مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
تاكو هيموري - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
[align=justify]من منكم يذكر تاكو هيموري ؟؟.. أو لنقل بصورة أقرب: من منكم يستطيع أن ينسى تاكو هيموري ؟؟ اسم يعلق في الذاكرة ولا يبرح .. كأنه دالية حب معلقة على جدران الروح .. لكن ماذا فعل تاكو هيموري وأي شيء أراد أن يقول من خلال ذهابه في النشيد حتى آخر قطرة ؟؟..
تاكو هيموري ، هذا الرجل الياباني الشفاف الجميل .. كان في الخامسة والأربعين من العمر .. سكنته هموم الشعب العربي الفلسطيني ، فكان الدائم السعي من أجل السلام وحرية الفلسطينيين ، عرف بذلك من خلال نشاطه الدائم الدؤوب .. حمل قضية فلسطين في اليابان بطولها وعرضها.. أحب فلسطين ودافع عن حق شعبها .. أراد أن يرى أطفال فلسطين النور والشمس ودفء الصباح كبقية أطفال العالم .. كان شفافا دون حد ، متقد الأحاسيس ، تهزه وتدميه المآسي التي يتعرض لها شعب تسلح بالحجر في وجه الرصاص والصواريخ والدبابات والطائرات.. كان تاكو هيموري يسأل : إلى متى سيبقى شعب فلسطين فاقدا لحقه بحياة كريمة فوق أرضه ؟؟..
وقف تاكو هيموري ينظر بألم وأسى إلى ما يحدث .. كانت الهمجية الإسرائيلية كعادتها تدمر وتقصف وتطحن كل شيء.. صرخات تاكو هيموري ملأت الزمان والمكان، واشتد الألم وزاد حين ازداد ولوغ المجرم شارون في دم الأبرياء ، وكان جنين الصرخة المفصل .. رأى تاكو هيموري إلى صمت العالم الغريب المريب فقرر أن يحتج ويطلق جسده كله صرخة ضد الجريمة البشعة المستمرة بحق شعب فلسطين .. فماذا فعل تاكو هيموري هذا الياباني النبيل ؟؟.. كيف احتج على الجرائم المرتكبة بحق شعب فلسطين ؟؟..
قام تاكو هيموري بصب الوقود على كل جسمه ، ووقف مثل الرمح ، ثم أشعل النار فتحول جسده إلى كتلة ملتهبة.. كانت النار تأكل تاكو هيموري وكأنها تصرخ في وجه كل الصمت العالمي .. ذهب الياباني النبيل تاكو هيموري مكملا رحلة نضاله من أجل شعب فلسطين .. دخل تاكو هيموري في أسطورة العطاء متداخلا حتى العظم مع عطاء شعب فلسطين .. هكذا كان تاكو هيموري .. وهكذا اكتملت أسطورة عطائه الرائع الذي لا يحد .. في البال والذاكرة والوجدان تبقى أيها الرجل النبيل تاكو هيموري .. وكيف لنا أن ننساك يا تاكو هيموري ؟؟..