التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,867
عدد  مرات الظهور : 162,396,602

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > جداول وينابيع > الأدب الساخر
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01 / 02 / 2010, 44 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش

الحــــــلقــــة الأولــــــــــــى

[align=justify]الشقاوة و العادات السيئة هي كل ما علمتني إياه طفولتي الطائشة ، الرأس الذي بمثل الحديد قسوة هو ما ورثته من جدي الذي كان يلقب بقدور الرأس الخشن ، كنت مثل يضرب به في الطيش و المشاغبة و عمل كل ما لا يخطر بذهن طفل لم يتجاوز السابعة من عمره ، كبار و شيوخ الحي لقبوني بالناموسة تشبيها بحشرة البعوضة التي تحلق فوق الرؤوس عندما يحضر النوم في ساعات الظهيرة و آخر الليل ، ربما البعوضة كانت أكثر شفقة مني و أكثر حنان ، فهي لا تلبث أن تغادر المكان أو تسقط من أول رشة للمبيذ، أما أنا فلم يكن ينفع في كبح جماح شقاوتي حتى الرصاص المطاطي و الغازات المسيلة للدموع ، أمي شهدت معي ولادة جد عسيرة و جد مرهقة و جد مبكية ، فقد أخرجوني من بطنها برافعة إلكترونية صنعت خصيصا من أجلي - لا عفوا -كانت تنتظر ميلادي الغريب بفارغ الصبر لكي يتم تجربتها لأول مرة في العالم ، الممرضة السمينة و المفتولة العضلات صرخت يومها في و أنا مازلت أسبح في بحيرة رحم أمي قائلة - غير ممكن طفل غريب أنا أريد أن أخرجه و هو يمسك بكلتا يديه بالمقص - حت أنني أجريت معها منازلة في المصارعة عند المخاض ،غلبتها طبعا و بالضربة القاضية .
بعد ولادتي لم أكن أشرب الحليب من صدر أمي و لا من صدر جارات أمي و لا خلاتي و لا عماتي، و لا حتى الحليب المستورد من أوروبا – أحب أوروبا التي أخرجتني من بطن أمي و لم تتركني ضحية للتأخر العلمي– مشروبي الوحيد كان لبن العصفور ، و لأن أبي كان قد وعد أمي قبل الزواج بأن يحضر لها لبن العصفور وجدت كميات منه في الثلاجة ، هل جربتم طعم هذا الحليب ؟؟ هل سبق لكم أن وجدتم علبته تباع في المحلات الكبرى ؟؟ لأنني اشتقت لطعمه الفريد من نوعه ، ألبستي كانت تتمزق بعد يومين من الاستعمال لأنني و بكل بساطة أتبول في اليوم أكثر من مائة مرة ، المرة الوحيدة التي لا أتبول فيها عندما أكون أشهاد التلفاز ، أحببت كثيرا أفلام رعاة البقر و أفلام بريسلي ، أحيانا عمي يغلقه بداعي أنني لا يجب أن أشاهد أفلام العنف ، بكيت و تخبطت مثل الأفعى الهندية التي سرق سمها ، ضربت أمي المسكينة بيدي الصغيرة أحيانا على صدرها و أحيانا أخرى على فمها ، مزقت قميصي مثل ما فعل ايلك العجيب ، لكنني لا أنتفخ فهو صنع هوليودي و أنا صنع عربي محض ، العرب لا ينتفخون إلا عندما تداس كرامتهم من جيرانهم .
عمي الذي كان يزورنا على فترات متباعدة دهش مما رأت أم عيونه ، أخرج من جيبه حبة حلوى فأكلتها ثم عدت إلى الصراخ و البكاء ،أخرج علبة شوكلاطة أكلتها ثم عدت إلى التخبط فوق فراشي السابح في مياه بولي ، أخرج علبة من محفظته الجلدية ، رميتها كلاعب كرة سلة لأنني لا أحب ألعاب الصغار ، كانت لعبتي المفضلة المسدس الأمريكي القديم ، صدقوني لم أهدئ حتى أعاد تشغيل جهاز التلفاز ... يتبع ............[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع جمال سبع
 [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:3px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]
كلما أبحرت بين موج الكلمات أدركت أن مساحات البوح عميقة جدا
أخوكم دوما جمال سبع

[/align][/cell][/table1][/align]
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 02 / 2010, 50 : 12 AM   رقم المشاركة : [2]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش

