[gdwl]في الذكرى السادسة والخمسين ل56
نداءُ الخلود
أتوكَ فَهيَّا العقْ جِراحَك وانتصبْ
= فإما تكونُ الليثَ أو شئت فاغْتَرِبْ
وإما تكونُ القادحاتُ مواخِراً
= وإما سَتأوي للفرارِ وَتنتَحِبْ
أتوك وحبل الطائرات مُزمجرٌ
= وفي البحر أعبابٌ تطلُّ وتقتربْ
أتوك ولمْ تملُكْ سوى بضعِ صيلمٍ
= وروحٍ لئن نادى الفداءُ لها تَجبْ
وبينك والحتفُ اليقين مسافةٌ
= قليلاتُ أميالٍ و(جان بار) فارتقبْ
يريدون رأساً والقناةَ وأمةً
= أتاها نبيٌّ لا يُراقُ له الكذِبْ
وهل صَرخةُ التأميمِ تمنعُ غاصبا
= وضربٌ من النيران فيكَ سَينْسَكِبْ؟!
ألم يطلبوا منك انسحاباً بهيبةٍ ؟!
= أجبهم فهذا الغزو قد جاء يستَلِب
ألم يشتروا كلَّ الزَّعاماتِ حَولكم
= ألم يصنعوها كي تكون لهم لَعِبْ؟!
أيا سيدي حاشاك أنت مُعَلِّمٌ
= نبيٌّ وشمسٌ خلفها الكون يحتجبْ
ووحدُك آهاتُ الثكالى نَسَجْتَها
= فداءً وصيرت الفداءَ لها سببْ
وكنتَ بخبز الجائعين رسالةً
= لتصنعَ ثواراً متى شئتَها تَثِبْ
فيا صارخا باسمِ الجياع مزمجرا
= ترقَّب ملايينا يموج بها الغضَب
أتتك تلبي صرخةً يعربيةً
= وخاضت غمار الحرب والحرب منقلَب
وما هي إلا صولةٌ ناصريةٌ
= لأحرار (برلسٍّ) تُشدُّ بها الكُرَب
ليبزغَ فجرُ العرب من نصرِ فارسٍ
= بُعيد تهاوى المكرُ وارتدَّ ينسَحِب
وعادت أساطيلٌ تجر ذيولها
= بها البعضُ مأسورٌ وأخر مُنْعَطِبْ
وصوتٍ تجلى في السماء بناصرٍ
= أفاقَ جياعَ الكونِ في وجهِ مُغتَصِب
لقد ظنَّ (إيدن) أنَّ في الحرب نزهةً
= وأيّدَه جمعُ الخنوع من العربْ
وقالوا سنحرقُ ناصراً في مهدهِ
= ونمنعُ ما يصبو وما كان قد جَلَبْ
وتبقى فرنسا في الجزائرِ أدهُراً
= وأنظمةُ الإذلال للأمر فَلْتُجِبْ
أيُركِبُ (إيدنْ) للعروبة سرجَها
= لقد كذَّب التاريخَ من جاءَهُ الكذِب
وما كان نصرُ العرب رقصةَ ثائرٍ
= ولا محفلٍ فيهِ النوازل والطَّرِبْ
لقد كان سداً يُبهِرُ الكونَ فِعْلُهُ
= ويَصنَعُ مصرَ العرب في واحةٍ عَجَبْ
سيبقى شموخُ السدِّ يشهدُ ناصراً
= ويبقى بها تاجاً على مَفرِقِ الحِقَب
فلا كان في أرض العروبة مخلصٌ
= إذا ناصرٌ ما كانَ فيهِ كَخيرِ أبْ
أيا صانعاً فخراً وعزاً وسؤدداً
= لقد غاب مجدُ العرب بعدك واحتجبْ
أيا سيداً ساد العروبة بَعدهُ
= بغاةٌ من الحكام للغربِ تُنتدب
بكيت وفيَّ الروحُ تهتف باسمهِ
= وفياً نبياً واليراعُ لهُ كتب
يصبُّ بأمجاد العروبة أنهُراً
= فيا أنْهُرَ الإخلاص طوبى لمن شرِب
خالد حجار
فلسطين
[/gdwl]