التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,836
عدد  مرات الظهور : 162,273,444

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نور الأدب التخصصي > الأقسام > منتديات.التاريخ.والجغرافيا > آثار ومكتشفات
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04 / 09 / 2011, 10 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
دكتور/ عادل محمد زيادة
دكتور الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار بالقاهرة

 الصورة الرمزية دكتور/ عادل محمد زيادة
 





دكتور/ عادل محمد زيادة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

ترميم البشر ... قبل ترميم الحجر

محاضرة للمؤتمر الدولي الثالث للتراث المعماري بجامعة غزة الإسلامية

تَرْميمُ البَشَر .. قَبْلَ ترميمِ الحَجَر

شاركْتُ مؤخراً في "المؤتمر الدولي الثالث للتراث المعماري وكيفية الحفاظ عليه" الذي عُقد بجامعة غزة الإسلامية نهاية شهر أبريل الماضي وقد شارك معي العديد من العلماء والباحثين من شتى الدول العربية وبعض الدول الأوربية، قدموا جميعاً أبحاثهم وآراءهم حول موضوع الحفاظ على تراثنا الحضاري الباقي على أرض بلادنا من مختلف العصور السالفة. وتناولت الأبحاث والمحاضرات موضوعات مختلفة عن كيفية الترميم ومواده وأساليب الترميم وأدواته، واتَّفَقَت معظم وجهات النظر على أن عمليات الترميم المعماري والزخرفي هي أهم طرق الحفاظ على التراث المعماري بصفة عامة.
وكان موضوع البحث الذي تقدمت به للمشاركة في هذا المؤتمر بعنوان "حمَّامات السوق في مدن حوض البحر المتوسط تراث من الماضي واستدامة للمستقبل"، وقد تَضَمَّن الطرق والمراحل المختلفة التي يجب أن تُتَّبَع أثناء عملية الترميم للحمَّامات أو غيرها من الآثار المعمارية الأخرى مدنية كانت أو دينية. ونظراً لتعرُّض معظم الآثار المعمارية في العالم الإسلامي للتلف والانهيار فقد اتجهت دول كثيرة إلى تمويل مشروعات الترميم حرصاً منها على الحفاظ على التراث الإنساني، وأنْفَقَت في سبيل ذلك الملايين من الدولارات. وكان لي في موضوع الحفاظ على الآثار سواء أثناء عمليات الترميم أو ما بعدها وجهة نظر ورؤية خاصة اتفق معيَ عليها كل أعضاء المؤتمر من العرب والأجانب على السواء، أُوجزها لكم أعزائي القراء ربما تشاركوني فيما ذهبت إليه.
بدأت عمليات الترميم لمختلف العمائر الأثرية في دول متعددة منذ زمن طويل، وربما تُجْرى على الأثر الواحد أكثر من عملية ترميم، وفي النهاية نجد أن هذا الترميم أو ذاك أصابه التلف وربما الانهيار بعد فترة ليست بالطويلة. ومن هنا كان لي تساؤل !! كيف وصلت إلينا هذه الآثار المعمارية من تلك العصور القديمة؟ صحيحٌ أن بعضها كان في حالة من الهدم أو على وشك الانهيار ولكن معظمها كان على حَالِهِ منذ أن شيده الأقدمون الأخيار، فلماذا وكيف بَقِيَتْ لنا هذه الآثار؟ وبعد العديد من الإجابات المختلفة والمتباينة التي ذهب إليها تفكيري، هداني هاجسي إلى الجواب الشافي الصحيح الذي بدا لي ظاهراً جلياً ... إنه الضمير .. نعم هو الضمير الإنساني الذي يمثل الإخلاص في العمل وإتقانه، وهل يُخْلِص أو يُتْقِن عمله إلا ذو ضمير؟؟ الضمير .. ذلك الوازعُ غير المرئي .. الصوتُ غير المسموع .. العضوُ غير المحسوس، الضمير هو القوة الدافعة التي تقود صاحبها إلى طريق الحق والعدل والتي لا تنطلق إلا عن نفس صافية زكية لا تنتظر مقابل من أحد ولا إطراء من مسئول، بل هو نزعةٌ داخل النفس .. النفس البشرية التي فطرها الله على اتباع الحق والعدل والطريق المستقيم، يتساوى فيها كل البشر مؤمنهم وكافرهم أبيضهم وأسودهم، وتلك هي غاية الله في خلقه ... عمارة الأرض.
والحفاظُ على الآثار والتراث- بلا شك - من أجَلِّ الأعمال التي يقوم بها الإنسان، تعالوا نتخيل لو أن السادة المتخصصين في الترميم إلتزموا ما تُمْليه عليهم ضمائرُهم فيما يقومون به من عمل هو في الحقيقة جليل، كيف سيكون الحال إذا أخلصوا النية فيه؟ وافقني جميع الحضور بالمؤتمر وهذا دليل في حد ذاته على أننا جميعاً نعاني تلك المشكلة. ثم انْتَقَلْتُ إلى نقطة أخرى لا تقل أهمية: افترضت أن الأمور قد سارت مع مرممي الآثار أياً كانت جنسياتهم أو مللهم على الوجه الذي ترتضيه ضمائرهم الصافية وتركوا لنا الأثر الذي رمموه وكأنما نُفخت فيه الروح وعاد إلى الحياة من جديد، هنا يأتي دَوْرُ المجتمعات والأفراد التي سوف تتعامل مع هذا التراث القديم الجديد الذي دَبَّت فيه الروح والحياة، كلنا نرى كيف يتعامل هؤلاء البشر مع ما بقي لنا من أثر وهنا يكمن الضرر والخطر ، وياله من خطر !! إنه الخطر الكامن في تعاملهم مع الأثر خارجه وداخله، تعديات من الخارج واعتداءات عليه من الداخل ولِمَ لا فهو حجر أصَمٌّ لا ينطق، تلك هي فلسفتهم تجاه الأثر! لا وعيٌ .. لا فِكْرٌ .. لا حِسٌّ ولا خَبَر، غاب عنهم وَعْيُهم وغاب عنهم علمهم بل غابت عنهم عقولهم وقبل كل ذلك غاب عنهم الضمير .. الضمير .. ؟ نعم الضمير. ينادينا الضمير إلى تقويم هؤلاء البشر وهدايتهم إلى كيفية تعاملهم مع الأثر، ينادينا الضمير إلى نشر الوعي بين الناس وتدارك الخطر قبل وقوع الضرر، فهلَّا استيقظت ضمائر شعوبنا من سباتها وهلَّا عرفت شعوبنا ما للآثار من أهمية وما تحققه من دخل قومي وفير يعود عليها بالخير العميم. كل منا يدرك أن شعوبنا العربية في غفلة عن كيفية التعامل مع كنوزها وآثارها وكل منا يعلم كيف يتعامل العامَّة مع عمائرهم وتراثهم، إذن المشكلة التي تعاني منها آثارنا ليست مشكلة تمويل بقدر ما هي مشكلة تقويم، ومسألة الحفاظ على الآثار لا تحتاج منا إلى إنفاق بقدر ما تحتاج إلى اتفاق، فلتبدأ الاتفاقيات بين المسئولين والسكان ولتُعْقَد الندوات وتنطلق النداءات بلا تهاون أو تأجيلات فمصر خرجت بشبابها بثورة على الفساد والإفساد تُعَلِّم شعوب الأرض الحرية والبناء، وأولى بنا أن تنتشر بين شعبنا هذه المبادئ والأفكار فترميم البشر أهم وأبقى من ترميم الحجر، وحال آثارنا بعد هذه الثورة المباركة لابد أن يكون مختلفاً عما كانت عليه قبلها فقد أصبحنا شعب جديد يلزمه فكر جديد ينهض بنا إلى عالم متحضر لديه من الرأي ما هو سديد رشيد، فلنعمل جميعاً على الحفاظ على آثارنا بفكرنا وشبابنا البنَّاء ونستفيد من الدَّفْعَةِ الكبرى التي دفعتنا إليها ثورتنا العصماء. وذَكَّرْتُ الحضور في المؤتمر بثورتنا .. ثورة شباب مصر الفتية فصفقوا لها وأدوا التحية صَوَّرْتُ لهم ما فعلته في شعوبنا الأبية وكيف أصبحنا بعد أن دَبَّت فينا الحمية ودَعَوْتُ علماء وباحثي العرب جميعاً إلى وقفة قومية نبني من خلالها مجتمعاتنا ثم آثارنا بعزة ورفعة قوية، ونرأب صَدْع عمائرنا التي توشك أن تكون سراباً يطويها النسيان فليس لها غيرنا نحميها ونصونها من كل أيد طويلة أو عقول غبية. وفي مصر أصبحت لنا وزارة معنية تضم إدارات مركزية إحداها لتنمية الأحوال الثقافية وأخرى للتنمية البشرية وكلاهما تهتم بتوعية السكان القاطنين حول عمائرنا القديمة والحفاظ عليها من كل أيد ظاهرة أو أخرى خفية تعبث بمقدراتنا وآثارنا التي نأمل جميعاً أن تظل مصونة كريمة في حالة مُرْضِيَّة، ونكون لها السند والعَوْن على بقائها مدى الدهر حتى تُدْركنا المَنِيَّة فإننا شعب خُلقنا لنعمل بجد ونبذل قصارى جهدنا دون عَنَتٍ ولا شكاوى كيدية فقد خلقنا الله أحراراً فلنظل أصحاب نفوس زكية مؤمنين بحضارتنا وتراثنا وأهدافنا القومية محققين من خلالها تقدمنا فيما يخص الشئون الأثرية، وهذا من غير شك سبيلٌ لخروجنا من مشاكلنا المادية، ولنعلم جميعاً أن في ذلك كله ارتقاءً وتقدماً لأنشطتنا السياحية، ولنتصور أحوالنا الاقتصادية إذا فقدنا ثرواتنا الأثرية وبالتالي ضيوفنا من زوار المواقع السياحية.
وسَرَدْتُ على أعضاء المؤتمر تجربتين رائدتين في مجال الحفاظ على التراث المعماري متمثلاً في حمامين من حمامات السوق أحدهما بمدينة دمشق السورية والثاني بمدينة اسطنبول بتركيا، تبنى مشروع ترميم وتشغيل حمَّام الشُّجَاعي بحي العُقَيْبَة بدمشق كل من مكتب دمشق القديمة والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية وكانت من أولويات اهتمامهما أثناء عملية الترميم عقد الندوات الثقافية والتوعية الأثرية لسكان الحي ورفع مستوى البيئة المحيطة بالحمَّام، وبنجاح هذه التجربة أقبل المسئولون عن الآثار بدمشق على تكرارها بكل من حمَّام العُمَريِّ وحمَّام القَرَمَانيِّ بنفس المنطقة، وكانت النتيجة المباشرة لذلك تطوير الحي بأكمله بيئياً وحضارياً واجتماعياً مما تبعه نشاط سياحي على أعلى مستوى صيفاً وشتاءاً، وأثبتت هذه التجربة إلى جانب ذلك جدوى استغلال الأثر بعد ترميمه وإعداده لإعادة تشغيله.
أما في اسطنبول فقد تحولت بقعة بأكملها بحي السلطان أحمد إلى أهم وأكبر مركز جذب سياحي وهي البقعة التي تضم كل من جامع كنيسة آيا صوفيا وجامع السلطان أحمد وبينهما حمَّام هايِسْكي أكبر حمَّامات اسطنبول وذلك بعد تطوير المنطقة بيئياً وترميم الحمَّام وإعادة تشغيله فأصبح عليه إقبال سياحي عالي المستوى كبقية حمَّامات السوق الأثرية باسطنبول . كما أن هناك أيضاً بكلا المدينتين حمَّامات أُعيد تأهيلها لتعمل في مجال آخر غير الذي بُنيت من أجله، فهناك في دمشق حمَّام فتحي الدفتردار الذي يُستغل حالياً "دار للمناسبات"، وآخر باسطنبول يُستغل كمعرض للسجاد اليدوي، وقد أيد المؤتمر أيضاً هذه التجارب على أنها ساعدت على عدم إغلاق الأثر وتركه عاطل بلا استغلال مما يعرضه للتلف والانهيار.
وفي النهاية خرج المؤتمر بعدة توصيات هامة في سبيل الحفاظ على العمائر التراثية كان من أهمها : عمل مشروع دولي موسع يضم باحثين في اختصاصات مختلفة يتناول بشكل خاص دراسة المباني الأثرية من الناحية المعمارية وضمن إطارها العمراني، وإيجاد طرق للموازنة بين التحديات البيئية من جهة والمحافظة على القيم الجمالية التراثية من جهة أخرى، مع التأكيد على استمرارية العمائر في أداء وظيفتها أو تأهيلها لوظائف أخرى، وتطوير الحلول بخصوص إدارة هذه المباني سياحياً .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
دكتور/ عادل محمد زيادة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 01 / 2013, 02 : 08 PM   رقم المشاركة : [2]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: ترميم البشر ... قبل ترميم الحجر

