مجموعة ثانية
بـنتُ الخوابي
غـازلـتـُها.. وحَـبابُها بـِكرٌ
عن نار ِالشَمول ِفأسفـرتْ
نادمـتـُها.. لـم تـَحـتـجـبْ
فـخـلعـتُ أسْمالي الــّـتيْ
لـمْ أقـْـتـَرفـْها صاحيًا
سَـكـِـرَتْ بلحظ ٍعِـلــّـتيْ
أهـلي.. بـشَرع ِ الـمــلــّةِ
كـَونية ُُالأوتار ِعــَذ بٌ شَـدْوها
وبـِهَـيـْتَ لكْ.. تـُـوحي فـَهـِمْ
لمـّا هَـمَمـْتُ مُـراو ِدًا
رقــَّتْ عـَلـَيَّ ..وألـبَستـني حِـلــّـتيْ
خابـيـّة ُالنـّهـديـن ِلو دَرَّتْ بها
لـصُعـِقـتَ من كأس ٍ سُلافـتـُهُ
كـعـيـن ِ الـدّيـكِ إنْ عـاقـرتـَها
تسمو إلى طـقـس ِ الحُــمـيّـا
لاقـتباس ِالنـّخبِ في الوادي اليَمينْ
حَيـّاكَ (باخـُسُ ) قائلا ً:
فـَـلـْـتـََشـربـوا هــيّا..
عـلى نــزع ِ الـمـزاج ِ..
قـَمـيـصُنا جَـسـد ٌ ثـخـيـنْ
فـَطـفِـقـتُ أخْـلـَعـَهُ بـحـيـن ٍ
ثــمّ يَـخـلـَعُــني بـحـيـنْ
تــوقـًا لـخـَمـَّار ٍيُعــتــِّقُ كـرمَـه ُ
تـُـدَحـرجُـني مـن الـوادي
كسيحًا أرتـقي للـطــّور ِسـيـنْ
فأعــبّ ُ مُـقـتــَبسًا لكــأس ِ رضـابـِها
أبغي لــَمـاها بالصَّبوح ِ
وصِـرفــَها بالإغــتباق ِمُـنادمًا
يَمـزجُ الأقـداحَ في لـُطفٍ ولـينْ
مـن كرمَـةٍ بــِكر ٍ ..فـَـلا
نـبـعُ الشـّـرابِ لـهــيـبـُهُ نـَهـدٌ سَـخــيـنْ
وثــَمِـلـْتُ مـن سِـرِّ الـتــَّـثــني لـلرّؤى
بينَ العيون ِالبابـلـيةِ فـيضُه ُ
تـنـّورُ سحـر ٍماؤهُ للعشق ِجار ِ
قــد ألِـــفـْـتُ مَــذاقــَهُ
عـاهــدتـــُهُ مــنــذ الــصّبا
تــَرْ كُ الــجـِنـان تـَجـِـنُّ في أنـهـارِها
لا أبـتـغـي عَسلا ًولا لـبـنـًا
وحَـسـبـيَ في الــدّ ُنـى ضَرعٌ
ونـحـل ٌشَــهْــدهُ بالأرض ِ سـاري
فـَـقـصـدتُ مالـكَ نار ِهـا
وركـَـعـتُ في مِحــرابـِها
لـمـّا انــثــَـنـَتْ لــعـنـاقِــها
وهَــوتْ بـصـدر ٍكـاعِــبٍ
وطــرًا قـَضـيـتُ مُــوحّــدًا ثـالـوثـــَها
كــرمٌ وكـــرّامٌ ودنّ ٌمِــــلـؤهُ
فـَيـض ٌمِـن الـنــّيـران ِمَكـشوفُ الخِـمار ِ
يدعـو الـنَّدامى للشّـآبـيب ِالموشَّى لونها
بينَ الصَّفـار ِعـَـقـيـقـُها والجّـلـّـنار ِ
لـَـبـَّيتُ أنــشدُ قـَهوة ً
في حـمـأةِ الـنـّـهــديــن ِ..
صرفا ً باليمين ِوماؤها نـَهـدُ اليَسار ِ
أمــازجـُها بحال ِالــوجـدِ غــيبًا
لمّا اكتملتُ بأوجـِها
أفــّـلتُ نـفسيَ طائعـًا
وخلعـتُ (ساهـوري*) بوادٍ
خِـلتـُه ُالـــوادي اليـَمـين ِ
وظننتُ نفسيَ قامـرًا
زمنَ الخسوف ِوحـوتهِ !
راهـنـتُ أنَّ عـشيـرتي
تعـويذة ٌ
وطبولـُها حِـرزٌٌ
بـقـرقعة ٍ يـقـيـني
صَمَتَ الحُـداة ُبغـفـلة ٍ
وارتـدَّ حوتيَ فاغـرًا
فـَعـَرفـتُ أنـّيَ خاسرٌ
مذ قـلتُ يا أمـّاهُ لا
لا تـَبلعـيني !
