رد: كيف صار لله شعب مختار؟
أخي العزيز رأفت
نحن لا نكتب الا من منطلق الواجب والمسؤولية وكم هي صعبة ثرثرة الأحبار- الأخيار بظنهم ان المصداقية مفتاحها بايديهم مثلما مفتاح الجنة بيد رضوان.
تلقيت تقييمات جادة وفهما عميقا للمضمون. وبنفس الوقت واجهت تهم الكفر وكأن الدين موضوع مغلق خارج التاريخ وخارج المجتمع وخارج الفكر، بينما واقعنا المعاش يعاني من ظواهر الايمانية( الايمان الشكلي) وجعلت من الدين سياسة ومن السياسة دين. وصار المظهر هو الجوهر والشكل هو المعيار.
كنا مجتمعا منفتحا في صدر الاسلام متيقظ العقل متنور الرؤية ، انظر اليوم واكاد أجهل نفسي واجهل مجتمعي وأجهل تاريخي.
ليس الموضوع ما نؤمن به ، انما ما نفعله . الايمان ليس ثرثرة ولحى وفتاوى أضحكت العالم علينا، بدءا من ارضاع الكبير وصولا الى جماع الوداع.بل انتصار للحق ورفض للظلم لشعبنا الفلسطيني اولا ولكل شعب يواجه العدوان. واذا لم يكن الدين حث على الموقف العقلاني والانساني ونصرة بني البشر ساعة الصعاب، والدفع للرقي والتطور و "اطلبوا العلم ولو في الصين" وبناء مجتمع العدل الاجتماعي والمساواة في الفرص فهو اذن في أزمة.
اكتب لأن بعض ما تلقيته يضحك ويبكي. يضحكني من منطلقاته الهرطقية التي تذكرني بعالم الأساطير الذي ساد المجتمعات قبل ظهور الفلسفة( أي 600 عام قبل الميلاد على الأقل)ويبكيني لأن مجتمعاتنا لم تصل بعد لسيادة العقلانية والمنطق وتقمع نشوء فلسفة ، وما زالت تحث الخطى في عالم الأساطير والغيبيات والأوهام بحل يجيء من السماء ونحن نغط في النوم والراحة..
حتى متى؟!
وهل نملك الوقت بدون قيود بالزمن ؟
يقول غوته:"الذي لا يعرف ان يتعلم دروس الثلاثة الاف سنة الأخيرة يعيش في العتمة"
اكتب لأني قلق.. وأرجو ان لا اكون قد اثقلت !!
|