رحيل طائر الليلك
رحيل طائر الليلك ــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم:سعدي الزيدي ....... كاتب من العراق
بغتة مني يرحل قبل ان اتمم له حكاية سفرتي واعود اليه .. وعدت ...ولكن من دون اليه كان مقعده شاغرآ
ها هو طائر الليك المستحيل ، يرحل ، يرحل بغيرما وداع في مقهى الحجاز وشغل بدلآ عنه سرير الرحيل، ظننته سرير شفاء ، كم كان يتمنى لنا امنيات لايسعها الآ القلب الكبير .. هل ابكيك ياصديقي الراحل طلعت سقيرق ام اننا نبكي فراغ مكانك الذي يذكرنا بالشجن.
اقترن اسم طلعت بذاكرتي مع كتابه الشعر الفلسطيني في جيله الثاني وفي الحقيقة ان هذا الكتاب يعد علامة بارزة في تأشيرالأدب الفلسطيني ما بعد محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد ، توجه في كتابه هذا الى ادباء الداخل الفلسطيني الى اصوات قوية غير ضامرة ولكننا لسنا قادرين على ازاحة الحجاب وهوفكّر في كيفية اختراق حواجز عديدة وجعل منها منفذه الى غايته والتحليق في فضاءه :
1ــ كانت اصوات ؛ محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد قد غطت كل المساحات والنقاد وكل من يهتم بالأدب الفلسطيني لايغريه الذهاب الى ارض الأسلاك الشائكة ويدمي يديه بها ،فستسهلوا العملية النقدية بالموجود المضيء بدلآ من البحث المضني ، أضافة الى ذلك ان الركون الى الأسماء الكبيرة والراسخة يضفي بروزآ اعلاميآ الى هولاء .. ولكن الشاعر والكاتب طلعت سقيرق مع اعتزازه بهذه الهالات الشعرية إلآ انها لاتشكل له عقدة وليس بحاجة الى مايبحثه عنه النقاد ،ومن ثم هي قضيته وهو ابنها واذا لم يكن هو الذي يشمّر عن ساعده لأزاحة كل الجدران الموضوعة في طريق شباب بلاده وقضيته فمن يفعل ، فها هو يسمع ويقرأ من غير ما عناء ، فلماذا لايقتنص فرصة التمعن والمعايشة مع هذه الأصوات التي تؤرخ لمعاناة ومجد الداخل الفلسطيني المقاوم .
2ــ سلطة الأحتلال وما تمارسه من ضغوط وارهاب بوجه الأنسان الفلسطيني الذي يعيش في الداخل.وهذه الضغوط تسقط ظلالها الثقيلة على نفسية الأديب الشاعر هناك.
3ــ تعامل مع مادة جديدة هي في طور العزلة والتعتيم ، قليلة المصادر..وانعدام الأضاءة او الدراسة حولها ..
وفي ضوء هذه المعطيات تمكن من النفاذ الى ارض بكر في الشعر الفلسطيني الجديد ؛ أي مابعد الثلاثي الشعري الفلسطيني الذي كون علامة بارزة في الشعر العربي وشعر المقاومة على وجه الخصوص ,,مع هذا الكتاب يلتقي القارىء مع حقول جديدة من غابة الشعر ...
مع هذا الكتاب لقائي الأول به ، معرفة اسم لم نلتق به من قبل يصلح ان يكون صديقآ لذائقتنا القرائية ...وبدأت متابعة كتاباته النقدية والشعرية ...
ومع طائر الليلك تبدأ رحلة جديدة معه ، وكان ذلك اللقاء مع طلعت سقيرق الشاعر، فأذا كان في الدراسة والبحث النقدي المحلل والدارس واحيانآ المعرفي في الجدال والنقاش والمتابعة ..وهنا في طائر الليلك ، نجده ينطلق من اسلوب جديد لديه متجاوزآ انجازه السابق ومطورآ له ومتخطيآ مزاجه الغنائي ولكن الشاعر حينما حاول امتصاص الغنائية بنمط جديد غير معهود لدى الشعراء الغنائيين وذلك : بأستخدام طريقة الحواروالمداورة في الأفكار ، وتعدد الصور واستقراء نفسية الفاعل الأيجابي ...
امتازت قصائد هذا الديوان ، بكونها قصائد طويلة نوعما والأطاله مبررها انها تمنحه فرصة تجسيد مايرد الوصول اليه ..
الديوان يقع في 75 صفحة من القطع المتوسط وتشغل منه ثلاث قصائد 56 صفحة ، هذه القصائد هي : الخروج من وردة الحلم 28 صفحة .
فصول من الجرح الذي لم يبتدىء 15 صفحة .
سنة مضت 13 صفحة.
وبمعنى انه منح لنفسة حرية التنقل في مساحته وخلق مجالة الفاعل .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|