***********
بـَلعَـتْ لرأسيَ أوّلا ً
وافـتـَرَّ وادي الـنــَّار ِللقـمر ِالـذ َّبـيح ِ
أصبحـتُ مَـقـلوبًا
وتسحـبـُني الصَّهيرة ُرائـيـًا حـيـنَ انقلابي
كلَّ ماقـلبوا من اللوحاتِ ..
بالوضع ِالصَّحيح ِ
ورأيتُ في أحـــشاءِها
أكوامَ أقــلام ٍ..وأسماءٍ وفـرسان ٍ
تــُباركُ رؤيـَتي
في سَقـطتي
فـصرخـتُ يا أمـّاهُ لا
لا تــَلفـُظـيني !
********
نود يتُ من عُـمـق ِالصّهـيـرةِ :
اخـلع ِالمَرئيَّ إنــّكَ في الأ تون ِ
فخـلعـتُ قـفـّازي.. عسى
دفءُ البنان ِ يسـيلُ في قـلمي
يـُلـَـمـلـِمُ أحرفـًا نـَفـَرتْ
منَ الوادي الرّهـيـن ِ
*********
وادٍ بلا زرع ٍ
وغـيـر ِمُـقـدّس ٍ
صَخـبُ الطـّحالبِ سَـقـفـُهُ
وتـموءُ بالحـيطان ِ
أبــواغ ُ العَـــبيدِ
من ضيـقه ضَجـِرًا
يبارزُ موقعَ الحرف ِالأخـير ِ لفارس ٍ
ألـِفَ الخسوفَ بـيــُـتـمِهِ
ويـَـئـِنُّ من أمِّ.. تــُبـيحُ الـثــَّديَ لـلحـيتان ِ
بالـثــَّمن الــزَّهــيدِ !
ألِـفَ الـنـِّـزالَ بـسيفهِ وبـكـفــِّهِ
سِـرُّ الحـليبِ مُـوشـَّيًا
كفـنَ الشـَّهـيدِ
تـَنعاهُ خلـفَ الـنــَّعش ِكوكـبة ُ الـبـنا تِ..
ضَفـرنَ مِـنْ ألـق ِالـنجوم ِ جـديلة ً
دَلـّيـْْـنـَها
هـيّا تسلـّـق ياولــيدي
هـَيـّا
فـبطن ُالحـوتِ باردة ٌ
على الأقـمار ِوالفرسان ِ في
عـلبِ الحــديد ِ
******
رغـمَ الجـليـدِ تـراقـصت
في طقسهِ تـلكَ الصّبايا
بمناسكِ الحنــَّاء تـرشـقُ دفــئـَها
أ ُمّـــًا.. لـــهُ
زَرعـتْ بـقـيـة َ شِعـرهِ
بين الحـَنايا
أنجَـبـتْ مِن نعشهِ أقـمارَها
حَـبـلـَتْ بلا دنس ٍوفي
أثـدائـِها
لـبأُ الصَّهيل ِبصهوةٍ
يَحـدوالمَطايا
لاتــَبلعُ اليقـطـينَ واللـّحـم َ المـُظـلـّـل َ نـيـّئـًا
وحـَنـينـُها
سَمـرُ الـنـَّدامى في مَـراجيح ِالحكايا
لا تـوئد ُالأفـواهَ والأقـلامَ من إملا قِـها
حـتـّى ولو بلغَوا المُحا قَ بـدورةٍ
فمَدارُها
كالسّور للبـيـتِ الأميـن ِ
بـيـتٌ بحجـم ِ الأمَّ والــتــَّنور ِ
والملح ِالمُعــتــَّق ِفي الــوتـين ِ
شمسٌ وخـبـزٌ في رُبى حاراتِهِ
وتــُقـدمُ الطـبـشورَ والحِـبرَ المُـلوّنَ عَـبِّروا
ماتشتهونَ ولوِّنوا
أحلامـَـكَمْ
فكـتبـتُ يا أمّاهُ لا
لاتوقـِظـيني
--------------
*(غلاف القمر)
حسن ابراهيم سمعون /1990/
سامحني يا أبا الهول لم أقصد الإساءة
لـمّا بَـلغـتُ مـُـقــَـمـّـطـًا سِـنَّ الـفــِطام ِ
تدحرجت لطـقـوس ِ تـَد جـيـني
بـقـايا أحـــرفٍ
هـُرعـتْ بلا شكل ٍ
ولا نـُقـطٍ
لـتــَنـْسبَ مُفرداتيَ للجـُمـَلْ
بـَدأتْ تــُزخرفُ جُـملة ًوثــَـنـيَّـة ً
سَجعـَتْ بـها
حرفـًا وحــيـدًا أوحدًا
سَجـَّاعـُها حـَـبـْرٌ يُـعـَـزّمُ صارخـًا
