_________________________
هذا المُعلــَّقُ خلفَ مِـرآتي
ومُرتديا ًسَـراويلي ويشبَهـُني
أراهُ في الصَّباح ِوفي المساءْ
صوبَ الـتــّـقاويم ِالعـتـيقةِ موحـيًا
لـفـُـتاتِ ذاكرة ٍ بماض ٍكــنـتهُ
ذاكَ المُعـلــَّقَ قـبل أن أرمي
وقـُدسَ العـهـدِ في سِــرِّ العـِـــشاءْ
مُــتناسيًا كأسَ المواعــيد ِالــّـتي شـُـربتْ
فأوصالي تـُحـنـّطها ( فراعـيـن ٌ )
وأنـــفي بـِدعــة ٌخــشبـية ٌ تهوى الغِـــراءْ
أخــتاهُ ما بـَقيَ سوى حـَجـر ٍ
تعـمّـدَ في دَم ِالليمون ِتحرسُه السَّماءْ
حَجــــــــــــــرٌ يُعاتـبـني
إلام َ مثـلـّث ُالأقـداس ِفي حـزنٍ ٍ
وبـَشيـرُنا أكلَ القميصَ وظِـلـَّـهُ
كـَسرَ المرايا للثـّـكالى
سـتـّـون عـامًا والخـيـام ُ تــَنــَاسـُلا ً
والطـّـيفُ بالـمرآةِ مَـشطورا ً يراودُني
شقـوق ُ الكـفِّ ما زالـتْ تـؤلـّمـُه
وقـَفــّـازي يُـواري باردًا جُـرحَ السّـنـينْ
أخـتاهُ... إنـّي لا أشابـهُـه ُ
تـُصافـح ُ قـبـضة َالمـِحراث ِ في
كحـديدِ (سكـّـتــهِ ) الــّـتي عـَشقـتْ
جـذورَ القـمـح ِوالـزّيتون ِ(واليـوسفْ أفــنـْدي )
والصّبايا تـَعجُـنُ الآهاتِ خـُبـزًا
أخــتاهُ ما بَـقيَ سوى نــُدب ٍ
يـُذكــّرني بقـبضةِ مـِنجـل ٍ
( ودلعـونا ) تـؤبـّـن ُنـايـَها
قـاومَ الجـنزيـرَمن ســتــّيـنَ أمسًا
وأنا مُسجّى عـاريًا بصقـيع ِمـرآتي
أجادلـُها عـن الهـَـرِم ِ الـمُشابـِه صورتي
وبـذاتِ أسما لي يـُرقــّعـُها
ولكنْ أنفــَهُ مُستـَنسِرٌ
يعـْـلوسوادَ الشّـاربـَيـنْ
بشموخـِهِ وبريـق ِعـَيـنـيـه ِ
معَ الكوفـيـّةِ ( الرّبـداء ِ) غايـَرني
فمعـجونُ الحلا قـة ِلاهـِـمٌ رأسي
ورغـوته ُبـجـُرن ِالعـيـن ِتـَصبغـُهُ
مَع الأذنـيـن ِفي زمـن ِالمـَشيـبْ
مـرآتي تــقضُّ بظـلــّها نومي
نـظــّـارتيـك َمـلـوّ ثـًا قـِمصانـَه ُ
فاض من خـلـفِ البحا ر ِمُعـلــّـبـًا
(واليوسُفي) بغـَيابةِ الجـُبِّ الكـئيبْ
لم يـبـقَ شـُـذ ّاذ ٌ ولا سيـّارة ٌ
وبأ بخـس ِالأثـمـان ِ شُـرِّدَ ماؤنا
فـرأيتُ يا أبـتاهُ حينَ سقـوطِها
عشريـنَ مدخـنـة ًونــَيـّفَ والسنـابـلَ كــُـلـَّها
حَجـبَ السَّماءَ دُخانـُها
يخـفي شمـوسًا تـصقـلُ المرآة َمن غـبـش ٍ
في ظـُلمةِ الــّليل ِالـرّهـيبْ
مَـقـدودة َالأكـفـان ِمن كلِّ الجـهـاتِ
( بـُراقـُها ) يَـرقـى بـعـَيـنـَي مـُـقـعْـد ٍ
مُستصرخًا يـا سـينَ والـقـرآنَ فـي
أن يأكـلَ القـربانَ فـي كــَنـَفِ الغـريـبْ
أخـتاهُ أخـشى من سقـوطيَ ضاحـكـًا
صادروا الأحـجـارَ والأشعـارَ في
خلعـوا الشواربَ والنـعالَ وقـَيــّدوا ( كوفـيـّة ً)
بالأحـرفِ الأولى لخارطـة ٍ
أضاعـوا في ثـنـا ياها الطــّريـقْ
أولـَم يـروا خـَرَسانة ً خـَطـفـتْ
وميضَ القـبـّة ِ الصّـفـراءِ تـنـتـزع ُ الـبـريـقْ
ومَهـدُ الخـُبـز ِيشويهِ الحَريـقْ
الـنـّارُ تعـصـرُ زيـتــَهـمْ
والطـّـيـرُ تـَـزجـرُ في رؤوسهـِمُ النـّعـيبْ
أوَلـم يـروا... أعـنابـَها هـُر ِسَتْ
و(سالومي) بـبـيـاراتِها مَجـنـتْ
ورأ سَ (المِـعـمدان) برقصةٍ قـُطِعـتْ
وفي فـَمِها لهـيبُ الخـَلِّ يكويـها الصَّليبْ
....تـُراود ُ( الـيوسفْ أفـنـديْ) خائـفـًا
مسكيـنُ يَخـشى شاهـدًا من أهـلـهِ
فالجـبُّ مـازالـت غـَيا بـَتــُه ُ تـُذكــّرهُ
وجاؤوا بالـتـّباكي والـنـّحـيبْ
....وكلَّ حَـبّاتِ البـريقْ
صيعـانـَها مُـلــئـَتْ حـجـارة َمـوسم ٍ
يـَفعَـت سنابـلــُه سِـمان ٌ
تـَـلقـط ُالـتــّاريخ َوالمِـقلاع َ
والصَّخـرَ الشـّـآميَّ العَــريقْ
تــَلـِدُ الحجـارة َ تـوأمًا بأكـفـِّها
ولـِثامُها دُبــُرُ القميص ِبــِشارة ٌ
عَـبـرَالسّماءَ بـخـطــّـهِ
من (قاسيـونَ) تـَكوكـَبـتْ
بـِغـُبارها حِـبرٌ لخارطةِ الطـّريـقْ