[خيري حمدان]

ستشعر بالظمأ إذا راودتك الرغبة بنيل بعض شذرات العشق في ساعات الصباح الباكرة وعند المساء، حين تجد نفسك وحيدًا أمام الشاشة الفضّية تراقب أحداث فيلم طويل أو نشرة الأخبار. ستشعر بالتيه إذا سمعت بأنّ الأرصاد الجوّية تتوقّع هطول مطر غزير يزيد حجم المياه المتساقطة من السماء على عشرين لترًا للمتر المربّع الواحد في صباح اليوم التالي. صديقي الظمآن فوق العادة في بلاد المطر، خذ قسطك من الحبّ، اغرف ملء يديك من بحيرة العشق يا فتى، ارفع سمّاعة الهاتف واطلب رقمها، تحدّث معها، اقتحم عالمها، لا تدعها تستنشق الهواء دون اسمك، غامر، لم يبقَ من العمر سواه كلّه، خُذْ الحبّ كلّه لا تخجل، وإذا تعذّر عليك ذلك فاغرف بعض الجرعات وادفع فاتورة دفء الروح بالتقسيط المريح.

ستشعر باليتم حين تجد نفسك عند آخر الطريق وقد انقطعت القطارات والحافلات المسافرة نحو الغد. ستفتّش اليوم عن أثرها في دفتر الذكريات فهل ما زالت هناك حقًا أم أنّ عنوانها قد تغيّر منذ الفيضان الأخير! يا لك من ساذج، كيف تركت قافلتها ترحل بدونك؟ كيف صعدت إلى القمّة ولم تنظر مرّة واحدة إلى الأسفل، هناك حيث بقيت يدها ممدودة دون أن تراها؟ قمّتك يا صاحبي الآن هي الهاوية. ابقَ وحيدًا تحت قبّة السماء ، لن تتحمّل اندفاع الرياح الهمجية لما تبقّى من روحك. لن تخطئ إذا نظرت إلى الخلف وبحثت عن أثر الطريق نحوها.

أما زلت تؤمن بالحبّ المفاجئ المباغت الحارق للمشاعر، أم أنّك الجبان إيّاه الذي عرفته شوارع العاصمة هائمًا لوحده يبحث عن رفيق يجالسه في المقاهي؟ يخشى النظر في عينيها، يخشى البوح والانتقال إلى مرحلة متقدّمة من الهوى. هو أنت إذن من سيشقى ولن يحصل من رحيق شفتيها - قطرة.

[خولة الراشد]

أستاذي خيري حمدان


أول ما طرأ على فكري تلك الاحتياجات المادية في الحياة اليومية. .وهنا المسألة والوضع معنوي .."الحب ضمان لمدة ثلاث سنوات...أو سنة أولى غرام " وليكن ، أحاول من خلال هذه المقولة أن أعبر بها إلى جسر خاطرتك الجميلة بابتسامة امرأة ، خاصة وأني لم أداعب أوراقك منذ فترة ، سأتحدث معك بلغة الغرام ...
"
1- أستاذي إن العلاقة بين الإنسان وبين نفسه هي علاقة دافئة إذا اتسمت بأن يعيش الإنسان غير متناقض مع نفسه فهو وروحه وقلبه ونفسه وجسده في اتجاه واحد هو السعي إلي رضوان الله عز وجل منسجم مع نفسه بأن ينسجم مع منظومة الكون
2- إن اشتعال القلب في سبيل المحتل ، وتنفيذ أوامره التي قد تبدو غريبة أحياناً ، تندرج تحت مفهوم الابتزاز العاطفي للأسف ، فالعاشق على استعداد لتلبية مطالب المحبوب دون تفكير في أي مقابل ولو معنوي ، بل قد تجد أن المعاناة من أجل المحبوب قدراً لا مَفرّ منه ، وكأن الأمطار ابتلعت الغريق ، ومن أجله ، وفي سبيل رضاه ، وكأنك تسدد فاتورة مشاعرك لغيرك، ربما هي طريقة أحاول أن أحاكي لغة العصر ولو أني أرفض لغة أو عشق هذا العصر ، أو التفكير الطارئ الممزوج ببهارات هندية، وهذا مفهوم آخر إلى الحب بالتقسيط..

