أخي وصديقي
أيها الراحل العزيز طلعت سقيرق
سامحني إن لم أكتب بما يليق بمن لم أجد مثله مثيل في الإبداع
سامحني لأني أكتب رثاءاً ساقتني إليه الأيام
سامحني لأني لا أقوى على تركيز النقاط على الحروف
وسامحني لأن الحزن خيّم على عقلي وقلبي .
ظُهر يوم الأحد المشؤوم كان للخبر طعم العلقم في فمي وحلقي , ولم تستطع
الدموع أن تكفكف آلام الرحيل , ولا الوجع في نفسي استطاع أن يخفف
لوعة الفقد , لأن للموت مرارة وألم وشعور بالغ بالفقد والفراق .
نبكيك ياغالي , لا لأنك رحلت فهذا قضاء الله وقدره , بل نبكيك لأنك تركتنا
جميعاً : الأهل والأصدقاء والمحبين ملتاعين على فراقك , فجزعنا لأن شمعة
حياتك قد انطفأت مبكراً , وأثارت فاجعة رحيلك ومفاجأتها غصة في الحلق .
لقد اجتمع بك أيها الإنسان : النبل وحب الخير وكرامة النفس والوقوف على الحق
ومن يكون لديه كل ذلك ويترك الدنيا , يكون في هذا العزاء .. وأي عزاء !!!
كنت معنا وبيننا بالأمس القريب ... واليوم رحلت ياصديقي ... يالقسوة الزمان
لقد افتقدك الأهل والأصدقاء والمحبين
افتقدتك الكلمات والحروف
افتقدك القلم والدفتر
افتقدك عشاق شعرك
افتقدك أهل نور الأدب
افتقدتك فلسطين التي تعشقها
بكى عليك كل هؤلاء ... فأين أنت ؟؟؟
لقد رحلت في صمت رهيب , ولكن رصيدك الزاخر من إشعاعات الأدب سيبقى منارة
تحكي عن عظمة إنسان سيخلده التاريخ
لستُ أدري ياصديقي !!
أي حزن قد أتانا برحيلك .. وأي هم احتوانا !!
كيف سنصبر على هذا المصاب ..
أهو حلم أم حقيقة !!!
إن كان حلماً فهو صعب
فكيف إذا كان حقيقة , فهو الأصعب .
لقد أبكرت بالرحيل ياسلطان الأدب والشعر وأججت الأسى والحزن في قلب محبيك .
صديقي وأخي : لا تقل بعد الرحيل بانك وحيد .. فالله معك
وهو من سيلهمنا الصبر والسلوان على رحيلك .