الأتراك يمارسون الظلم والاستبداد ضد العرب في سورية وفلسطين.
4- كما يلفت الشريف حسين الأنظار إلى إهانة قبر عبد القادر الجزائري.
وبعد استيلائه على مضيق عشار توجه فخر الدين باشا إلى بئر علي والعلاوة ومنطقة جبل جهنم على بعد 15-25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من المدينة فاستولى عليها أيضا ( 15 آب 1916) ثم تحرك مع القوات المجتمعة لديه إلى بئر درويش. وكانت نتيجة الاشتباكات مع قوات فيصل لصالح فخر الدين باشا وتم تطهير المنطقة من قوات العدو ، لكن وعورة الجبال وحرارة الجو أنهكت قوات فخر الدين باشا كثيرا. ومع ذلك فقد استمر بالتحرك حتى استولى على بئر الرحى على بعد 30 كيلو مترا غربي بئر درويش( 23 آب 1916)
أيقن الشريف فيصل بعد سقوط بئر الرحى أنه لن يستطيع الصمود فانسجب إلى ينبع. وفي 27 آب استولى فخر الدين باشا على بئر عباس، وبذلك فتح الطريق إلى ينبع أمام القوات التركية بصورة نهائية. أما القوات التابعة للكتيبة 42 فقد هاجمت قوات الشريف علي المنسحبة إلى مضيق الغاير واضطرتها إلى التقهقر بصورة غير نظامية. وفي 29 آب استولت القوات التركية على موقع الغاير وبذلك تم تشكيل خط أمني حول المدينة المنورة وعلى مسافة مائة كيلو متر منها. لكن قوات فخر الدين باشا التي ابتعدت عن المدينة كثيرا صارت تعاني من مشكلة التموين فإلى جانب خطر الموت جوعا وعطشا كانت الخيول والدواب بحاجة إلى الشعير والعلف. يقول فخر الدين باشا الذي نفذ صبره من الوضع:" حاربنا يومين كاملين كي نطرد المتمردين إلى مسيرة أربع ساعات. وأريد أن أبين بأن العزم الذي جعل هذه القوة الصغيرة تحقق نجاحات كبيرة قد انتهى في الغاير والرحى."
أدرك جمال باشا الصعوبات التي تواجه فخر الدين باشا وقواته فأمره بعدم التقدم بأكثر من ذلك. فكان عليه أن يقف عند النقطة التي وصل إليها، وأن يغلق خط ينبع –رابغ. ولذلك أرسل إلى المدينة وحدة استحكامات . كان من الواضح أن استمرار هذه الحركة يتوقف على إرسال تعزيزات جديدة.
وفيما استمر فخر الدين باشا في الاشتباكات كان القيادة العامة للقوات العثمانية تدرس طويلا الخيار بين الهجوم على مصر من جبهة سيناء وبين الهجوم من المدينة نحو مكة. ولتقرير ذلك طلب أنور باشا دراسة طاقة الخط الحديدي الحجازي(27 تموز 1916) وتبين بنتيجة هذه الدراسة أن هذا الخط لا يكفي لأي حركة من هاتين الحركتين. لكن أنور باشا يريد إنقاذ مكة بسبب وضعها الديني والسياسي. أما جمال باشا فقد أصر على استمرار الحركات العسكرية في جبهة سيناء. وأخيرا أمر أنور باشا في أواسط أيلول بمباشرة العمليات في سيناء. وحيال صعوبة نقل العساكر أمر بإنشاء خط حديدي ضيق لنقل العساكر بين المدينة ومكة. وقد أبلغ جمال باشا بضرورة القيام بعملية سيناء في الشتاء نظرا للعديد من الصعوبات، لكن أنور باشا أصر على رأيه. فلم يكن يتحمل فشلا آخر في سيناء. وكان الأمر يتطلب استخدام جزء من قوات سيناء في الحجاز(26 آب 1916) . ولم يجد جمال باشا أمام هذا الإصرار بدا من إرسال جميع الجمال وخط الحديد الضيق وجزء هام من القوة المحاربة الأولى للانضمام إلى القوات المحاربة في الحجاز (27 آب 1916)
وبعد هذه التعزيزات أصبحت القوات التي ستشترك في حملة مكة على النحو التالي: أربع كتائب مشاة ، وطابور محمول على البغال وكتيبة فدائيين وكتيبة هجانة وكتيبة مدفعية و3 سرايا استحكام وسرية برق ومفرزة برق ولاسلكي ومفرزة طيارة وسرية حفارين وسرية صحة ومستشفيين متنقلين وسريتي خبازين ووحدتي مدافع رشاشة . كما تم تشكيل مفتشية منازل الحجاز بأمر من فخر الدين باشا كما تشكلت قوة لحماية الخط الحديدي وشرقي فلسطين من المتمردين وذلك لتأمين وصول الإمدادات إلى الحجاز.