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]صدقت قولا أستاذ عادل ماقلته عن مسألة الضمير والترميم يمكن تعميمها على شتى مناحي الحياة ومجالات العمل. فالعامل يجب أن يكون لديه احترام لعمله ومايؤديه من خدمة ويجب أن يبغي الإتقان والدقة.
كمن يؤتمن على الإشراف على عمل ما فعليه أن لا يطيل يده على مالغيره وعلى أمانة هو الأمين عليها.
نتمنى للآثار العربية واقعا أجمل ولبعض العقليات والسلوكيات أن تتغير فعلا.
تقديري و تحيتي[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البصر, الخير, ترميم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رائحة برنين فهيم رياض أمثال - دبابيس- طرائف 0 25 / 09 / 2012 12 : 02 AM
مفتاح حق العودة الفلسطيني يعرض في بينالي برلين علاء زايد فارس حق العودة 0 10 / 05 / 2012 20 : 02 AM
مؤتمر حق العودة الثامن في برلين هلا عكاري حق العودة 0 13 / 04 / 2010 12 : 12 PM
المركز اليتيم لدراسات ترميم الآثار هدى نورالدين الخطيب آثار ومكتشفات 1 19 / 09 / 2009 48 : 11 AM
جنون شارون ستون يتألق في مهرجان برلين عمر باوزير للمجانين فقط !!.. 0 12 / 02 / 2008 50 : 02 PM


الساعة الآن 35 : 07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|