[read]صديقتي
يا أروع الأشجار في عمري
يا ضحكتي يا دمعتي
تمزقي .. فجري
يا جنتي وحيرتي
يا دفقة الأسرار في صدري
يا أول الشريانْ
يا بحري المجنون يا وجهي
يا رعشة الموال .. يا لحني
يا كل ما في العمر من وجدانْ
يا صمتي الأعلى
يا صوتي الأحلى
يا كل ما في العمر من ألوانْ
صديقتي
يا أجمل الكلام في الكلامْ
يا روعة السلام في السلام ْ
ماذا أقول يا صديقتي وقد تقطع النغمْ
وضاعت الشموع والشموس يا صديقتي
وحط في دروبنا الندمْ
أخاف يا صديقتي من كل لحظة ٍ
أخاف يا صديقتي من كل لفتة ٍ
أخاف من تسرّعي
أخاف من تمنّعي
أخاف يا صديقتي من شعريَ المجنون ْ
من صوتي الحنون أن يخون ْ
من برد أيامي
من نار أحلامي
أخاف من تطاول الغضبْ
أخاف ثم يا صديقتي أخاف ْ
أخاف دونما سببْ
أحس أنني على الدروب تائه ٌ
ممزق مشرد ضعيفْ
أحس أنني أذوب أنحني
يعضّني تثاؤب الرصيفْ
أضيع في تشقق المكان ْ
أضيع في تمزق الزمانْ
أضيع يا صديقتي أضيع ْ
صديقتي
يا كل ما في الوعد من مطرْ
يا كل ما في السحر من حلاوة الشجرْ
يا روعة الحنان واستفاقة الصباح ِ
وانتباهةِ الأمان ِ
واندفاعة الحنين والجمال ِ
يا صديقتي
تهزني ارتعاشة الجفون ِ
عندما يشقني الوداع ْ
وتستحم في دمي فصول دمعة ٍ
يهزها شراع ْ
تجرني الظلال يا صديقتي لوهمي المجنون ْ
تعيدني لهمسة جريحةٍ للسعة الظنون ْ
أحار في دروبها ونارها ودهشة العيون ْ
صديقتي
أضيع والدروب يا صديقتي عدمْ
أذوب والزمان يا صديقتي ألمْ
وكل خطوة على الرصيف يا صديقتي ندمْ
فكيف يا صديقتي أمر من هنا ومن هنا
وكل ما في العمر يا صديقتي سأمْ
صديقتي
أشتاق يا صديقتي لنجمةٍ .. قصيدةٍ حنونهْ
أشتاق يا صديقتي لأي شيء منك فيه ما أكونهْ
فأنت يا صديقتي حلاوة المطرْ
تلاحق الجمال في الصورْ
وأنتِ كل ما في العمر من شجرْ
[/read]
الصداقة , والصديق الصدوق , والصدق في الصداقة كم هي جميلة هذه الكلمات , وكم أنت صادق يا شاعرنا الغالي , وكم نحن صادقون عندما نلبسك هذه الحلية من الكلمات , وكم اكتشفتُ أصدقاء لك بعد غيابك وأحبوك كما تباهوا وتشرفوا بصداقتك .. لم تترك صفة ولا مناجاة رائعة إلا ناجيت بها صديقتك , هذه هي الصداقة والإخلاص والحب والوفاء فالصداقة يا صديقي بئر عميق لا يصل إليها إلا الأوفياء مثلك
الصديق في شعرك هي زوجتك وابنتك وابنك وجارك واختك وأمك وأبوك وكل افراد عائلتك والصداقة تعني لك ايضاً ما نراه في شعرك .. فلسطين هي صديقتك وكل حياتك وكل أملك كان في هذه الحياة
كم حدثتنا عن صداقتك مع الشاعر عبد الكريم عبد الرّحيم، والشاعر ويوسف الخطيب، وفواز عيد وشاعرات كُثر , وشعراء لا يمكن أن أحصي عددهم ها أنت لم تقدر على فراقهم كالطيور المهاجرة يا طلعت حلقت اليهم لتعود شلة الأصدقاء كما كانت فقطار الموت يخطف العظماء واحداً تلو الآخر... يودّعون آخرين على عتبة الإنتظار .... !!
التي طالما انتظرناك فيها لتعود لنا ولكن عتباتنا كانت من نوع آخر ... فأنت تعرف الصداقة أن زادها الحب تعطي ولا تنتظرأن تأخذ, وهكذا أنت مثل الشمس كنت
تظلنا بنورك و دفئ قلبك و طاقتك كلهاوأنت تبتسم ولكن في داخلك خوف من المجهول ونحن مثلك يا صديقي عندما كنت نائماً كنا نخاف من كل لحظة ... من كل دق جرس هاتف .. يا صديقي تهزنا ارتعاشة الخوف من المجهول كنا لا نريد الوداع ولا نريد لزماننا ألم .. أما عهد الندم يا صديقي ندمنا لكل لحظة لم نأخذ النصيحة منك وهذا هو السأم
اشتقنا لك يا شاعرنا الغالي اشتقنا لنجمة تحدثنا عنك لقصيدة حنونة كما عودتنا
سأقرؤك كما طلبت مني حتى تزهر حروفك أكثر ولكن الآن كيف تزهر وأنت بعيد عنا وكيف يورق النبض فيها وصاحب النبض والقلب الكبير قد اختار الرحيل .. و قلت أنك مغروراً وتعرف مدى غرورك ويزداد هذا الغرور حين أصرُّ على إدمان حروفك سأبقى على العهد ولن أنسى كل حرف من حروفك ولن أنسى نصائحك ولن أنسى ما تعلمته منك
لذلك نم يا صديقي قرير العين ولتهدأ نفسك فنحن على العهد ماضون سنأخذ الكتاب الفلسطيني إلى فلسطين لو كتب الله لنا العمر ولن نقبل أي بديل فحق العودة الذي طالما ناديت به فهو أمانة في أعناقنا وأعناق أولادنا ولن أقول لك يا أعز صديق وداعا بل أقول إلى اللقاء في جنة الخلد ان شاء الله