لم يأل أنور باشا جهدا في تزويد فخر الدين باشا بما يحتاجه بعد أن عزم على تسيير الحملة نحو مكة. ومع ذلك فإن كثيرا من الصعوبات كانت تنتظر هذه الحملة العسكرية. ولذلك فقد طلب لواء آخر من اسطنبول. وفي هذه الأثناء كان الإنجليز يستعدون للهجوم في فلسطين. هذا الوضع المستجد كان حائلا دون تخصيص الحجاز بمزيد من القوات. وفي يوم 27 أيلول 1916 التقى أنور باشا بجمال باشا في حلب وبحثا قضية الحجاز . كانت الحاجة تدعو إلى لواء من القوات على الأقل لتحقيق حملة الحجاز مع أن الوضع العام يستوجب استخدام القوات الاحتياطية الموجودة على الجبهات التي تضمن النتائج الحاسمة، ولذلك تقرر البقاء في الحجاز بوضعية الدفاع مؤقتا. وإذا كان ممكنا، فسيصار إلى التقدم باتجاه ينبع، بالإضافة إلى ضرورة حماية خط حديد الحجاز كجزء من خطة الدفاع عن المدينة المنورة. وقد أبلغ فخر الدين باشا بالقرارات المتخذة في حلب، ليقطع أمله عن أية تعزيزات من الجيش الرابع أو إرسال مزيد من الجمال(1 تشرين الأول 1916)
وفيما كانت الحكومة العثمانية تناقش حملة الحجاز، كانت تتخذ بعض التدابير المتعلقة بالحجاز، فتصدر أحكام الإبعاد خارج البلاد والسجن والإعدام وغير ذلك ضد المشتركين في أحداث التمرد والمحرضين له. ولذلك عوقب الكثير يوم 14 كانون الأول 1916 ، حتى أنه حكم على مفتي غزة السابق وعضو المجلس العمومي للقدس مصطفى أحمد عارف بالإعدام، وإلى جانب ذلك كانت الحكومة توزع الأموال على القبائل المهمة في الحجاز من جهة ، وتستمر في إرسال الصرة الهمايونية إلى مكة كعادتها في كل عام. وقد استمرت على هذه الحالة حتى عام 1919 سعيا لكسب أهالي الحجاز إلى جانبها.
وخلال إعداد كل من جمال باشا وأنور باشا لحملة الحجاز، كان العرب يعدون للهجوم على الخط الحديدي عبر ينبع النخل التي تعتبر منطقة استراتيجية. وفي بدايات تشرين الثاني كان الشريف زيد في بئر السعيد يحرض أمراء العرب المهمين للاشتراك في الثورة. أما القبائل التي كانت تسيطر على مضيق الجديدة فلم تكن قد اشتركت في الثورة بعد. أما الشريف عبد الله الذي غادر مكة فقد وصل مع أربعة آلاف من رجاله المحاربين مع القبائل التي جمعها في الطريق إلى الحناكية على بعد 120 كيلو مترا إلى الشمال الشرقي من المدينة المنورة. وكان معهم عشرة مدافع صحراوية فقامت هذه القوات بقطع طريق المدينة-القصيم ، والمدينة- الكويت. وكانت طرق إمداد مهمة بعد الخط الحديدي بالنسبة لفخر الدين باشا. وسار الشريف زيد من مضيق الجديدة إلى بئر عباس مع سبعة آلاف من قواته لإبقاء القوات التركية المتمركزة في هذه النقطة بعيدة عن القتال في المدينة المنورة. كما سار الشريف منصور وناظر وعابد مع بعض القبائل من حساني إلى خليص ، يتبعهم الشريف علي بمن معه من 200 من المشاة و900 من الهجانة من المكيين والحضارم والرابغيين بالإضافة إلى خمسمائة من العساكر المصريين.
