[ناهد شما]

لم تعد مسألة ترك الأطفال في السيارات بمفردهم موضوعاً عابراً يمر مرور الكرام، وإنما امتد لأن يصبح سلوكاً عادياً من آباء وأمهات تناسوا وأهملوا في حق أبنائهم
لدرجة أدت في بعض الأحيان الى موت الأبناء، وبات تكرار الأمر في أكثر من مكان يحتاج الى وقفة من الجهات المسؤولة لتجريم مثل هؤلاء.
حتى سمعنا عن قصص كثيرة لأطفال تم نسيانهم في باص المدرسة وماتوا خنقاً ....
يكون الطفل نائماً ويعتقد السائق أنه لم يداوم في هذا اليوم أو جاء أحد من اهله وأخذه من المدرسة

من المعروف في الدول الأوروبية التي لا نقل عنها حضارة أنه في مثل هذه الحالات قد تقوم السلطات بنزع الطفل من والديه باعتبارهم غير أمناء عليه،
وتجريم الأهل الذي يعرضون حياة اطفالهم للخطر ويجرمون أيضاً إدارة المدرسة والمشرفة على الباص وسائق الباص ....
من غير المنطقي ان يقوم المسؤول عن هؤلاء الأطفال بترك طفل في السيارة بمفرده بحجة أنه نائم أو بحجة تقضية طلب عاجل قد يمتد لساعات،
وهناك بعض الأمثلة :

- الأسرة الآسيوية التي تركت ابنها في السيارة وذهبت لشراء هاتف من أحد المحال غير آبهين لطفل في سيارة مغلقة وفي ظل طقس حار لثلاث ساعات كاملة،
وعندما رجع الاهل الى السيارة اكتشفوا انه مات اختناقا، مثل هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا آباء وأمهات لأنهم غير أمينين على أبنائه

- طفل توفي يبلغ من العمر 9 أشهر ترك مربوط في مقعده بسيارة لمدة ساعتين- بسبب اعتقاد كلا من الوالدان بأن الشخص الأخر قد قام بحمل الطفل لداخل المنزل.

- طفل يبلغ من العمر 6 أشهر ترك عن طريق الخطأ عندم كانت درجة الحرارة الخارجية 30 درجة مئوية والتي ارتفعت إلى 55 درجة مئوية داخل السيارة.

اعتقادا كل من الوالدين بآن أحداهما قام بحملة داخل المنزل.

- طفل توفي و يبلغ من العمر 3 سنوات, تعلم كيف يفتح باب السيارة, قام بالدخول داخل السيارة في حين كان والديه وأقاربه داخل المنزل.

- طفل توفي عمره سنتان, ترك مع أحد قريباته, التي قامت بأخذ الطفل بالسيارة لشراء بعض الحاجات, وعندما عادت للمنزل نست أمر الصغير بالسيارة

وجلست لمشاهدة التلفزيون وغفت أمامه وصحت بعد ساعتين.
- ...........
وتستمر الاحداث وتختلف في بعض من تفاصيلها ولكن النهاية واحدة مؤلمة وحزينة.

توفي طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات بعد أن نسيه والده في المركبة لمدة ثلاث ساعات، وأثناء البحث عنه تذكر أنه في السيارة
وأسرع باتجاهها لإخراجه منها إلا أنه وجده متوفياً اختناقاً نتيجة انعدام الأكسجين وتعرض الطفل للشمس القوية .

طفلة تم نسيانها بباص المدرسة عندما كانت في رحلة مدرسية الى حديقة الحيوان ونسوها نائمة في الباص
وما ان انتهوا من الرحلة وركبوا الباص فوجدوا الطفلة قد لقت حتفها خنقاً من الحر

وقصة الطفل راشد الذي توفي خنقاً في باص المدرسة بعد عذاب نفسي

وقد تكررت حوادث نسيان الأطفال في السيارات عبر العالم في الآونة الأخيرة بشكل ملفت ففي حادثة مماثلة فتحت الشرطة الإيطالية تحقيقاً مع والد طفل
نسي ابنه في المقعد الخلفي للسيارة ليجده لاحقاً ميتاً داخلها نتيجة اختناقه بسبب درجة الحرارة المرتفعة التي سجلت خلال ذلك النهار.

هل يجوز ترك الطفل في سيارة مقفلة حتى لوقت قصير ؟

هل برأيكم نسامح الآباء والأمهات لإهمالهم الأطفال وتركهم في السيارة يموتون أم يجرمهم القانون ويأخذون العقاب الشديد رغم أنهم في مصيبة كبيرة ؟

بالنسبة للأطفال المنسييون في باص المدرسة مَنْ يستحق العقاب في هذه الحالة ؟

أرجو مشاركاتكم وأتمنى أن تفيدوني بآراء ومناقشات حول هذا الموضوع