[د. منذر أبوشعر]

زورا وصمنا نهايات العصر العباسي بالانحطاط ، وقلنا إن أهل الأدب اهتموا بالشكل الخارجي للكلام ، أي بالمحسنات البديعية !
وهذا إجحاف كبير بحق ذلك العصر !
فالاهتمام بشكل الكلام ترف أنيق ، وعادة ، وطابع شخصي ، في أحايين كثيرة . بل كثيرا ما يكون صفة ونسج الكاتب ، يتوحد معه ، ويصير جزءا منه .
قال ابن شرف القيرواني :
يا ثاويا في معشرٍ قد اصطلى بنارهم
فما بقيت جارهم ففي هواهم جارهم
وأرضهم في أرضهم ودارهم في دارهم
وقال الشمس الخجندي إمام المسجد النبوي الشريف :
حسبي جوار محمد وكفى به دفعا لما ألقاه من أوصابي
لم أخش ضيما في حماه ولا أذى أنَى وجبرائيل قد أوصى بي
فالتجنيس ، وكل المحسنات البديعية ، يستحسن إذا كان سهلا لا أثر للكلفة عليه . وأما إن خرج عن هذا الحد فإنه معيب عند أهل النقد ، ويذهب بهجة الشعر وحسنه ، وهذا وقع في أكثر شعر المتأخرين ( عبد الرحيم بن أحمد العباسي ت : 963 هجرية / 1556 م من كتابه : معاهد التنصيص 3 / 241 ) ، ومن هذا الباب أيضا قول عبد الملك بن محمد أبي منصور الثعالبي 350 هجرية _ 429 هجرية ):
فإذا البلابل أفصحت بلغاتها فانفي البلابل كاحتساء البلابل
البلابل الأول : جمع بلبل ، وهو الطائر الغرد المعروف . والبلابل الثاني : جمع بلبال ، وهو الهم وهواجس القلب والخواطر . والبلبال الثالث : جمع بلبلة ، وهي في الأصل قناة الكوز التي يصب منها الماء ، وأراد منها الخمر، من باب إطلاق اسم المحل على الحال .
وهذا الإغراق ، أدى إلى تناسي روائع الموسوعات الأدبية والفكرية واللغوية والفلسفية والتاريخية . وتعميم (الخاص) على (الكل ) ، فطويت الروائع الفكرية في هذا الطوفان المجحف .

[نصيرة تختوخ]

د.منذر وكأني أحس لهذا الموضوع تتمة لاأعرف إن كنت كتبتها إن كانت ستأتي أم لا.
تحيتي وتقديري لما قدمت.

[شيماء البلوشي]

وانا ايضا اظن ان لها تكملة :)
في انتظارك استاذ منذر ..

[فهيم رياض]

شكرا لك أستاذ منذر : طبعا ليس لي زاد في تاريخ
الشعر و لا في الشعر نفسه ، إلا ، طبعا ، ما لقمناه
من اساتذتنا في مراحلنا التعليمية خاصة الثانوية
منها ، وقد تلاشى ، بفعل عوامل التعرية الذهنية
، الكثير من هذه اللقيمات .
ما أريد أن اسألك عنه ، استاذ منذر ، هل هذا رأي
شخصي توصلت إليه بعد دراسة من لدنك أنت ، أم
هو رأي جناح أو جماعة من الأدباء والنقاد ؟
تحية تليق .

[د. منذر أبوشعر]

الآنسة الودودة نصيرة تختوخ ،الآنسة المشرقة ميساء البلوشي:
فكرة الكتابة بتوسع عن (عصر الدول المتتابعة)،تحتاج وقتا وجهدا وعرقا ،وأنا مسروق الوقت،ومتعب،وأشعر أحيانا بموات
الحماس الأول !
وما قدمته إنما هي نبذة ،غاية في الاختصار والتكثيف ،لتحفز القارئ على البحث والتأمل ومتابعة المصادر.
وكل الخير لكما ،ونبقى مع جميل صحبة الدرب.

[د. منذر أبوشعر]

الأستاذ فهيم رياض:
سألتني هل ما قدمته هو جهد شخصي ،أم هو استمداد من الآخرين؟
والواقع أن مجموع القراءات الشخصية تعطي ركيزة لرؤية خاص الأشياء من حولنا، مع بقاء أحدها يضئ في عتمة الأمكنة ..ورسالة أستاذي الدكتور عمر موسى باشا (الأدب في بلاد الشام)،ونال عليها درجة الشرف الثانية،بجدارة ،من جامعة القاهرة ،عام 1964 م
إحدى الصوى في الذاكرة التعبة .
وكل الخير لك ،ونبقى معا مع رائق صحبة الدرب.

[شيماء البلوشي]

نشكرك على تلبية النداء استاذي الفاضل منذر ..
ونقدر تعبك ومجهودك :) أعطاك الله الصحة والعافية والقدرة على الاكمال ..
خذ وقتك سيدي .. وتأكد اننا بانتظارك ..
دمت بخير وعافية :)

ملاحظة :
اسمي "شيماء" وليس "ميساء" :))

[د. منذر أبوشعر]

عذرا كثيرا ..فميساء ،وهي الواثقة بنفسها ،فتمشي بدُلّ وغنج،يوائم عطاءك وتواجدك ،بصورة ما!
وشيماء أكثر روعة وجمالا: والشمم ارتفاع قصبة الأنف ،وحسنها،واستواء أعلاها،ودقتها،وانتصاب أرنبتها،وورودها.
والشمم إحدى خصائص العرب،وهو عندهم دليل على العتق والأصالة ،ولذلك يوصف به الأحرار الذين لا يقبلون الضيم.
وكل الخير لك ،ونبقى بمتعة طيب الدرب.