وكان العرب يعدون خطة هجوم عام هدفه الرئيسي القيام بهجمات على المدينة وشمالها ، اما الهدف الثاني فهو تثبيت قوات فخر الدين باشا على خط بئر عباس –خالص –الغاير. لكن فخر الدين باشا كان يراقب هذه التحركات عن كثب فبادر بالهجوم لضمان أمن المدينة المنورة. فبعد أن وصل الباشا إلى خليص، قسم قواته إلى قسمين بقيادة العقيد غالب والعقيد توفيق وأرسلها إلى مضيق الجديدة. ةبعد اشتباكات صغيرة تمكنت قوات التركية من السيطرة على الجديدة يوم الثامن والعشرين من تشرين الثاني.
أما وحدة القوات المحمولة على البغال بقيادة العقيد غالب فقد استمرت في تحركها فسيطرت يومي 29 و30 تشرين الثاني على الحمرة ثم الواسطة. وفي اليوم التالي قام بهجوم ليلي مباغت على قوات الشريف زيد في بئر سعيد ونجح في السيطرة عليها وهرب الشريف زيد ، وبعد أن استراحت القوات التركية في هذا المكان عدة أيام سارت صوب الشريف فيصل الذي كان يعد خططه الدفاعية في ينبع. وفي 8 كانون الأول تغلب على المتمردين العرب وسيطر على المبارك وهرب الشريف فيصل والشريف زيد تحت جنح الظلام إلى ينبع البحر. وبينما كان فخر الدين باشا مستمرا في الاشتباكات قامت طائرتان بحريتان إنجليزيتان بقصف المواقع التي سيطرت عليها القوات التركية بشدة. ولما كانت التدابير متخذة سلفا فإنه لم يسقط من هذا القصف سوى ثلاثة شهداء.
في هذه الأثناء سار الشريف علي نحو رابغ وحقق بعض المكاسب، وكان ذلك تطورا خطيرا. فالقوات التركية كانت تعاني من نقص المؤن والمياه، ومع ذلك فقد قام فخر الدين باشا بالهجوم على قوات الشريف علي. وبعد معارك ضارية تمكنت الوحدات التابعة للكتيبة 55 من الاستيلاء على هذه المنطقة يوم 22 كانون الأول 1916. وبذلك تم طرد قوات الشريف علي من بئر الشيخ وتم تشكيل خط آمن مهم حول المدينة المنورة.
يتهم لورنس فخر الدين باشا بالتقدم البطيء وبعدم الهجوم على قوات الشريف علي في بئر الشيخ لكنه يعترف إلى جانب ذلك بأن فخر الدين باشا كان يعاني من شح المؤن، حيث لا تصله بالمقدار الكافي. بالإضافة إلى أن جنوده كانوا منهكين. فالوضع جد سيء حقيقة. وفخر الدين باشا بحاجة إلى قوة محاربة مجهزة بمدافع صحراوية كي يمكنه التوجه إلى مكة المكرمة. لكن القوة المحاربة الحجازية تكفي فقط لصد هجمات العرب. وحتى لو تأجلت الحملة على مكة فإن هناك حاجة ماسة بعد شهرين إلى كتيبة أخرى من القوات كي يمكنها الثبات في مواقعها. لأن القوات الموجودة تناقصت بسبب المرض والموت والجرح إلى مقدار النصف. أبلغ فخر الدين باشا الجيش الرابع بالوضع(20 كانون الأول 1916) في الوقت الذي كانت القوات الإنجليزية على جبهة فلسطين تتقدم باتجاه العريش. كان هذا الأمر أكثر أهمية بالنسبة للدولة العثمانية. وكان من المفروض أن تستخدم كافة الإمكانات في هذا المكان. فلكل هذه الأسباب تم تجميد حركة القوة المحاربة الحجازية. حيث تقرر البقاء في وضع الدفاع وعدم إرسال الجيش الرابع تعزيزات إلى فخر الدين باشا. وترك أمر حماية خط حديد المدينة -الهدية للقوات المحاربة الحجازية، وبذلك وضع حد لتقدم قوات فخر الدين باشا، وبقي الإستمرار في الإعداد لحملة مكة في الظاهر . وبالرغم من اتخاذ هذا القرار، فإن أمل أنور باشا في إخماد ثورة الحجاز كان قائما.
