[بغداد سايح]

استفاقة من الحلم الجريح
--------------
بغداد سايح
--------------
لا يـــخـــدعــنَّ هــــــــواكَ نــــسْــــجُ مـــديـــحــهِ
إنّ الـــهـــجـــاءَ يُـــــخــــاطُ فـــــيــــكَ بـــــروحِــــهِ

يــــــــا مــــــــنْ يُــــلــــوِّنُ لــلــجــزائـرِ بُـــؤسَــهــا
بــــالـــتُّـــرّهـــاتِ و حـــــالــــكــــاتِ قـــبِـــيـــحِـــهِ

إنّـــــــــي الـــكـــفـــورُ بــعُــهْــدتـيْـكَ و عُــــهــــدةٍ
ثـــكْــلــى كــــمـــا كــــفَـــر الـــثّـــرى بــجُــروحِــهِ

كــــــمْ ذا زرعْــــــتَ مــــــنَ الــكــرامــةِ وهْــمَــهـا
و اسْــتــنــبـتـتْ شـــفـــتــاكَ مُــــــــرَّ فــحــيــحِـهِ

حـــتّــى حــصــدْتَ مــــن الــمــدى غــضَـبـاً لــــهُ
إذْ هـــــــــدَّ إفْــــكُــــكَ بـــاســـمــاتِ صُــــروحِــــهِ

كُـــرســيُّــكَ الــلّــعَــنـاتُ تـــعــجــبُ مـــنــكَ..مِــنْ
غـــــــــثِّ الـــــوفــــاءِ قـــلــيــلِــهِ و شــحــيــحِــهِ

يــــا ســــارقَ الـبـسَـمـاتِ مــــنْ شــفـةِ الــهـوى
أبــــعِـــدْ دُجـــــــاكَ عـــــــنِ اتّــــقـــادِ وُضـــوحِـــهِ

و اجــــمـــعْ نـــفــاقــكَ و انْـــتِــهــاءكَ و ارْتــــحـــلْ
فـــالــمــكْــرُ يُـــذبِـــلُــهُ انْـــقـــشــاعُ صـــريـــحِــهِ

يــشــقــى بــــــكَ الــمــطـرُ الــعَــبـوسُ و ربّـــمــا
أهْــــرقـــتَ مــــــنْ ثـــمِـــلِ الــغــنــاءِ جَــمــوحِــهِ

و الأرضُ نـــاطـــقـــةُ الـــمـــخـــاوفِ تـــشــتــهــي
فـــيـــكَ انـــبـــلاجَ أبــــــي الــصــعـودِ مــسـيـحِـهِ

مَـــــــرَّ الـــبــهــاءُ عــــلـــى سُـــجــونِــكَ بــاكــيــاً
يـــشــكــوكَ هـــــــادمَ شـــامــخــاتِ طُـــمــوحِــهِ

لـــــيــــتَ الأمـــــانــــيَ حـــاصـــرَتْـــكَ بـــنـــارِهــا
و الـــجـــمـــرُ مـــنــتــقِــمٌ لــمــيــتــةِ شـــيـــحِــهِ

أوْ أحْــــرقـــتْـــكَ يــــــــــدُ الـــبـــكـــاءِ بـــنــكــبــةٍ
حــــمـــراءَ قـــــــدْ أكـــلـــتْ صـــديـــقَ قُـــروحِـــهِ

أوْ مـــزّقـــتْــكَ خـــنـــاجــرُ الــــوجَـــعِ الأســـــــى
أوْ ذبّـــحـــتْـــكَ عـــــلــــى غــــــــدٍ و ضـــريـــحِــهِ

أوْ أغـــرقـــتْــكَ مــــدامــــعُ الــــوطــــنِ الــــــــذي
شــــقّــــتْ مـــلاحـــمَــهُ ســفــيــنــةُ نــــوحِــــهِ

ألــــقـــى بـــــــكَ الـــخــطــأُ الــعــنـيـدُ مُــكــابــراً
لــــمّــــا تــــــــلا بــــــــدمٍ نــــزيـــفَ صــحــيــحِـهِ

مــــــــا بــــرّأتْــــكَ مــــــــن الــــرّزيّــــةِ دمــــعـــةٌ
فـــــــي نـــاظـــرٍ ومِــــــقِ الــجــمــالِ صَــبــوحِــهِ

بـــــــلْ حـــدّثــتْــكَ عـــــــنِ اشــتــعـالـكَ قـــاتـــلاً
لــلــهـمْـسِ..عـنْ خــــضـــلِ الــــنـــداءِ ذبـــيــحِــهِ

كـــــــمْ مــــنـــزلٍ ألـــــــفَ احـــتــكــاركَ لــلــهــوا
يـــمـــتـــصُّ أغــنــيــتــيـنِ عــــبــــرَ سُـــطـــوحِــهِ

فــــــي مــقـلـتـيْـكَ يــضــيــقُ و هْــــــوَ قــصــيـدةٌ
تــــأتــــي كــمُــتّــسِــعِ الـــخـــيــالِ فــســيــحِــهِ

الـــبـــيـــتُ مـــــوطــــنُ قُــبــلــتــيْـنِ و ضــــمّــــةٍ
يــســمـو و تــعــجـزُ عـــــنْ مـــســاسِ شــروحِــهِ

لــــــــلأرضِ يـــــــا ألـــــــمَ الــحــكــايـةِ نـــبــضــةٌ
تُــــرخــــي مـــشـــاعــرَ مُـــتْـــعــبٍ بــفــصـيـحِـهِ

لا تـــظــلــمــنَّ أخـــــــــا الـــصّـــمــودِ بـــرمْـــيــهِ
مـــــن شـــاهــقِ الــحــلُـمِ الــشــذا و سُــفـوحِـهِ

هـــــا أطــفــأتْـكَ دجـــــى غـــرســتَ ســـوادَهــا
و الـــظُّـــلــمُ مــنــطــفــئُ الــــخـــداعِ بـــريــحِــهِ

الجمعة 24 ماي 2013 بمغنية على الساعة 17.24

[محمد الصالح الجزائري]

...مهما يكن المقصود بالهجاء ..فقد ارتقى وسما بهذه القصيدة..جميل وذكي جدا منك هذا يا بغداد!!! شكرا لك على متعة ولذة الحرف..مودتي..