3- إن الطقوس والثلوج .. وفصل الكهرباء ، هي جمود في المشاعر وظلمة في القلب إن إحدى هذه العلاقات وتوقفها عند حد معين بلا تجديد لمعاني الدفء الذي يزودها بالطاقة المتجددة والتي هي معرضة دائما للنفاذ

وأقصد بالدافئة أنه ما زال هناك في القلوب بقية من ذلك الدفء إذا كشفنا عنه الغطاء وما زال هناك استعداد وقبول للتغيير والإبقاء علي أصل العلاقة والسعي الجاد للعودة بها إلي بر الأمان
هنا أتحدث عن الحاجة إلى الأمان والدفء والاستقرار ،والذي تعاني منه المرأة العربية..وكامرأة أقر أنها بحاجة إلى حُب متكامل فهي لا ترتوي إلا بالأمان والاستقرار والهدوء والكلمات العاطفية ..فلتعطيها إذا أردت أن تأخذ منها الراحة .

4- دوما لا أحب أن أضبع حق الرجل ..أو آدم ...أكرر الدفء الذي يحتاجه منها كأم وزوجة، وعطاء ، هي ترفعه للأعلى وقد تقذفه لأسفل الأسفلين ، وهنا لا أعرف إن كنت أسميها عطاء بالتقسيط نغرف حساء يستلذه الرجل ليكتسب طافة معنوية وجسدية لتدفعه إلى الأفضل إذا أردت أن تأخذ ، ولتهب دون أن تسأل إذا أرادت السعادة المطلقة ، ولتكن عندك البداية والطرف الآخر سيأتيك ساعي لذا الرجل يحب المرأة الذكية في مشاعرها ..أولا ..ثم في تنظيمها لحياته ...وهكذا كل منهم بحاجة للآخر يكمل بعضهم الآخر

5- وأخيرا اتحدث عن الحب الوطني والظلم أو السياسة...ودمعة الإنسان ،..أو الثورات التي يقذفها العدو بالتقسيط ونحن نرسل إليهم النفط كالبحار ، إن السياسة الإسرائيلية بكل هالتها العسكرية وتمردها تصرفت بعصبية بالغة لأكثر من سبب، ذلك أنها تعودت على أن تسوق لهذه الذكرى كذكرى "استقلال" لكيانها، فإذا الصورة اليوم تتغير ليصبح الشعب الفلسطيني هو الفاعل وإسرائيل هي المتهمة بالاحتلال والقمع.
وهكذا تستمر الثورات بالتقسيط هي مجرد أفكار حاولت أقرب بها إليك ولو أني خرجت عن الموضوع وهذا يعود إلى الثورات تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ، وهكذا تستمر الخارطة العربية بالتقسيط ونحن ندور معهم ننتظر النشرة الاخبارية ونصفق لأفلام أجنبية ...

ربما ابتعدت عن خاطرتك الجميلة البسيطة لمعاني ومعاناة وابتزازات ، تقبلها مني لو مرور الكرام ، أو شوق ، واشتياق..

احترامي لأدبك الراقي
لك ..شوقي وأشواقي..ونخيل رياضي ..
خولة الراشد

[د. منذر أبوشعر]

الحب..هذا الساحر الجميل ،بل هذا الحلم المتغلغل في نسج الذاكرة..يبقى على مدار العمر بقعة ضوء تسطع في عتمة الأمكنة ومنسي الوجد..لكنه وقتما يتفلَّت منا في كربة لحظة مجنونة،بل عندما نستيقظ من سكرة غفلة همِّ اللحظة،ونشعر بكظم العجز فنكاد نختنق،نصرخ بأسى :هل بقي متسع لمعاودة العشق من جديد؟!فنقول وقلبنا يعتصر:بلى بقيت لحظات فرح في مكان ما ،وما زال في العمر بقية.
والخير كله لك،وخمرة شديدة الإسكار جمال كلماتك.

[خيري حمدان]

الأديبة العزيزة خولة الراشد
لا شكّ بأنّ مداخىتك تدعو للإعجاب وبالرغم من عدم وجود قبّعة على رأسي، إلا أنّني أجد نفسي مجبرًا على خلعها احترامًا لكلّ ما جاء من آراء ومسائل متفرّقة ومختلفة، لكنّها ضرورية وأجد مداخلتك كذلك بمثابة مونولوج داخليّ. نعم، أتفق معك وكيف لا فالحب عملية مزدوجة لكنّ الرجل يبدو أكثر أنانية في الوقت الذي تفضّل المرأة فيه الوفاء والعطاء وهذه إحدى أولويات الأمومة واحتضان الإنسانية. أمّا حبّ الوطن فهو بلا حدود، وها أنت تفتحين شهيّة الكتابة لديّ للتطرّق لمزيد من المواضيع ذات العلاقة.
أشكرك على كلّ فكرة وردت في ردّك - خالص المودّة.