يعلـو... هُــبَــلْ
يعلـو ... هُـبَــلْ
فـخـرَرتُ للجـبّـار يا(عَـمـرو...)*
وأنــفي ساجــدًٌ
أدعـومَـعَ الصّـبـيان ِأنْ
تـبـقـى أوابــدُناعروشًا لــلأزلْ
********
رَسموا عـلى سبّـورتي
في د رسيَّ الأ ّولْ
(أبا الـهـول ِ)المُطرَّز ِفي حَـنايا كهفـِنا
أوثانهُ في فـَيـئهِ
لعـَـقـتْ هـوامـشَ شـمـسَنا
فـَتغرنــَقـت
نرجو شفاعتـَها لنا
سـيـقـا نـُها في قـاعـِــنا
ورؤوسُهـا في قاعــنا
فـتـقـوّسـَتْ لـِتـظـلـَــَّنـا
من شمسِنا في طيـنـنـا
ونشـيـدُنا
الـنــّورُ أحـرَقَ مَن رَحـلْ
وبـِدرْسيَ الـثــّاني
حـَفـظـتُ صناعة َالإيـماءِ غـَمـْزًا
إنـّــهُ درسُ اللـسان ِ
وعـيدُ ما سَـنَّ الأ ُوَلْ
فـتراقصتْ أمّيْ
تـُزغردُ لابـنها
ودَ مي يسيلُُ من الفـَم ِالمَخـتـون ِ..
هاتـفـة ًأنا
أمُّ الـبـطلْ !
وتـدحـرجوا ليهـنـِّئوا
ويرددوا عُـقـْبى لهْ
درسَ الخـِصَاء ِ..
ليستريح َمن الحَــبلْ
********
فـمداجنُ الأرقام ِفي حاراتـِنا
تـُخصي الـفـحـولَ ..
وتـنسخُ الــبـيـض َ المُهَـجَّــن َ في
أنابـيـبِ الأمــمْ
وتـُعقـِّم الأرحامَ في أشعارنا
مَـنْ للقيامة بالـتــّكاثر ِغــيرنا؟
طبعًا
فـنحـنُ مَعــا شرَ الأعداد ِ كـيفَ جَـمعـتـنـا
حتـَّى إذا قــَسـّـمتـنـا
فـجـداؤنا
سَيورِّثُ الأخلافَ جـُلبابَ الرَّقـَمْ
لـيـلوّحــوا أكــمامَــهُ
ويــُهــلــّـلوا
يعلو....الصَّنمْ
يعلو ....الصَّنمْ
********
أومأ تُ للخُـرسان مَـن قــَضمَ العُــرى ؟
حتـّى الأيادي
خاتـِـنًا سَـبّابــتي
أيضًا زنـادي
يا بـلادي
ماجــرى؟
أوحـوا إليَّ أزعـــر ٌ
مـثـلُ الــبـنادِق ِفي المَـشا بـك ِإنـّــَكَ العَدوى
فسَــبّحْ ماترى
أو......
...............؟
غــُبـتُ عـن وعـيِّ.. (ومسرورٌ)
يـُـتـمـتم ُُ فوق نـَطعي
طـقـسَ ذبـحي
مِـن نـَشيدي
صُرت أهـذي حـا لمـًا
ياموتُ خـُذني ..
لـن أعيشَ كحاصل ٍ
فوقَ الثــّرى
لكـنــّما عــــرَّابُــهـمْ
عَزلَ الدُّعـاة َبسيـفـه ِ
جاءَ الوليـمة َ أولا ً
يَبغي الـقِــرى
عـادَ الوضـيـمة َ ثانـيـه ْ
يــجـتــرّ ُمِـن أقـصى المُحـيـطِ زبانــيه ْ
فـَطـَفـِقـتُ بالكـَـفـَّين أدعـو ضارعـًا
ياحسرتي ..
سَبقَ اللسانُ أصابعي
أتـجـوزُ ياربـّي ؟
شهادة ُمؤمـن ٍ بـثمانـيـه ْ**
إنِّي مُريدكَ يا (أباذرٍّ) لآخر ِشهقـَةٍ
وأموتُ مَنفيـًا ولا
يَخبو شُعاعـُكَ في عـروقي الخاويه ْ
********
الــرّيـحُ تـَصفــرُفي الكــنا ئــن ِ
تحـت شــبَّا ك ِ الخـلـيـفـهْ
وبــفـِيــئهِ
تـَعــوي بـيـوتُ الما ل ِمـن
أيــد ٍ نـظـــيـفـهْ
هَـجــَمَ المَغــولُ وإرثـُـنا
كـومُ الرُّفات خرائط ٌ
نـََسْـتـطــْر ِقُ الماعــونَ ..
