سفر في نفحاته
مِن أوّلِ الحُبِّ حتّى آخرِ النبْضِ
مازالَ قلبي كثيرَ المَشْيِ والركْضِ
يهواكَ يا زارعَ المعنى بعالَمِنا
يا دهشةَ النّورِ يمحو ظُلْمةَ البُغْضِ
يا سيّدَ اللونِ في رسْمِ ابتِسامَتِهِ
زهْرًا شذِيَّ الرؤى مِنْ أعْيُنِ الروْضِ
يا مُطْفئًا ظَمَأَ الأيّامِ مانِحَهَا
عزْفَ الينابيعِ بينَ الوِرْدِ والحوْضِ
يا مُوقِدَ البهجةِ الكُبرى ومُشعِلَها
دفْئًا رحيمًا إلى أحْلامِنا يمْضي
يهواكَ صمْتي.. كلامي.. نهرُ أسئلتي
ما قبَّلَ الغيثُ عِشْقًا وَجْنةَ الأرْضِ
ما سالَ ضوءٌ على ليْلٍ وما سَحَبَتْ
مِنّا معانيكَ فيْضَ الشوْقِ مِنْ فيْضِ
ما أشرقتْ نغْمةُ التسبيحِ في جُمَعٍ
بيضاءَ فاتنةٍ بالطّولِ والعرْضِ!!
ما داسَ دَمْعٌ وُجوهًا ليسَ يُسْعِدُها
إلّا تنائي جِنانِ اللهِ عنْ رفْضِ
ما أنْبَتتْ ركْعَةٌ تاريخَ رِحْلَتِنا
بيْنَ ابتِهالاتنا رفْعًا إلى الخَفْضِ
أنوارُكَ استنْبتتْ آيَ البهاءِ فها
قدْ رتّلتْ ظلَّ غُصنٍ راقصٍ غضِّ
كمْ أغضبتْكَ الدُّنا عُمْرًا وأنتَ لها
تُلقي إليْها ابْتِساماتٍ وكمْ تُرْضي
حتّى تجَلّى انقِضاضُ الخيْرِ منكَ على
شرٍّ وما كانَ ذو خيْرٍ بمُنْقَضِّ!!
أنتَ الذي لبسَ الرؤيا أحاطَ بهِ
كوْنٌ صريحُ المَرائي غيرُ مُنفَضِّ
لولاكَ ما نالَنا سرُّ الشفاعةِ يا
أمْنيّةَ العيْنِ بينَ الفتْحِ والغمْضِ
#بغدادسايح
سفَرٌ في نفحاته.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|