أما الإنجليز الذين لم يفهموا الوضع الذي يعاني منه فخر الدين باشا بصورة صحيحة، فقد كانوا يخشون من سقوط مكة ويبحثون عن الوسائل للحيلولة دون ذلك. وكان رأيهم بان التدابير التي يجب أن تتخذ هي :
1-العمل على قطع الخط الحديدي الحجازي من العقبة وغزة.
2-إنشاء سد لإغلاق الطريق من رابغ إلى مكة.
3-الاستيلاء على الوجه واستخدامها قاعدة لشن هجمات على الخط الحديدي بمنطقة مدائن صالح.
4-عدم دخول المدينة خشية أن يكون لذلك تأثير سيئ لدى العرب، مع حقيقة أن القوات التركية الموجودة في الدينة ستبقى محاصرة ولن تشكل ضدهم أي خطر.
بدأت إنجلترا وفرنسا في تنفيذ هذه الخطة فقد أيقنتا بأن العرب لن يثبتوا أي وجود لهم أمام الأتراك. وكان الإنجليز قد أرسلوا في السابق وحدة عسكرية من القوات الأجنبية إلى رابغ للحيلولة دون تقدم فخر الدين باشا باتجاه مكة. كما كانوا يقدمون مساعدات نقدية وعينية للعرب. وفي هذه الأثناء قرر فخر الدين باشا الانسحاب نحو المدينة لجمع قواته المبعثرة في خط دفاعي قوي. بعد أن ايقن بأن التعزيزات التي طلبها لن تصله بأي شكل من الأشكال. واخيرا بدأت القوات التركية الانسحاب إلى خط جليجلة- بئر الماشي يوم 28 كانون الثاني عام 1917
وفي هذه الأثناء وبتأثير من ألمانيا ناقش أنور باشا مع جمال باشا موضوع إخلاء المدينة. فعلى أثر التأكد من نوايا الإنجليز بالهجوم على فلسطين تم صرف النظر عن حملة مكة يوم 8 آذار 1917. وكان على القوات في المدينة المنورة أن تحمي فقط المدينة والخط الحديدي. وكان القيادة العامة تجد مصالح لا تحصى في الإبقاء على المدينة المنورة.
أما الجاسوس الإنجليزي لورنس الذي لم يفهم حال الدولة العثمانية والوضع الذي يعاني منه فخر الدين باشا فيرى أنه من الحماقة الدفاع عن المدينة ويعبر عن ذلك بقوله:
" كان فخري باشا يلعب حسب قواعدنا. حيث أقام خطا قويا حول المدينة ليجعل إحاطة العرب بالمدينة أمرا مستحيلا. مثل هذه المبادرة لم تجرب أبدا بل لم تكن متخيلة. فالقوات التركية المتبقية كانت تحمي كافة مراكز المياه على طول الخط الحديدي بين المدينة وتبوك بقواعد قوية. والمخافر الموجودة بينهما كانت تسير الدوريات على طول الخط كل يوم . والخلاصة أن فخري باشا وبكل حماقة أخذ وضعا دفاعيا."
ولورنس في اتهامه هذا ليس على حق. حيث سنرى فيما بعد ان القيادة العامة للقوات العثمانية اتخذت مثل هذا القرار لأسباب عديدة وعلى حساب الجبهات الأخرى.
