تحدثّني عن قارة تهت قبلك بين ضفافها،
و ها أنا اليوم ألثم شرقيّتي .. فيك
أنا الفاقدة هويّتي على نقاطها السوداء ..
فلسطين .. ذاكرتي العشقية
ذاك الوطن القتيل، شاهد على أنّي القتيلة الألف
و دمي متسكّع هناك ..
و روحي تزحف كفراشة تكسّرت جناحاها
ها الوجع يحفر جسده فوق ظلال المساء ..
و أنا المبتورة من نفسي .. الضائعة فيك
أسكبُ الّليل عنوة فوق ليليَ القديم
فتبزغ أنت ..و ذاك التمثال الشرس الّذي لا يوقّر النور ..
بل يحفلُ بانكساراتي المتتالية ..
أستبيح لنفسي قضية كتمان و العود يشاطرني السّكون ..
ترمّمني ذكراك .. و أنا الباسطة كفّي ..
كي أصفع صخب الذكريات
كي أمحو رسم الحمرة عن شفقي ..
و أشتّت قبيلةً .. ما أجادت بعده رقصات النار
و أنت ..
الفارق بيني و بين قصيدة الغروب ..
تحيك منها شبح جنون ..
ملامحي عصيّةٌ .. تؤجّل انتقاداتها
لحين غفلة من الزمن .. أنت أوّل ثوانيها
لا زمنا يقيّدك .. لا خارطة تستجير بك حدا فاصلا ..
أنت مكيدة بين السطور
أيّها المتلثّم بحروفي .
تاهت مدينة القصائد ..
و لستُ رحلةً أبجديةً
كي أعيد ترتيب دفاتري المغتربة
كي أعيد فتح الحدود بيننا على شفا حرف جريء ..
يخلّدك حرف مسكون برهبتي .. بخوفي
بين العطور
في موازين شعري الشّريد ..
و حفنةً من رمال بحري، المنقول عنك دمعا كثيفا ..
كفجوة ليلة سابقة .. حين حلّ المطر
و تلاقت الفصول على حدّ الاعتراف ..
هل سأجدني .. ؟
في فائض الصمت .. و همجيّتي ..
هل سأجدني .. ؟
في نَفَسي المكتوم .. في رماد قصري الورقي ..
في دفترٍ اقتنيته
حين لملمت عنّي الرّياح آخر رقصة احتراق
وجدتني .. أعيد كرّة الكتابة
و أعيدك قاب قوسين من همسي
شرعيةً تتلبّس صحوتي ..
و عصفورا صغيرا
يُزْهِرُ كياسمين فوق مضلّة عشقي ..
مزاجا يعكّرني و يفتضح بي ..
خطيئة لا تطفئُ غير الشّمس
و تُسْكِنُكَ مكانها ..
أبحث عنكَ في حضورك فلا أجد غير نفسي
و ظلٌ تهامس كي يسترسل المغيب ..في إلقائك، قصيدة لا خلاص منها ..
ليطول شجني ..
ذاك سرّي الوحيد ..
هل سأجدني .. ؟
بين قائمة أسرارك .. و غموضي ..
بين لفافاتك الكثيرة و جذوة الشِّعر الّتي شملني بها الغروب ..
و منفضة الزمن ..