[خيري حمدان]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبوشعر الحب..هذا الساحر الجميل ،بل هذا الحلم المتغلغل في نسج الذاكرة..يبقى على مدار العمر بقعة ضوء تسطع في عتمة الأمكنة ومنسي الوجد..لكنه وقتما يتفلَّت منا في كربة لحظة مجنونة،بل عندما نستيقظ من سكرة غفلة همِّ اللحظة،ونشعر بكظم العجز فنكاد نختنق،نصرخ بأسى :هل بقي متسع لمعاودة العشق من جديد؟!فنقول وقلبنا يعتصر:بلى بقيت لحظات فرح في مكان ما ،وما زال في العمر بقية. والخير كله لك،وخمرة شديدة الإسكار جمال كلماتك.

الأديب المبدع منذر أبو شعر
ليكن الحبّ هو الناموس والمنارة التي تضيء الطريق في العالم المعاصر المليء بالتسارع والمشاعر المتباينة حيث أصبح الودّ كفنجان القهوة يتناول وقوفًا وعلى عجل.
أشكر حضورك الراقي، خالص المودة أخي منذر وعلى خطى الأدب والإبداع نلتقي.

[خولة الراشد]

أستاذي خيري حمدان
هذا اليوم أستنشق رائحة الحب من قبعتك، وأرتوي الحب من شرفة كلماتك التي كتبتها ، تأثرت جدا بالعنوان(حب بالتقسيط) حتى أني قسطت ردّي ، لأصل للحب ،
نعم المرأة تتعطش لحب رجل ، و الرجل الشرقي أو العربي يحاول أن يتخفى بمشاعره ليبدو أكثر هيبة ، و المرأة بحبها وحنانها ونبضها الذي لا يتوقف ولن يتوقف إلا بحضن رجل يعرف كيف يرويها الحب، إن المرأة إذا ما أحبت تأكل وتشرب وتتنفس حب ، لذا نحن نحاول أن نمتص الأنانية المكثفة في الرجل لنطعمه حنانا ، فليقرأ الرجل هذه الكلمات وليحب .....ليسعدها ويسعدها ..أستاذي إن معظم كتاباتي عن الحب أحاول أن أمتص من خلالها حبي للحرف ، خاطرة جميلة خفق لها القلب ونبض الإحساس، جميل العشق انطلق يا قيس لحضن عروستك
أنا لا أحبك ..بل أحبك .. أتتنهد حبا..إني أعشق الحب
لأغفو بين جفنيك كحلم طفولي أداعب الكهولة وأقترب ، وأجد فيك الوقار ..والعطاء ,فلا تبخل واصرف فواتير مشاعرك لي
وبقرب عينيك أطعمني الأمان والحب لتجملني بكلمات العشق ، ومساحيق الغزل
فأجوب في الكون والدنيا ....
أبحثُ عنك لأسترد أنفاسي لن تنفعك الأنانية إلا أن تزداد حزنا ..انطلق لي وأنا سأنثر لك المعاني المستحيلة ..أهمس لها داعبها ليخفق قلبها
أستاذي كأنك تتحدث عن القصة التي كتبتها ، حب امرأة في الخريف تتعطش لمشاعر رجل ، ولكي تبقى تصر على الاستمرار ولا أعلم هل ستنجح وهذا يعود للبطل
قل أحبك.. وأحبك.. داعبها برقة
إني ابحث عنكِ يا آدم لتهديني طوق من العشق ، وأنا معك في كل مكان لن أتركك فلا تكن السلطان أو "سي السيد" وتدفن الأحاسيس الدافئة
هلاّ تسقيني كؤوسا من الحب ..لأبفى أنت .. كن أنا فلا تهرب بأنانيتك واشتم ورودي فبستاني لا يرتوي إلا بك فكن أنا لنسعد ...

