[هدى نورالدين الخطيب]

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/92.gif');border:4px solid white;"][cell="filter:;"][align=justify]

الكتاب الفلسطيني.jpg

من السطر الأول من سطور العمر كان علي أن أسجل بصريح العبارة إنه الحب لفلسطين ، هذا الحب الذي يكبر ويزداد اتساعا يوما بعد يوم .. حب من نوع خاص ، وبطعم خاص ، وبصورة مركبة خاصة .. يصعب أن يفهم أحد معنى هذا الحب الفلسطيني الرائع بكل تفاصيله ، هذا الحب الذي يشكل القلب دائما ، ويشكل الروح والشريان ودفق الدم .. هل علينا أن نشرح ونوضح حبا كهذا؟؟..حتى إن فعلنا فسيبقى السر سرا ، لأن كل الذين لا يعرفون حب فلسطين تجربة وحياة سيكونون ضمن الشرح الطويل على الهامش ولن يدخلوا التجربة الحقيقية الرائعة الدافئة في كل تفاصيلها ..
الطفولة الأولى تسجل عند كل واحد منا أبجدية هذا الحب الرائع الكبير .. الطفل الذي يركض ويضحك ويمرح ويملأ الدنيا صخبا ، يعرف تماما كيف يحب فلسطين على طريقته ودون حاجة لأن يشرح له أحد معنى هذا الحب وتفاصيله وكيف يكون.. وحين تمضي الأيام وتكبر يكبر هذا الحب ويمتد ويعرش على كل جدران العمر دالية عشق لا تعرف إلا الخفق الدائم الدافئ في القلب .. لذلك ترى الشباب يتناسلون شهادة في رحيلهم إلى الوطن دون تردد وإن للحظة ، فهم عشاق فلسطين منذ اللحظة الأولى وهم أحباب فلسطين مع أول خفقة قلب ، وهم الذاهبون حتى العمق في حفظ تفاصيل وطن لا يمكن أن يتخلوا عن حبه لحظة واحدة ..
فلسطين تتشكل فينا ونتشكل فيها بشكل طبيعي ينمو كما تنمو الحياة وكما تكون الزهور حاملة لعطرها .. لذلك لا يجوز أن تسأل الفلسطيني لماذا تحب كل هذا الحب، فهو معجون بهذا الحب ومتداخل فيه حتى النهاية .. فلسطين شجرة العمر والروح والقلب والشريان لذلك لا يمكن إلا أن تكون حبا كبيرا لا يشبهه أي حب ..
طلعت سقيرق
[/align][/cell][/table1][/align]