(والأكوازَ) أقفاصًا....وجــيـفـهْ
ونـَسيلُ كالتـَّاريخ ِللخزَّافِ جـيـشًا
(أصفرًا)
مازال يـَنـبـشُ با لسّـقــيـفـهْ
ِفـــئـرانهُ
ثــَقـبـتْ لمأربَ ســدَّها
لـعـَقـَتْ دماءَ الكـُبْـش ِ مَعْ
حِـبـرِ الصََّحـيفـهْ
***********
فــدموع ُ(هاجــرَ ) ظامئة
مابينَ زمـزمََ والحَجــرْ
ورسولُ ( كِسرى ) وارد ٌ
مــاءَ الأكاسِــرةِ الحَـضرْ
لكنّهُ عَجـِـبًا بكى
مُـتـذكـّـرًا لمـّا رأى
جُـلـبابـَكَ المُغـْــبَـرَّ ليـس مُـطرزًَا
أولم يكـنْ (كازٌ)
بـبـيـتِ المال عندك يا(عـُمـرْ)
آهٍ أيا فـاروقـــَـنا
دعـني بـنـوميَ حـا لـمًا
وأفـــسِّح ُالأحـلامَ في
قـاع ِالأملْ
فــلربّما
أنجـو بـعـيـن ٍ لاترى
وأشاركُ الطـرشانَ بالوسطى***
تـَحاياها هـُبـل
*******************
*عمرو بن كلثوم
** ثمانية أصابع بعد قطع السبابتين
*** الأصبع الوسطى
حسن ابراهيم سمعون/2001/
إلهي لم أعبدك خوفا ً من نارك , ولا طمعا ً في جنتك
إنما أنت أهلا ً للعبادة فعبدتك ( الإمام علي عليه السلام )
أتـَـنـَزَّل السَّـلفُ القديمُ قـَداسة ً؟
أو.. من عَـظايا الماءِ سَارْ!
أو صدفةٍ ألـْـقــَتْ ( بنردٍ )
في سَد يم ٍ جاهـز ٍللانـفـجارْ
من جَـبلةِ الطـّيـن ِالمُـقـيّـدِ بالنـّفـيـر ِومَـر ّتـيـنْ
وحكايةِ الصلصَال ِ تـَروي الـنـَّفـخـتـينْ
روحٌ بـِذَرْوي طاعة ً قالـتْ : بلى
من دون أن تـدري بأيّ القـبضتـينْ
وتمازجتْ تلك النـّفوسُ بحـَمْأةٍ
كـَـتبتْ بألـواحي بداية َ رحـلةٍ
والرُّوحُ مخـتومٌ بعاقـبةِ المَصير ِ
رَشقَ الـتـُّرابَ ولم يُـبال ِبرشـَّةٍ
سلكتْ صِراطـًا كالشـَّـفير ِ
حَـملتْ بذاتِ الغـُصن ِفاكهة ً
وتميسُ طورًا للسَّعـيـر ِ
فَقـطـفـتُ تـُفـّاحي.... برؤيةِ شاعـر ٍ
لكنـِّما النـَّاطورُ دَحرجني لضِفـَّةِ مَسرح ٍ
روّادهُ.... حَـفـظوا الحوارَ مُـقدّمـًا
وتبادلوا الإخراجَ بين فـُصولهِ
سَعيًا لـفـَرز ِالرِّوح ِعن جسدِ القــَفير ِ
*********
عاينتُ أسمالي الـّـتي ألقــيـتـُها
بين الطــّـفـولة ِوالكهـولةِ سائلا ً؟
لمْ تـفـنَ حـتـّى الآن.. !
مازالـت على الطـّرقـاتِ تـروي.. قـِصة ًبـرُفــاتِها
في رحلةِ العُـمر ِالقصير ِ
دربِ الـرَّمـيـم تسابـُقـًا
إذ ْ مَن سَيفنى أولا ً..!
لن يشهدَ الباقي مِن الفَصل ِالأخير ِ
طقسُ البداية ِفي حروفي حائر ٌ
من دورةِ المِضمارمَرسومٌ بها
شوط َالنّها ياتِ المُـقـيـَّد ِ بالمَسير ِ
وتَسَلــّـقتْ جـُرفي عِـظامٌ خاويهْ
نـُقـشتْ عـليها صِيغة ٌ قـُـدسيّة ٌ
نـُُحتتْ على مُشَش ٍ زجاج ٍ
لـَحْـدُها حَجَـرٌ يـشدّ ُ لـِقـاعه ِ
نـَفـْسًا تـُصارعُ في سِباق ٍجائعهْ
بقراءةِ الخمسينَ عامًا في دَفاترهِ مَـضَتْ
نَـذرًا ضئـيلا ً إنـّـهُ أزلٌ ..
