جواز ... سفر
تَفَضّلْ صَغِيرِي .
نَعَمْ أَنْتَ يَا .. مُصْطَفَى
تَكَلّمْ أَمِيرِي ..
بِكُلِّ اللُّغَاتْ
تَلَثّغْ .. بِحُبِّ التِي ..
أَنَا .. يَا .. أَنَا سَيِّدِي ..
عَنِ الأُمِّ أَحْكِي ..
عَنِ الأُمْسِيَاتْ ..
عَنِ الوَرْدِ وَالشّمْعِ وَالأُمْنِيَاتْ ..
سَيَأْتِي .. الشِّتَاءْ
قَرِيبًا .. سَيَأْتِي الشِّتَاءْ ..
وَتَنْسُجُ أُمِّي مِنَ البَرْدِ دِفْئًا ..
كَذَاكَ الرِّدَاءْ ..
أَتُدْرِكُ هَذَا..
فَرَدَّ المُعَلِّمُ ..
أَكْمِلْ .. وَمَاذَا ؟
كَذَاكَ الضّيَاءْ ..
تَبُثّ لِيَ الأُمُّ لَمْسَةَ حُبٍّ
أَنَامِلَهَا فِي ارْتِخَاءْ
وَتَهْمِسُ .. هَا .. حَانَ وَقْتُ الصَّلاَةْ
بِصَوْتِ .. رَخِيمْ
تُكَبِّرُ .. أُمِّي
وَصَفْصَافَةٌ قٌرْبَ ذَاكَ الطّرِيقْ
تَمِيلُ .. بِأَوْرَاقِهَا لِلسَّمَاءْ
وَتَنْشُرُ ظِلاًّ
بِلَوْنِ .. المَسَاءْ
تُقَلِّبُهُ الرّيحُ .. فَوْقَ الأَدِيمْ ..
بِصَوْتٍ رَخِيمْ
وَتَنْظُرُ .. نَحْوِي
سَلاَمٌ .. عَلَى المُصْطَفَى
مُصْطَفَى ..
تَعَالَ صَغِيرِي
أَتَغْفُو قَلِيلاً .. فَهَذَا سَرِيرِي
وَمَرَّتْ بِقُرْبِ الجِدَارْ
إِلَى غُرفَةٍ فِي ضَمِيرِي
أَكَادُ أَرَاهَا
وَمَرَّتْ .. يَدَاهَا
لِرَفْعِ الدُّعَاءْ
أَعِدْهُ .. إِلَيَّ ..
وَمَنْ .. ضَاعَ أُمَّاهُ ؟
قُولِي .. أَجِيبِي ..
بِرَبِّكَ دَعْنِي .. وَنَمْ .. نَمْ حَبِيبِي.
هُنَاكَ .. وَفِي الدُّرْجِ .. كَانْ
بِقُرْبِ .. الكِتَابْ
وَمَا كنت - لَوْ لَـمْ أَدَعْهُ هُنَاكْ -
أَضَعْتُ الخُطَى .. نَحْوَ أَرْضِ الحَبِيبْ
أَضَعْتُ الطَّوَافْ
أَضَعْتُ الصَّفَا بَيْنَ سَعْيِي
هُنَا .. أَوْ هُنَا .. مُصْطَفَى ..
مُصْطَفَى
أَمَا كُنْتَ تَقْرَأُ ذَاكَ الكِتَابْ
وَقُرْبَ الكِتَابْ
جَوَازِي الأَخِيرْ
- أَذَاكَ الكُتيْبُ الصَّغِيرْ ؟
...فَلَوْنُ الغِلاَفْ
وَشَكْلُ الـحُرُوفْ
وَكُلُّ الذِّي كاَنَ فِيهْ
إِطَارٌ .. صَغِيرْ !
وَرَسْمٌ يَلِيهْ
كَوَجْهِ السَّمَاءْ.
نَعَمْ أَنْتِ .. هَذَا المَسَاءْ
قَرَأْتُ التِي .. أَرْضَعَتْنِي ..
وَدُونَ الكِتَابْ
وَضَعْتُكِ .. تَحْتَ الوِسَادْ
وَخَلْفَ العُيُونْ
وَفَوْقَ السَّحَابْ
خُذِي رَوْعَةَ الأُمْنِيَاتْ ..
وَعُذْرًا..
فَمَا كَانَ مِنِّي ..
ضَيَاعٌ جَمِيلْ
ضَيَاعٌ بِحُضْنِي
وَضُمِّي إِلَيْكِ عَذَابِي الصَّغِيرْ
جَوَازِي .. الصَّغِيرْ
جَوَازَ السَّفَرْ.
سُلْطَانِي مُحَمَّد، بئر العاتر، يوم السبت 30 أكتوبر 2010