الحــــــلقــــة الثــــانـــية

[align=justify]كبرت قليلا كما يكبر جل الأطفال ، فالحليب المستورد يجعلهم بالغين في ظرف قياسي مثل الدجاج ، كبرت ليس لأنني كنت أتناول الحليب بكثرة أو " النيسلي " بكثرة ، إنما لأنني كنت أريد أن أكبر بسرعة الضوء و الريح و الأعاصير و الطوفان، سرعة خارقة للعادة و خارقة لكل التوقعات من العجائز اللائي كن يتكلمن عن أحجام الأطفال في مثل عمري، خالتي – الطاوس – كانت العجوز الأكثر تفننا في مضغ الكلام و الوصف الدقيق ، و كأنها خبيرة في شؤون الطفولة قالت لأمي المغلوب على أمرها " ولدك أصبح ممتلئ و كأنه برميل من الحجم الكبير.. ماذا تطعمينه حتى أصبح مثل البالون " ، أمي تمتمت تحت أسنانها " خمسة و خموس في عيونك " ، لا أدري لماذا خمسة و ليست ستة و ليست سبعة ، كأن خمسة سلاح من الطراز الخطير يستطيع مقاومة صد أي هجمة من العين و الحسد .
أول لعبة تعلمتها هي كرة القدم ، لم تكن أيامها كرة قدم لأننا لم نكن نجري وراء كرة مثل أيامنا، فأحيانا كنا نأتي بكيس بلاستيكي و نملأه بالورق و القش ليتخذ شكل الكرة ، و أحيانا كان شكله بشكل البطيخة المنبعجة ، و في مرات كنا نشتري كرة بلاستيكي بعد أن نسرق دنانير من جيب أمهاتنا ، لكنها لا تلبث إلا أيام قليلة لتتمزق ، في إحدى المقابلات التي كنت أنا قائد فريقي طبعا فيها و الحامل لرقم عشرة ، قد تقولون لماذا عشرة و ليس تسعة أو رقم آخر ، لأن الرقم عشرة كان يحمله أيامها اللاعب – بلومي لخضر – و لأنني كنت أتمتع بقاذفات أرض جو و أرض أرض و حتى أرض و تحت الأرض فكنت أغتصب هذا الرقم من بقية اللاعبين .
بينما نحن نتقاتل في أرضية الميدان الغير معشوشبة اصطناعيا ، من هنا كرة و من هناك نصف كرة هاربة، إذ برجلي التي لبست حذاء من حديد تسدد طلقة بسرعة 100 كلم في الساعة ، كنت أظن أنني سأصبح مجرم تحت السن القانوني للإعدام ، الحارس كان طويل و فارع لكنه ضعيف البنية الجسدية ، فعلا خشيت أن أتسبب في شطره إلى نصفين ، لكن الكرة البلاستيكية تجاوزته و وصلت إلى منزل الجيران المحاذي للملعب الصغير، و كانت المفاجئة التي لم ننتظرها .
خرج عمي – الطاهر- و هو يحمل في يده اليمنى سكينه الطويل و في يده الأخرى كرتنا مذبوحة كدجاجة صغيرة ، الجميع هرول فزعا و كأنهم جرذان شاهدت قط بشارب ضخم ، إلا أنا حملت صخرة و وقفت في مواجهته .... يتبع [/align]
توقيع جمال سبع
 [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:3px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]
كلما أبحرت بين موج الكلمات أدركت أن مساحات البوح عميقة جدا
أخوكم دوما جمال سبع

[/align][/cell][/table1][/align]
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 02 / 2010, 41 : 09 PM   رقم المشاركة : [3]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش

الحـــلقــــة الثالثة

[align=justify]سددت نحوه طلقة ممزوجة بكل أنواع الشقاوة المختزنة في أعماقي ، رميت و ما رميت لكن يدي رمت ، في ثانية من الزمن وقع صريعا بعد أن أخد لي صورة بعينه المحولة لكي يقدمها كدليل أمام أبي ، عرفت أنني قد وقعت شهادة غضب من الدرجة العاشرة و أنني سأشنق و ربما أصلب ، عدت إلى المنزل على جناح البرق و السحاب ، أخبرت أمي بما حدث فأشارت علي بالفرار إلى حضن خالتي التي كان أبي يخافها بسبب فمها المليء بالشتائم ، و لأنها تحبني بسبب شقاوتها التي كانت في صغرها ، و لكي لا يجد أبي بماذا يضربني قررت تحطيم عصاه التاريخية ، كان عمرها ما يناهز القرن و اسمها " شردودة " ،" شردودة "هي المرأة التي أخرجت أبي إلى الحياة و كانت بطريقة غريبة لا تصدق حتى في أفلام الخيال و الرعب ، عفوا لن أحكي على الكيفية لأنها من أفلام الرعب الممنوعة على ذوي القلوب المرهفة ، كنت أتناول وجبات دسمة بالعصا "شردودة" كلما جاء أحد الجيران يشتكيني بسبب عمل خير قد قمت به - للأسف أعاقب على أعمال الخير ، لكن هذه المرة خشيت أن تكون الوجبة بالجمبري و الحلو من الفواكه الاستوائية الباهظة الثمن أنداك ، و لأنني شقي كسرتها إلى نصفين ثم أعدت لصقها كي لا يشك أنني الفاعل و لكي تحفظ الجريمة ضد مجهول .
دخلت بيت خالتي بخطى عائد من جريمة ، ابنتها التي سالت من أنفها المواد الصفراء اللزجة قابلتني بنظرة فأر مفزوع ، الكل في المنزل كان يخافني لأنني أحدث طوفان كلما حللت ، أضرب بكل برودة دم و لا أفكر في العقاب إلا بعد أن تخمد دودة شقاوتي و تذهب إلى النوم ، كانت خالتي تشاهد مسلسلها اليومي " دار السبيطار " ، و لأنها لا تحب أن يقاطعها أي شخص عندما تكون منهمكة و مندمجة مع التراجيدية الإنسانية المعبرة عن الألم التاريخي الانطباعي ، و لأنها كانت بعد إنهاء كل حلقة ترسل بتقاريرها إلى مؤسسات حقوق الإنسان لدراستها و إصدار بيان رسمي، طبعا كانت خالتي عضو فعال في هذه المنظمات و التي لا تصرح بأي بيان إلا بعد موافقتها .
انتهى المسلسل و الحمد لله فارتميت فوق حجرها بعد أن كنت قد سرقت قطعة خبز من مطبخها الملون بالدخان ثم قلت لها "خالتي أنا لاجئ سياسي عند دولتكم و أطلب الحماية " أجابتني و شهامة المرأة العربية فرت من بين أسنانها المحشوة بالتبغ الهندي " من الذي يضربك ؟ السعيد المتعفن " ثم راحت تعدد في مغامراتها مع أبي أيام الصغر ، و كيف كانت تضربه على مؤخرته عندما يحاول الغش في لعبة السارق و المجلد ، هذه اللعبة كنت أتقنها باحتراف ، بل أعشقها لأنني أمارس فيها طقوس الجلد و بلا رحمة ، أذكر أنني في أحد المرات انتفخت يد جارنا الذي كان يلعب معنا لأن ورقة السارق وقعت في يده ، جلدته كما فعل الرومان مع العبيد .
طرقت الباب بقوة زلزال على الدرجة الألف لسلم "رشتر" ، طبعا عرفت من هو الباطش و من هو المراد البطش به.. يتبع
[/align]
توقيع جمال سبع
 [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:3px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]
كلما أبحرت بين موج الكلمات أدركت أن مساحات البوح عميقة جدا
أخوكم دوما جمال سبع

[/align][/cell][/table1][/align]
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 02 / 2010, 16 : 12 AM   رقم المشاركة : [4]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش

الحـــلقــــة الرابــعة

[align=justify]بلمح البصر خطرت لي فكرة الفرار مرة أخرى ، لكن أين المفر من بطش أبي ، الله يسامح أمي التي لم تستطع الصمود أمام صرخات أبي التي كانت بشكل العاصفة التي تضرب المدينة النائمة في جنح الليل الدامس، أذكر أنه مرة رماها بمفتاح حديدي فقط لأن وجبة العشاء كان ينقصها الملح فأحدث حفرة بترولية لم تنطفئ لعشرات الأيام ، ما بالك بالذي قمت به و بتسترها على هروبي من عرين الأسد .
كان الحائط الفاصل بين منزل خالتي و منزل عمتي" الطاوس" الملقبة "برتشر قلب الأسد" أيامها لا يتعدى ارتفاعه المتر ، بالطبع لدواعي أمنية لم تكن هناك حدود بين الدولتين أي المنزلين لكي يسهل تهريب الغداء و الأخبار و أشياء أخرى ، لذلك سهلت عملية فراري من غير علم خالتي التي وصل صوت صراخها مع أبي الى أذني الصغيرة و انا أهم بالقفز ، من شدة ارتباكي حطمت جرة الماء في طريقي و بعض المعالم التاريخية و التحف المستوردة بالعملة الصعبة، هل تعلمون أن خالتي الطاوس كانت تملك تحف غريبة لم أقدر ثمنها بسبب صغر سني ، لو عرفت لكنت صادرتها لدواعي تأريخية طبعا ، لم يحس بي أحد لأن عمتي الطاوس كان سمعها منخفض ، فقد فقدت جزء منه بسبب انفجار قنبلة يدوية بقربها أيام حرب التحرير ، من ذلك اليوم سميت" برتشر قلب الأسد" لشجاعتها و عدم خوفها .
خرجت إلى الشارع بسرعة الصاروخ ، ما هي إلا لحظات حتى وجدت نفسي أعوم في دمائي بسبب خبطة من سيارة الشرطة ، هل وجدتم مفارقة أكثر من هذا ؟ سيارة الشرطة أوقفت هربي و كأن طيشي لا يوقفه الا رجال البوليس ، حملوني على جناح سيارتهم التي كانت تنفث دخان يقتل حتى الحشرات السامة ، قال لي الشرطي الذي كان يرتعد خشية أن أموت " لماذا يا ناموسة كنت تسرع و تقطع الطريق في استعجال " ؟ قلت له في داخلي " لو عرفت ما قمت به لأخذتني إلى معتقل (قواتنامو) بدل المستشفى " ، فضلت الصمت و أسقطت دمعتين مصطنعتين بينما أكمل هو الطريق نحو مستشفى الاستعجالات .
المبنى كان رائع جدا ، هندسته بمثل هندسة قصور العصور الغابرة و التي أكل عليها التراب و مات ، لونه الخارجي كان أحمر فاقع لونه لا يعجب الناظرين ، بوابته كانت مثل بوابة سجن المجرمين المحكوم عليهم بالشنق، عند دخولنا رحبت بنا مجموعة من القطط المفترسة و كأنها كانت تقول لي " لماذا أتيت ؟ ستنقص علينا الفضلات " ، الفئران المدورة و المكورة فضلت الاختباء لكي ترحب بقدومي ليلا .. على طريقة أفلام رعاة البقر بالتأكيد .
لم أحمل على العربة المجرورة الخاصة بالاستعجالات ، إنما على عربة كانت تستعمل لتشييد جدار فاصل ، لا تخافوا هو ليس الجدار الفاصل الذي في مخيلتكم الآن ، وضعوني في سرير كان صاحبه قد مات بسبب مرض أنفلونزا الجراد و القمل، هكذا سمعت الممرضة تقول للشرطي الذي أحضرني .
أوصى بي المسكين العاملين على الرغم منهم بعد أن قال لي " سأخبر والدك بما حدث " .. قلت في أعماق أعماقي " و الآن الى أين المفر؟ " ... يتبع[/align]
توقيع جمال سبع
 [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:3px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]
كلما أبحرت بين موج الكلمات أدركت أن مساحات البوح عميقة جدا
أخوكم دوما جمال سبع