سنينَ الضُّوءِ لحظـَتَــُهُ قـَضتْ
تـفـَّاحُهُ للنـَّاظرينَ المُنـْظـَرينَ مَباهِجٌ !
أيُعاقـبُ الـجوعانَ أو مَن يـَشتهيْ ؟
وهوالكريمُ جـِـنانهُ من كلّ لون ٍيانعهْ
بين الأوامر ِوالمشيئة ِواقـفٌ
لم أقترفْ خِـطـْئـًا... ولمْ أسمعْ به
أيُعارضونكَ أمْ لفـِعـلكَ أكملوا
سبَّحانكَ اللهمّ خـيـرُ العارفـينْ
أيَحـقُّ لي طـَلبَ السؤال ِ مُحايـدًا ؟
هَـبْ ( سامِريـًّا ) قـد غـوَى
هَـبْ كـنتُ عَـزَّافـًا وزلــَّـتْ ريــشتي
هل أوقدُ الطــّـنبورَ أحطابـًا ونارا ؟
عبدٌ .....أنا أبْــرأتـَني
مرَضي يؤرّقـني فـقـيرٌ جائعٌ
حَمّالُ ( لا آتٍ) ورزقي عاثـرٌ
سَـنـّارتي ألـقـيـتــُها مُـتـوكــّـلا ًحَسبَ النــّوايا
لـكـنــّـما الحـيـتـانُ تـبـلـعُ طـُعْـمَـنا
من سِـمّ مِـخـياط ٍولمْ تـُبـق ِالغـُـبارَ
هَبْ كنتُ قوّالا ً يُراودُ شِعرَهُ
ياربُ لستُ بـِعابـد ٍخـوفـًا
ولا طمعًا ولسـتُ مُجادلا ً
بعبادةِ الأحرار ِأكـمَـلـتُ الحِـوارَ
بعد مرور 50عاما على النكبه
أطواقَـكِ الخمسينَ وارميها
حتـّام َ بـيّـاراتـُــكِ العـذراءُ يَخـدَعُها الصّدى
والشمسُ يَـبلعُ قوسَها حوتا ً
منَ الآفاق ِ مُرتـَهـِنا لأوثان ِالظـِّلالْ
وبُـراقـُـكِ المَحزون ُيَسري باكيا ً
فجـوازهُ يحـتاج ُخاتــمَ مِخـفـر ٍ
بـيـن المَـغـارةِ والهـلالْ
ونـوافـذ ُ الجسدِ المـُسجّى
شـُرعـة ٌ للـرّيح ِ تـَصفـرُفي الثـَّـَنـايا
تستـنزفُ الــَلبأ المقدَّسَ مِـنـْـفـَحا ً
لفـَطيرِها الوحشيِّ من عَـهـد ِالبَغايا
نـَبشتْ ترابَ الصَّدر ِبـين الـقـُبـتين ِ
وعَـزَّمَتْ للـنـَّصل ِ في دفءِ الحَـنايا
فحليبـُكِ المسفوحُ أقداحٌٌ لراقصةٍٍ
يُـدَلــِّسُ في أساطير ِالحكايا
يَـنـدى جَـبـيـني مـن خـَلـيـل ٍ
يـَفـتـدي الأطـفالَ يَسأ لــُنـي
صَخبَ الفريسيّيـنَ في طقس ٍ
لصَلبِ (الميجـَنا) بـِفـَم ِالجـدودْ
وبكاءَ إسماعيلَ يَـنـتظرُ الـفـِدا
إنـَّـني ..نـَجـَّرتُ في خـَشبِ الصّـليبِ ونـِصْفيَ
المَهزومُ خلفَ النـَّـعشِ ِيَـرشقـُهُ الورودْ
ضَـفـرَتْ لأنهار ِالمُنى راياتـَها
ومـائـي عَــابرٌٌ لقــَنالــِها
ذاك َالـظـّـلـيـم َ وخـلفـَه ُ سِربُ الـنـُّعامْ
وسيـوفــُه ُ حـولَ ( الحَـرمـّـلـك ِ) جُـــرّد َتْ
والرأسُ يَـدفـنهُ الـرّكامْ
بارودُه رَطِـبٌ يـجــفُّ بـظهـرنا
قـبـضَ الـثـلاثـيـن َ الـقـديـمَة َ واهِـما ً
بين الثـّعالبِ والحَـمامْ
ويَـخـُط ُّ قامـوسًا لـنا
بالـمُـفـردات ِ الـنــّا فـره ْ