(170-171)
أما الشريف فيصل الذي بدأ بالتحرك مع الأسلحة والمدافع التي منحتها إياه إنجلترا وفرنسا، فقد تقدم إلى الشمال الغربي من معان. وكان الهدف من ذلك السيطرة على غابات حيشة التي تشكل أس الحركة بالنسبة للخط الحديدي الحجازي وتوسيع الثورة في اتجاه الكرك والالتقاء بقوات اللنبي على جبهة سيناء. أما فخر الدين باشا فقد كان يواجه كثيرا من الصعوبات في المدينة المنورة. فالمؤن تقل مع مضي الوقت ولا تصله الإمدادات. ويشرح جمال باشا الوضع للقيادة العامة على النحو التالي:
" الوضع في الحجاز بلغ مرحلة خطيرة. والمؤن في المدينة المنورة قلت كثيرا، والقطارات لا تعمل اعتبارا من معان إلا في أوقات النهار . وفي الفترة الأخيرة صار العدو يبث الألغام في الخط الحديدي ويخربه ، ولم تبق والحالة هذه إمكانية حماية الخط ، وانه كما اقترح سابقا هناك حاجة ماسة إلى التعجيل بتأمين 50 درازينة مدرعة من مصانع ألمانيا والنمسا وسوقها على وجه السرعة، وإنه إذا تعذر ذلك يصار إلى صرف النظر عن الحجاز بصورة كلية، وان سقوط المدينة المنورة يعني قطع الارتباط باليمن وعسير بالإضافة إلى أن ذلك يعني وداع الخلافة العثمانية لحكم الحجاز في تاريخ الإسلام إلى الأبد .
الدفاع عن المدينة عام 1918
والصعوبات التي واجهته
المدافعون عن المدينة الذين أحاط بهم العدو من كل جانب كانوا يتحملون كافة الصعوبات، فقد أدى عدم تأمين المؤن الكافية للمدينة إلى استحالة حصول العساكر للغذاء الكافي. إلا أن فخر الدين باشا الذي قرر الصمود حتى النهاية مهما كانت النتائج، أبلغ جمال باشا يوم 9 تشرين الثاني بأنه بقي في المخازن 20 طن خبز و12 طن قمر الدين و35 علف.
وفي 11 تشرين الثاني امتدت الثورة حتى جبل الدروز وقرر الإنجليز الاستيلاء على سورية والقدس ، كما قاموا بتسريع الحركات العسكرية في اليمن ، كما أدى استيلاؤهم على غزة وبئر السبع إلى تسريع حركاتهم في سورية . وفي 15 تشرين الثاني قررت وزارة الحربية تقليد الكتيبتين 55 و130 التابعتين للقوات المحاربة الحجازية بوشاح ذكرى النصر وتكريم أفرادهما بأوسمة الاستحقاق الفضية.
وعلى أثر تقدم القوات الإنجليزية في سورية بدأ الجيش الرابع بسحب القطعات المحمولة على الخيول والهجن نحو الشمال. وسحبت الأسلحة الرشاشة من حماة الخط الحديدي وأعطتهم مسدسات برابيللوم ، وهذا يكفي لإعطائنا فكرة عما آل إليه الوضع في الدولة العثمانية. وأيقن الجيش الرابع بأنه لم يعد يقدر على التشبث بمواقعه. ومع ذلك فقد وجدت الدولة نفسها مضطرة لأن تدفع لابن حسين مبيريك شيخ رابغ الذي استمر على ولائه للدولة مبلغ عشرة آلاف ليرة ذهبية.
والحجاز التي استقبلت عام 1918 كان ت الظروف فيها تسوء يوما بعد يوم.
واحتلال بغداد يوم 17 آذار عام 1917 كان خسارة كبرى للدولة العثمانية.
فوقوع بغداد بيد العدو وهي المدينة التي كانت عاصمة الخلافة العباسية، بعد سقوط مكة المكرمة اعتبر أمرا شديد الخطورة على مقام الخلافة الإسلامية.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|