لك حبي ..وأشواقي ..ونخبل رباضي ..ولي كلمات من الحب والعطاء
خولة الراشد

[نصيرة تختوخ]

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]قرأت هذه الخاطرة لكني بشكل ما سبقت صاحبك المخاطب إلى سطرك هذا ''ستشعر باليتم حين تجد نفسك عند آخر الطريق وقد انقطعت القطارات والحافلات المسافرة نحو الغد ''.
حركت أصابعي على لوحة المفاتيح لأكتب تعليقا وانتبهت للخاتم الأسود كليا المستدير على أحدها، كنت أود أن أقول ربما أنه يحلو لبعض الأمور أن تأخذ وقتها وأن بعضها عنيد يحسن قتل الفرصة الأخيرة وقطعت علي فكرة السفر إلى الأمس تعليقي.
لو سافرت إلى الأمس لحدثت أبي عن رصيد الحب الكبير الذي فتحته لـه منذ ولدت ولارتميت في حضنه لأسمع نبض قلبه ثم أقبله قبلة على خده أو يده الدافئة لأن قُبلي الأخيرة كانت على خدٍّ وجبين بَارِدَيْن.
اعذر تعليقا فوضويا لكنه سطرك ربما أو ربما هو ذنب الخاتم الأسود(ابتسامة).
تحيتي ودامت رحلة إبداعك أستاذ خيري.[/align][/cell][/table1][/align]

[محمد الصالح الجزائري]

الحمداني ..المارد.. حتى الحب بالتقسيط؟؟؟ يا له من زمن!!! إلا الحب فأنا آخذه (كاش) وإلا فلا..مع التقسيط ألم ..ومع الألم لا أنتظر أي قطار..باختصار سأكون رفقة والدي ووالد نصيرة..هناك في النعيم إن شاء الله..شكرا لك أيهذا الحمداني الرقيق الشفيف في زمن الموت البطيء...مودتي..

[خيري حمدان]

الأديبة العزيزة خولة الراشد
نصّك ملك عليّ النفس لذا لم أسارع بالردّ وقد بدا ردّك امتدادًا لهذه الخاطرة. أشكر عودتك للتواصل بخاطرة أخرى تتناول شأن الحبّ سواءً بالتقسيط أو دفعة واحدة.
أعتقد بأنّ حب المرأة دائمًا ربيعيّ ولا خريف في العلاقات الوجدانية. لذا فإن العلاقة بين الرجل والمرأة تبدو أزلية ومقدّسة.
أشكرك من القلب لحضورك الجميل ولأنّني أصبحت جزءًا من هذا الحوار الواعد.

[خيري حمدان]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]قرأت هذه الخاطرة لكني بشكل ما سبقت صاحبك المخاطب إلى سطرك هذا ''ستشعر باليتم حين تجد نفسك عند آخر الطريق وقد انقطعت القطارات والحافلات المسافرة نحو الغد ''. حركت أصابعي على لوحة المفاتيح لأكتب تعليقا وانتبهت للخاتم الأسود كليا المستدير على أحدها، كنت أود أن أقول ربما أنه يحلو لبعض الأمور أن تأخذ وقتها وأن بعضها عنيد يحسن قتل الفرصة الأخيرة وقطعت علي فكرة السفر إلى الأمس تعليقي. لو سافرت إلى الأمس لحدثت أبي عن رصيد الحب الكبير الذي فتحته لـه منذ ولدت ولارتميت في حضنه لأسمع نبض قلبه ثم أقبله قبلة على خده أو يده الدافئة لأن قُبلي الأخيرة كانت على خدٍّ وجبين بَارِدَيْن. اعذر تعليقا فوضويا لكنه سطرك ربما أو ربما هو ذنب الخاتم الأسود(ابتسامة). تحيتي ودامت رحلة إبداعك أستاذ خيري.[/align][/cell][/table1][/align]

الأديبة العزيزة نصيرة تختوخ
كلّ منّا يمرّ بحالة يتم قد تمتدّ أو تقصر. الرجل حين يبتعد عن رفيقته والمرأة حين تضيع الطريق نحو الحبيب. ما أكثر الطرق الصعبة الملتوية في مشوار الحياة.
أمّا السفر فهو مفتوح إلى الماضي والمستقبل على حدّ سواء. جميعنا سنلتقي يومًا ما بأحبّتنا الأحياء منهم والأموات. مرّة أخرى تقبّلي خالص الاحترام والتقدير لقلمك الرائع الجميل.