فـلـتـقـرئي بـتــَلـَـمّـُس ٍيا شا طـره ْ
بخرائط ِالطـّرقاتِ في أسواقــنا
لـتـقــَرَّ عـيـنــُك بيننا
تـسَّاقـط ُالسنواتُ مَلأى بالكلامْ
فسَنرمي بالبحر ِالمُحيط ِأعاديًا
حـتـّى ولو كلُ امرىء بـتــُفالهِ
حَـتـّى وفي زَرع ِالخـيامْ
ثـوري على قــَبـض ِالـرياح ِأيا قــَتـَيلهْ
فانوسُ شيخي يلفـُظ ُالأنفاسَ مُحتاجا ً
كي يـَكـتـب َالأسفـارَ سُــفــّاد ُ القـبـيـلهْ
فحروفـُهم تـغـزو فـضاءَ الغـانـيـاتِ بمعجم ٍ
فـَضحتْ ثناياه ُ مقاليع ٌأصيلهْ
في مَـقـطعي هـذا كــَفى.. لا تـسأ لي
فالمُـخرج ُ الشـّمعيُّ قـدْ سَـدَلَ السّـتـارهْ
واصطـَلى في ليلهِ كـومَ الـنــّبـا لْ
بسُباتهِ السّـنويّ نامَ ثمانـيهْ
كـفاهُ ربـُّهًُ شَـرَّ القـتالْ
أثـوابـَـكِ العشرينَ وارميها
بدمائـِك ِالآلافِ ثـوبًا صادقـًا
وقـدْ أخـَـذ َ الـبـراءة َفي مـيـاديـن ِالـنـّزالْ
وتـلـثــّـمي
كـوفـيـة ً (ربداءَ ) من نـسـج ِ العَـذارى
خيطانـُها غـُزلـَتْ بـِكـَرْم ِعــَرائـش ٍ
مـلأى عـنا قـيـدًا حِـجـاره ْ
كلّ ُعُـنـقـود ٍتــدلىّ تـحـتـهُ كــسّارة ٌ
أطـيـارُهـا عَــد ُّ الرّمـا لْ
فـي كلِّ مِـنـقـار ٍحَـصى
حَـصواتـُها تـَعـتــَد ُّ في سجّـِيـلـهـا
إذا مَـسَّتْ يَـدا طـفـل ٍ أبابـيلا ً رمى
والله يـَرمي إذ رمَـيـتـُم ْ يا رجال ْ
/ 1998/ حسن ابراهيم سمعون
وأغمز فيها من قناة الشاعر الديكتاتور
ياسيّدي...
ياشاعـرَالنـّسوان ِوالسّيقان ِ..
والصّدر ِالـرُّخاميِّ الظـَّريفْ !!
لم تأكل ِ(القيلوحَ) جوعًا *
أو سِياط َالشّمس ِفي قـَطفِ الرَّغـيفْ
ولا شربتَ الماءَ سُخـنًا
أو تلحـَّفتَ الغـيومَ...
نائما ًفـوقَ الـرَّصيفْ
***********
ياسيّدي.. ياشاعـرَالنـّسوان ِوالسِّيقانِ..
والصَّدر ِالرُّخاميّ الأنـيقْ !!
لم تـَسلـُب ِالخـوذاتُ مِـنكَ عـِـزَّة ً
عند الحدود تبتغي تأشيرة ً
كي تـَجـبلَ الأسْمنتَ في قـُطر ٍشقـيقْ
أو ذ ُقـتَ في الطــّـابور ِلوعـاتِ الأسى
مُستجْديًًا
مَـن يـَخـتم ُالأوراقَ أنَّ الأهـلَ في..
نـَطـْعِ الطـَّريقْ
*************
ياسيّدي... ياشاعرَ الكاساتِ والآهاتِ
في دفءِ اللـــقاءْ
لمْ ترتجـفْ بـَردانَ أو خجلانَ من أُصَـيبع ٍ
في ثورةٍ.. شـَـقَّ الحـِذاءْ
أولارتـداء ِالصَّيفِ في قـَـرِّ الشـّــتاءْ
ياسـيّدي ...
لم تـَشــْـتـَه ِ(القـَيلوحَ ) شوقًا
للفـُطور ِوالغـَداءِ والعـِشاءْ
فكـيفَ تـَروي قـِصتي ؟
عــن جـَوربي المَثقوبِ والجَّـيبِ الخـَواءْ
والقلبُ فيكَ حائرٌ
مابين أثوابٍ وعـطر ٍ..