[/align][/cell][/table1][/align]
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 02 / 2010, 40 : 12 AM   رقم المشاركة : [5]
ايمن المغربي
شاعر وأديب -ماجستر في الادب العربي- بعثة علمية الى تركيا -طالب دكتوراة في الادب التركي -باحث - مترجم

 الصورة الرمزية ايمن المغربي
 





ايمن المغربي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب [فاس]

رد: حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش

ما اجمل اسلوبك اخي جمال يبدو ان خلف قلبك الطيب يكمن قلم قرم يحسن كيف يحكي حكاياته
كاني بك تتنفس بالحكي
تعرف اخي الكريم اني قرات قصتك بنفس واحد
ولم اشعر باني اتممتها حتى لاحت لمخيلتي كل الصور والايحاءات التي ارسلتها فيها
ولا استثني ما كمنت للقارئ بها من خلف الكلمات كما يرصد الغيث من خلف الغيمات
ويبدوا اني بت احس وي كاني احد الفئران التي ستزورك في ظلام في نهاية قصتك
بل اشعر بي كاني احد والدي بطل قصتك /.................وقد اخده الحزن على غيابك الطويل بعد محاولتك الفاشلة للهرب
توقيع ايمن المغربي
 "رضيت نفسي بقسمتها فليراود غيريَ الشهبا" اليا ابو ماضي
ايمن المغربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15 / 02 / 2010, 08 : 12 AM   رقم المشاركة : [6]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش

[align=justify]أخي أيمن مرورك الجميل بحلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش زادها توهجا .. أخي أيمن أسلوب الحكي بسيط لأن أسلوبي هنا يعتمد على السهولة و عدم التعقيد .. الأحداث تتسارع فأبقى معنا لأنك لن تسطع أن تنام الا بعد أن تعرف ماذا سيفعل الفتى الطائش بعد الحلقة الرابعة و أين سيهرب .[/align]
توقيع جمال سبع
 [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:3px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]
كلما أبحرت بين موج الكلمات أدركت أن مساحات البوح عميقة جدا
أخوكم دوما جمال سبع

[/align][/cell][/table1][/align]
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 02 / 2010, 39 : 10 PM   رقم المشاركة : [7]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش

الحـــلقــــة الخــامسة

[align=justify]ما إن خرجت القوات المسلحة من المستشفى حتى عاد إلى رأسي جن الشقاوة ، كان أحد الأطفال الطيبين المسالمين متمدد في سريره بقربي ، و من خلال ملابسه الأنيقة و القارورات المعطرة للجو المصطفة من تحته و من فوقه، أدركت أنه ابن شخص مرموق في المدينة ، يعني زميل مرض مع صغر التشبيه ، خيرات السوق كلها اجتمعت من جنبه الأيمن و الأيسر ، تفاح و عنب و دجاج مشوي و محمر و مشروبات بجميع الماركات المستوردة و الغير مستوردة، و لأنني كنت قد استنفدت طاقتي بالجري و الفرار قررت أن أخد حق الشعوب الضعيفة و الفقيرة من الطبقة الارستقراطية بقبضة يدي ، يدي أطاعت أوامري و لم تخيب إرادة الشعوب المقهورة ، ما هي إلا دقائق حتى أكلت ما أكلت و وضعت ما وضعت من غنائم ثورة الشعوب تحت السرير ، ستسألون كيف استطعت فعل كل هذا بوجوده و أمام أعينه ؟ الإجابة ببساطة المقولات الأربع " ما أخد من الكبار يسترده الصغار " و مقولة " حمر عينك يخاف منك القط " و مقولة " اضرب متى يكون الناس نيام " و مقولة " إن كنت جائعا لا تتردد " ، كانت مقولاتي طبعا فأنا لا أعرف من المقولات المدونة الا مقولة أمي " ربي يهديك يا ولدي " ، حتى القطط أخذت حصتها لأنني من دعاة الرأفة بالحيوان و النبات و الحجر إلا الحجر الذي يشيد به الجدار الفاصل ، أما الفئران فقد تركت حصتها تحت السرير لكي تستلمها عندما أنام و ينام الجميع .
الممرضة بعد أن ضمدت جراحي لم تعد إلى الغرفة ، الله يساعدها فقد كانت تحضر وجبة عشائها في غرفة العمليات ، ربما كانت تخاف من الجراثيم المنتشرة في بيتها و فضلت التعقيم المجاني ، الأطباء كانوا كالأشباح الذين يظهر لونهم الأبيض لنصف دقيقة و يغيبون لباقي اليوم ، "مستشفى عام هيه " هكذا قال الطبيب الذي غطى وجهه المنتفخ بنظارة بلاستيكية للمريض الذي كان يتألم في أروقة المستشفى .
نامت شمس النهار و بانت ظلمة الليل و بانت معها الفئران الأربعة و الأربعون و أمهم "الغولة" ، اجتياح كاسح على أنغام موسيقى الصراصير ، و لأنني كنت لا أحمل بندقية ف16 و لا أحتمي بداخل ذبابة روسية الصنع ، فضلت أن أجمد دمائي و عروقي و حتى صوتي الذي كنت لا أملك غيره، أكلوا كل شيء يمكن أكله و لو لا أنني تمسكت جيدا بالوسادة لكانوا قد قضوا على أحلامها بالنوم بقربي، مثل فيلم الوسادة الخالية الذي كان يبكي خالتي بعد المشاهدة الألف و واحد ، قد تقولون لماذا لم يهاجموا زميلي الأرستقراطي ، بسبب الحصانة البرلمانية المسلطة على رقبتي و رقاب الجميع ، و الفقير تهاجمه كل الحيوانات و الزواحف و الحشرات حتى في المرض ليس لنا حق المساواة .
ما إن بزغ نور الفجر و لاح حتى قررت الهرب من هذا الكابوس ، تذكرت كوخ عمي" العياشي " الذي كنت أذهب له عندما أشتاق للضحك ، كان أكبر سكير على تراب الجمهورية و الجمهوريات المجاورة، لا يشرب الماء إنما مكانه كل أنواع المسكرات الأصلية و المهجنة .
تسللت رغم أنه ما كان علي أن أفعل ذلك لأن نصف العاملين كان غائب عن العمل و النصف الآخر في سبات عميق ، لو انفجرت قنبلة "هيروشيما" بجوارهم لما استفاقوا ، الله يكون في عونهم من شدة العمل ... يتبع [/align]
توقيع جمال سبع
 [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:3px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]
كلما أبحرت بين موج الكلمات أدركت أن مساحات البوح عميقة جدا
أخوكم دوما جمال سبع

[/align][/cell][/table1][/align]
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 03 / 2010, 45 : 05 PM   رقم المشاركة : [8]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش

الحـــلقــــة السادسة

[align=justify]في الطريق المؤدي إلى كوخ عمي "العياشي" هاجمتني مجموعة من الكلاب المتشردة، هجومهم كان بسبب اعتقادهم أنه يسري في عروقي دم عربي أصيل ، و قد جرت العادة على الفتك بكل ما هو نبيل – عفوا لم يعد نبيل بل أصبح جاك و توم و ريشارد- زعيمهم كان يريد أن ينتزع مني قطعة لحم أسمر متوسط ، لم يعرف أن لحمي مر بطعم العلقم و أحيانا بطعم الكوكا و الشيح ، حولت السرعة من 40 كلم في الساعة و المسوح بها داخل المدينة، الى سرعة 120 كلم في الساعة التي يعاقب عليها القانون بسحب رخسة السياقة ، و لأنني لم أكن أحمل رخصة سياقة ، و لا أركب إلا سيارة أقدامي من نوع "رونو11 " لم يطبق علي قانون المرور .
أكملت الطريق بعد أن أوقفت سيارتي الإلهية و ركبت عربة يجرها حمار، كان جحشا لكن هموم الحياة أورثته الشيخوخة قبل الأوان ، شعره اختلط مع الغبار ، بل كان كحبات حصى في هضبة متدنية ، رأسه من كثرة التفكير كبر بحجم رأس فيل هرم ، عيناه اتسعت لأنه لم يتزوج ، فقد كان يتوقف عند مرور كل أثان بالقرب منا ، فيطلق صرخة "زوجوني يرحمكم الله يا رجال الخير".
صاحبه لم يشعر بي عندما ركبت لأنه كان مشغول بضربه و سبه ، أعجبني عندما قال له أسرع يا يهودي ، أيامها لم أكن أعرف معنى العبارة فقد كانت تطلق على كل خسيس و ذميم و مغضوب عليه ، تأملت في الحمار جيدا و أنا أهم بالقفز من العربة و قلت في داخلي " إن كان هو يهودي فمن يحتل فلسطين ؟ " .
كان كوخ عمي "العياشي" في مدخل الواحة المترامية الأطراف ، النخيل كأنه جنود بلا حراك ، الخنادق التي كانت تتجمع فيها المياه الزائدة كأنها ثعبان طويل يطوق الواحة ، أما عمي "العياشي " كان يحرسها بقلب ،رغم أنه جسد يتمشى على الأرض و فقط .
عندما دخلت الكوخ عرفني على الفور ، لأن رائحة حدائي الممزق تقتل حتى العقارب ، جلست في الركن الذي تعودت الجلوس فيه ، ثم تناولت زجاجته التي كانت توشك على الانتهاء ، سألته عن محتواها رغم أنني كنت أعرف جيدا ما بها ، قال لي " شراب منعش للروح " ، سألت نفسي لما تحتاج روحه للانتعاش .
سألني و قدماه لا تقويان على الحراك " لما جئت اليوم يا "ناموسة" ؟ ألا يكفيني بعوض الواحة الذي يمتص مني الدم و مشروب ( البروشكة ) " ، أخبرته عن حكايتي مع أبي ، و خوفي من العصا " شردودة " بعد أن قهقهت من كلمة " بروشكة" ، تأمل في ملامحي المقاومة لكل أشكال الطغيان من الآخر ، ثم راح يقص على مسمعي قصة حقوق الإنسان و منظمة الأمم المتحدة و كل زعماء أمريكا ، طبعا كان في حالة سكر من الدرجة العاشرة ، و السكير يحفظ كلامه في مكان بارد و لا يقاس عليه .
كان له قط أسود بمثابة ليلة حالكة لا يطلع عليها صبح قريب، يقتات على الضفادع و العناكب، و كل حشرة تسول لها نفسها إزعاج عمي" العياشي " مصريها الهلاك، سكينته التي تفنن في نسج فصول مسرحيتها جعلتني أخلد للنوم ، بينما صاحب الكوخ خرج ليفتش عن لص قد يكون .
في نومي حلمت اللهم أجعله خير – كنت أتمشى في ساحات المسجد الأقصى ، ألبس ثوبا أبيضا ناصعا لكنني حافي القدمين ، إذا بأفعى ضخمة لا تملك عيون تهاجمني من الخلف ، سالت من قدمي الدماء ليس بسبب عضة الأفعى ، إنما لأن حجر صغير كان بالساحة جرح أصبعي – قمت من نومي مفزوع ، لكنني لم أجد عمي "العياشي" لكي أحكي له حلمي و يفسر لي ما يستطيع أن يفسر ، فهو كان يعمل في إحدى القنوات الأجنبية كمفسر للأحلام و قارئ للحظ و الأبراج.
من يملك تفسير لي حلمي يتصل بي على رقم جوالي مع أنني لا أملك جوال0000000000000
يتبع ..............[/align]
توقيع جمال سبع
 [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:3px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]
كلما أبحرت بين موج الكلمات أدركت أن مساحات البوح عميقة جدا
أخوكم دوما جمال سبع

[/align][/cell][/table1][/align]
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 03 / 2010, 20 : 01 AM   رقم المشاركة : [9]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش

الحـــلقــــة الســـابعة
[align=justify]عاد عمي " العياشي " من جولته التفقدية .. النخيل في أمان .. الضفادع في أمان .. اليراع و الحشائش في أمان .. الخنازير البرية هي أيضا في أمان .
قطه المدرب على طريقة "الكينكفو" هرع إليه بمجرد أنه سمع خطواته المتثاقلة ، طرح السلام بشاكلة " هاي هتلر " ، أخد زجاجته الخضراء التي لا تصر الناظرين ، قبلها في هيام من القلب إلى سائل نكهة الروح ، كان منهك القوى ، عرق اللف و الدوران تصبب من جبينه ، فضلت عدم إزعاجه بحلمي الذي كان .
قضيت ليلة بأكملها أصارع البعوض الأسود و الأصفر و الأخضر ، أما أصوات الضفادع و الصراصير فيا رب لا يسمع احد بها ، خاصة على موسيقى تغريد البعوض الليلية ، صدقوني لم أحس أن عيني غمضت للنوم ، يدي ضلت طول الليل تمارس عملية الصيد ، أما جلدي فقد احمرت لمساته الطرية من شدة الحك ، أظافري تفننت في طرق الحك .. الحك الجانبي .. الحك الحاد .. الحك مع الإصرار و الترصد .. الحك الظاهر و الخفي .
في الصباح الباكر قررت العودة إلى المنزل ، سئمت من الهروب إلى الخلف .. سئمت من الكلاب و القطط .. سئمت من البعوض مع أنني كنت أسمى "بالناموسة "، اشتقت للنوم في سريري – آه يا سرير – و كأنني أتكلم على نوم في نزل خمسة نجوم ، أو قصر من قصور الذين نهبوا ما نهبوا ثم هربوا و يا ليتهم رجعوا .
سريري كان عبارة عن ألواح من جريد النخل ، فراش خشن و شبه وسادة ، في غرفة كانت بها فتحة علوية للتهوية ، ليست نافذة لأن هذا النوع من الرفاهية موجود في القصور و المنازل "الهاي كلاس" .
لم أكن أعلم أن طريق العودة ستكون طويلة.. موحشة .. مرهقة .. صورة العصا "شردودة "و هي تهوي على راسي كالمطرقة لم تفارق تفكيري ، كنت أتمنى أن يتم قتلي بطريقة رحيمة ، لم أكن أريد أن أقصف بصاروخ "شردودة" العابر للقارات ، و لا بدخان أبي المسيل للدموع و اللحم و الجلد ، حتى منظمات حقوق الطفل كانت ستتحرك لنصرة قضيتي ، و ستكتب الجرائد بالبند العريض – اغتيال طفل أعزل – أما قنوات bbc و cnn و nbi سينشرون في الأخبار العاجلة أنني مضطهد من قبل أبي و عمي و خالي ، لكنهم طبعا سيغضون الطرف على قتل طفل آخر .. في مكان آخر .. على يد مجرم آخر .. بصاروخ آخر .
لمحت باب منزلنا من بعيد ، كأنني كنت في الغربة و عدت بعد طول غياب، قلت في داخلي الغربة مرة و كان يجب أن أحمل مع السكر .
ما إن اقتربت حتى توقفت في مكاني من شدة المفاجأة ، سيارات شرطة .. الدرك .. الإسعاف .. الحماية المدنية .. و حتى الجيش و الكشافة .. قلت ربما اكتشفوا أن أبي منخرط في منظمة إرهابية .
كانت الجنازة كبيرة و الميت فأر ، كنت أنا الفأر طبعا ، فقد علمت بعد ذلك أن أبي كان قد أخبر كل الجهات المسؤولة و الغير مسؤولة ، أداع الخبر في كل مكان ، حتى القنوات المشفرة نقلت الخبر في ساعات الذروة من المشاهدة " خرج و لم يعد " و " أنقضوا الطفل الضائع " .
تسللت إلى المنزل لأنني كنت مطلوب على جناح السرعة من جهات فاعلة ، لمحتني أمي الحزينة ، و كأنها اشتمت رائحة حدائي ، دموعها تتوقف من روعة فرحتها ... يتبع [/align]
توقيع جمال سبع
 [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:3px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]
كلما أبحرت بين موج الكلمات أدركت أن مساحات البوح عميقة جدا
أخوكم دوما جمال سبع

[/align][/cell][/table1][/align]
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2010, 40 : 01 AM   رقم المشاركة : [10]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: حلقات مسلسل مذكرات الفتى الطائش