واخـتيار ٍ بين ليلاتِ الهـوى
أوبين أصنافِ الإمـاءْ ؟
يا سيّدي :
إنـّي بقايا شاعـر ٍ
هـُـويـَّتي رجولتي
بين الذ ّكورِمُـثقل ٍ بالإنـتـماءْ
مازال يـَنـبـشُ العـَروضَ باحـثـًا
عـن نصفهِ الأنـثى وفي كوم ِالنـِّساءْ
**********
يَهوى التـُّـرابَ والسّماءَ .. يـَكرهُ
السَّحابَ في غـِـنائهِ
لأنــّهُ مُـوسَّط ٌلا يـرتـقي
ويعشقُ اللحنَ المُـنادي
يا بلادي ...
مِلكــُكِ الحَـبلُ الوريدْ
وظلـّـُهمُ طابقٌ لروحِهِ
لم تــنشطرْ حُـروفــُه
في زحْـف ِألفاظِ العـبـيدْ
ماانـفـكَّ يَـشدو.... لا
(تـُطيقُ السّادة ُالأحـرارُ أطـواقَ الحـديدْ)
لكـنــّهُ في غـَـفـلةٍ
تـفاجأت أدراجُهُ
بـفأرةٍ من مأرب ٍ
تـناولت أوراقــَهُ وشـعـرَهُ
المُحنـَّط َ المـَكدوسَ من خمسينَ عامًا
أويـزيـدْ
فـــباع َفي صمت ٍ وقـهـر ٍ
آخـرَ الأقـلام ِوالأوراق ِفي
السُّوقِ الوحـيدْ
ودسَّ للسّمسار ِثــُلـثي نـورهِ
نظـّـارة ً
شاخـت تـُحاكي صهوةَالأنفِ الـّـذي
لم يألفِ التـّدجـينَ...
والسُّجودَ من عهدٍ بعيدْ
كي يشتري لفـافـة ً.. وشمعة ً
ويحتسي زجاجة ً
لعلـَّه قد يـَركبُ الموجَ الأخيرَ ناسيًا
في سكرةٍ أشعارَهُ
ليـُـنهيَ المشوارَ في طـقـسٍ جـديدْ
**********
*القيلوح : نبات شوكي بري يؤكل نيئـًا ومطبوخًا
اسمهالعلمي الحرشف أو الخرشوف يأكله الفقراء عادة.
إلى كل سوري يرى بأخيه السوري بعضًا منه
متكاملا ً معه في سمفونية الخلق , والإبداع
أتـقـتـلـُني ؟ وما ذنـبي بـذاكا ؟
كأنَّ اللهَ لـمْ يـَخــلـِقْ ســواكا !
تُجرّمُـني بأنـّي غـــــيرُ لون ٍ
وهل نخـتارُ ؟ أم قدرٌ هُناكا ؟
سوى التـّقدير ِمن ربٍ بَراكا
وما وزري بجنس ٍلستَ منهُ؟
ولا عِـرْق ٍ يُحـبِّـذهُ هـَـــواكا
ورِثتُ الاسمَ والعنوانَ حُكمًا
وإقـليمَ الـولادة ِوالمَـــــلاكا
أبي لمْ يقـترفْ في ذاكَ إثـمًا
وياعجبي! فهلْ تـُعـفو أباكا ؟
ألا تــَدري بأنَّ الكـونَ طـُرّا
صَنيعة ُخالق ٍشاءَ الحِـراكا
ولوشاءَ السّكونَ لما افـترقنا
شعوبًا تـتـّقي فاظهرْ تــُقاكا
أتذبحُ طفلتي وتـَحُـزُّ بعضي
بساطور الجهادِ ومن دَعـاكا
فمن أعطاكَ صَكـّـًا في دمائي
لتـَحسبني أجـيرًا في حِماكا
تسوقُ لـرأيك الآياتِ جَـمعًا
تؤوّلـُها لتـُرضيَ من حَباكا
بتكفيري تـُحابي عرشَ عُهر ٍ
وتـُبرِمُ قاطعًا فتوى قـَضاكا
كأنَّ اللهَ قــــــد ولا ّكَ خـَتمًا
وفـوّضكَ الجنائِنَ واجتباكا
عليك سؤالـهُ إن كنتَ عـبدًا
لماذا فاتـني لمّا اصطـــفاكا
فكيف تـَسِنُّ في حقـّي الفتاوى
كأنَّ العرشَ تحكمهُ عصاكا
وشرعُ الله جهرًا قـد نـَهاكا
تـُراشقـني بأحجار ٍوتـنسى
زجاجًا قـــاتمًا يكسو بـِناكا
سيسردُ في مناخِـلهِ ثـَراكا
أتقبلُ أن أقارعُـك الفـتاوى
ونزرعُ غابة ًتـُؤتي الشِّراكا
حَصادَ جهنـّم ٍتـَبغي مَـزيدًا
وتأكلـُني وتشربُ من دِماكا
أتحكمُنا الرّفاتُ وقد هَـدتنا
رسائـلُ نوره مَلأتْ سماكا
مكارمُ خُلقهِ سُنـَنٌ تـُحاكى
فيا حزني على نـَشءٍ تبنـّى
عِظامَ القوم ِمُذ أشرعتَ فاكا
بنشر ثقافةِ السّكـين ِكـُفــــرًا
ولن يَرثوا بها إلا ّ العِـــراكا
تـُحـيعِلُ للجهاد بحرق داري
أتحْسبُ في مُجالدتي انتصارا
وغولُ الأرض يُبْشِرُنا الهَلاكا
سيبلعُ شمسَنا وجـِـرارَ حرفٍ
(لهَرْمِشْدونهِ) نـَصبَ الشـِّباكا
يَسودُ مُفـرِّقـًا بـيني وبـــــيني
ويغصبُ رايتي أيضًا لِــواكا
خمـــيرُ فطيرهِ بدمي سيطهو
وتـَتـبعني فـلا تـَـنحرْ أخـاكا
تـريدُ سياسة ًهَـيَّا إلــــــــيها
وبالحُسنى لنَـقـْـنعَ في رؤاكا
فـَـلو دامتْ لـتـيجان ٍتـَـولـّوا
لما صارتْ بيــوم ٍمُـبـْتـَغاك
تعالَ نرى كعينيِّ المَعرّي
بناقـوس ٍومِـئـذنةٍ تـَشاكى
إذا ماعانقت عِشقـًا رَحاكا
فلاهَطلتْ عليَّ ولا بأرضي
سحائبُ لا تُهاطلُ في رُباك
وإنساني يرحِّب في لـِقاكا
فسوريا بخط ِّالشَّمس سطرٌ
عتيقُ جِرارها ألِفي وياكا
وكم دالـَتْ عليها من قرون ٍ
وظلـَّتْ بُردة ً تقِـنا الفِكاكا
أتخرقـُها وترفو ثوبَ غربٍ
فـَرادة نَسْجِها من كل لون ٍ
ودعنا نلتـقي دومًا هـناكا
كلمة منحوتة من مسلم ومسيحي
أهديها إلى الإنسان .. الإنسان ..
إنـّي أقــْـرأ ُ مِـنـذ ُثوان ٍ
أوَلمْ يـَسمَعـْـني أحدٌ ؟
أوَلمْ يـُعـجــبـكـمْ قــَـولي ؟
لأعـتــّـقَ خمرة َعُـنواني
وأغـنــّي طقسي (المَسهوذي )
وأراقص ُ كومَ الأ لحان ِِ
ليـُعرّشَ في قلبيَ شِهد ٌ
إكــرا هـًا فــي الــدّيــن ِ
شـُكـــرًا يامــن تــَهــديـنـي
وســأرشف رأيكَ بالـحُـسنى
فـَـبـِروض ِالحُسنى تــُقـريـني
أرجوكَ ولا تـُـطـْـلـق نارًا
مـن عـيـنـيـكَ ولاشـفــَتـيـكَ ولا
تــُفـْـتِ الأحـكـام َودعــني
أخــرجُ مـن جـُـلبـا بِ أبي
كـُرمى للرّحـمَــــن ِ....اتـركـني
إنـّي بـَيدرُُ آذان ٍوأراكَ فــَمًا
يـَـروي ما قـا لـوهُ وعَـصًا
أقـــرع ُ أجــراسًا وأصلــّي
أهــديـكَ نـَصـيـبـي بالولدان ِ
سأوقــّعُ صـكَّ الــغـُفـران ِ
فإلــيـكَ الجــنــّة ُللمأوى
واتــْرُكْ لــي وهـج َالنـّيـران ِ
فــتــواكَ ....فــأنــتَ تـُجـادلُ في
وكأنــّـكَ قــوسُ الــمـيـزان ِ
بالجُـملةِ تــُـلـقي في سَـقـر ٍ
أنــت اللونُ الــمُخـتـارُ....
وخـيـرُ المُـخـْرَج ِ للبشر ِِ
هل تسمعُ شيئـًا من شِعـري ؟
يالـيـتـكَ تــُعـْـتـِقُ أذنـًا
لأبوحَ بفـيض ٍ الوجـدان ِ
فـأنا مُسلمُ لا أقطعُ ضِرعـًا
بسلالي الخـُـبزُ لجــيراني
فيسوع ُالخـَمرة ُفي دنـِّي
ويَـهـوديٌ أقـبسُ ناريَ عـن موسى
لا أقـتــلُ أطــفـالا ًفي غــزّه
لا بـن ِالـمـرّيــخ ِ وعُـنـواني
بــرحــابِ الـكـون ِ كإنـسان ٍ