الحـــلقــــة الثــــــامنــة
[align=justify]أمي فرحت بعودتي إلى المنزل سالما ، أما أبي فمنعته قوات الأمن المدججة بالأسلحة المتطورة من تسليط عقوبة الفرار الطويل ، طبعا شكرتهم في سري ، فلو لا وجودهم لكنت أكلت طريحة بمعجون المشمش و التفاح و البرتقال ، المهم أن أبي عاد إلى طبيعته القديمة بعد أن أخد منه تعهد كتابي بعدم معاقبتي مستقبلا.
الهدوء القاتل عاد إلى المنزل مع دخول فصل الصيف ، و لأنها كانت فترة عودة المغتربين إلى البلدة ، ترقبت أن يحل هلال بنت الجيران، التي ما إن تحضر إلى البلدة حتى ينطح رأسي أقدامي و قلبي يرقص طربا ، كان والدها يعمل مدير في إحدى المؤسسات التربوية في ولاية مجاورة ، اسمها "رونق" و هي رونق بجميع المقاييس العالمية و المحلية، عيناها بحجم الفنجان ، شعرها يسافر في كل المكان ، و القد الممشوق أدهشني و أدهش الصبيان ، قد تقولون أنني كنت صغير على العشق ، ماذا أفعل و قلبي اللعين يجرني إلى حيث ألقى هلاكي .
في صبيحة ساخنة قرر أبي التوجه إلى الحقل ، حماره العاق و المتمرد على أوامر سيده رفض أن يخرج ، منحه ما استحق من ضرب و شتائم بجميع اللغات حتى لغة الصم البكم ،في آخر المطاف خرج و رجله فوق رأسه ، كان يريد أن يأخذني معه ، لكنني اختبأت تحت السرير ، آه بعد أن كان يتربص بي و يحضر لي العصا "شردودة" لكي تحطم إحدى أضلعي يأخذني معه !!!!، لو كنتم مكاني هل ستذهبون معه ؟ بكل تأكيد لا .
بعدما غاب عن الأنظار ، خرجت يومها لكي ألعب قليلا في الخارج ، فإذا بسيارة ماركة "مرسيدس " متوقفة أمام باب منزلهم ، عرفت أنها جاءت ، قلبي راح يخفق في 160 كلم في الساعة ، رجعت في الحال إلى المنزل ، لبست سروالي الوحيد الجديد .. قميصي الوحيد الأزرق .. نظارتي البلاستيكية التي صنعها الرومان الأوائل ثم ماتوا أو انتحروا .. عدت إلى الشارع لكي ألمح فتاتي بعد عام من الانتظار .. الانتظار مؤلم خصوصا بالنسبة للعشاق من أمثالي .
خرجت و ابتسامتها النرجسية لفحتني كفراشة ترفرف فوق غصنها الأخضر ، رومانسي أنا أليس كذلك ، لكنني كنت مهووس بالجمال و أكره كل الأشكال القبيحة المقرفة، كانت بنت عمي من هذا النوع ، شعرها اجتمعت فيه كل الأتربة ، الحمراء و الصفراء و السوداء ، دوما تضع به غاز و بترول لكي تقتل القمل ، أنفها دائم السيلان " بالخنونة " ، تكره الماء و إن وصفه لها الطبيب و هي على سرير الموت لا تغتسل.
فتاتي كانت سبحان من أبدع و صور ، ماركة مسجلة فأمها كانت ألمانية مستوردة ، أما والدها فكان من سكان البلدة ، لم أكن أعرف قصة زواجه بخالتي " أندريا " ، ليست في محلها كلمة خالتي " أندريا " أليس كذلك ، كلمة خالتي لا يمكن ربطها بالأسماء الغربية، ربما تصلح على "الطاوس" ، "خضرة" ، "بركاهم" و مجموعة أخرى من الأسماء محلية الاكتشاف .
عمي "سعد" خرج ، لمحني بعين و عينه الأخرى صوبها نحو بنته "رونق"، شاربه الكثيف وجه نحوي رسالة ، فهمتها طبعا ، لكنني لم أكن من الأطفال الذين يهزمون من أول جولة ، نهر المسكينة فدخلت مسرعة إلى المنزل ، غلق الباب في غضب حتى كاد يكسره ، قررت أن أنتقم لكل حسناوات العالم و منهم طفلتي الجميلة ، أحسن حل لرد الكرامة المنتهكة أمام الجميع هو القصف و بقوة .
عجلات سيارته كانت الهدف الأمثل لضربتي الأولية ، أخذت لوحة خشبية و غرست بها مسامير مسمومة ، وضعتها في خبث تحت العجلات الجميلة و الجديدة ماركة " ميشلان "، عدت إلي البيت لكي أسمع انفجارها في هدوء تام ......... يتبع[/align]
توقيع جمال سبع
 [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:3px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]
كلما أبحرت بين موج الكلمات أدركت أن مساحات البوح عميقة جدا
أخوكم دوما جمال سبع

[/align][/cell][/table1][/align]
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات، فتى، أدب، ساخر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مذكرات الفتى الطائش جمال سبع الأدب الساخر 66 19 / 07 / 2012 21 : 02 PM
حلقات مسلسل (( أنا القدس )) مشاهدة أو تحميل، لحفظه في أرشيف مكتبتكم البصرية للأهمية هدى نورالدين الخطيب نورالاستراحة الصوتية والمرئية 9 14 / 10 / 2010 42 : 09 PM
جميع حلقات مسلسل ((عائد إلى حيفا )) أسماء بوستة نورالاستراحة الصوتية والمرئية 6 16 / 11 / 2009 37 : 03 AM
شاهدوا جميع حلقات مسلسل ’’التغريبة الفلسطينية’’ مازن شما نورالاستراحة الصوتية والمرئية 4 05 / 05 / 2009 48 : 01 AM
شاهدوا جميع حلقات مسلسل باب الحارة 3 مازن شما نورالاستراحة الصوتية والمرئية 0 03 / 10 / 2008 04 : 12 AM


الساعة الآن 58 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|