رد: رسائل بحرية إلى ابنة القلب
كُتِبتْ يوم الخميس11أبريل2013 على الساعة التاسعة ليلا بمدينة مغنية الجزائريّة
رسائل بحريّة إلى ابنة القلب 3
--------------
بغداد سايح
--------------
كـتَـبَ الـبـحْرُ صـارخـاً:"أهْواكا"
فــتــنـاءَتْ حُــروفُــهُ أسْــمـاكـا
و تـلا الـموْجَ فـي عـيُونِكِ حيناً
يـتَـمَطّى عـلـى رِمــالِ صَـداكا
فـتـعَرّى مــنَ الـمـلوحةِ حـتّى
ســارَ نـهْـراً يــرى ضِـفـافاً فـاكا
كُـلّما سِـلْتَ نـظرةً خـالَ نـبضاً
سـلَّ أشـواقَهُ الصُّموتَ شِباكا
لـــمْ يُـتـرجِمْ لـخَـدِّكَ الــورْدَ إلاّ
عــرَّبَ الـمُشتهى بـهِ أشْـواكا
مــاؤُهُ عِـشْـقُهُ الـمُـذابُ حَـنيناً
يـتـبَعُ الـهمْسَ ظـامئاً و خُـطاكا
هُـوَ يـمشي مُـكَهْرباً بـالأماني
حـيثُ يُـرخي جَـمالُكَ الأسْلاكا
يـفْضحُ الـصّخرُ حُـبَّهُ ذاتَ جُرحٍ
فـاتَّـقِـدْ يـــا دمَ الـبـهـاءِ مَـلاكـا
بَـعْـثرِ الـسّيّئاتِ و اكْـتُبْ غَـراماً
لــيـسَ يــهـوى عُـبـابُـهُ إلاّكـــا
فـي ابتِساماتِكَ انْسِكابُ هُيامٍ
يـتـشظّى لــهُ الـمُـحِبُّ هَـلاكا
قُـلـتَهُ دمـعـةً فـأَعْـشَبَ شِـعْراً
أزرقَ الــــرّوحِ نـاسِـجـاً أفْــلاكـا
لــمْ يــزلْ فـيكَ مـاضغاً ذِكـرياتٍ
مُـسـتـفيضاً بـلـحْـظةٍ تـتـباكى
مُــــرَّةٌ نــفْـسُـهُ تــمُـرُّ بــحُـزنٍ
مُـستحيلِ الخُطى و ما أحْلاكا
ضــاعَ لـوْنـاً و قــدْ نـظـرْتَ إلـيْهِ
صــارَ يَـبْـيَضُّ كـالـسُّرورِ ارْتِـبـاكا
مُــقْـلَـتـاكَ الـخَـجُـولـتـانِ دُروبٌ
تُـنـبِـتُ الــوَجْـدَ طـالـمـا غـنّـاكا
تـيَّـهَـتْهُ فَـبَـوْصَـلَ الــبـوحُ قَـلْـباً
تــهـتـدي نـغـمَـةٌ بـــهِ لِـتَـراكـا
أَغْـرقِ البحرَ فالشواطئُ حيْرى
بـينَ بـحريْنِ خـوْفُ ذا مِـنْ ذاكا
رُبّــمـا تُــغـرِقُ الـحِـداقُ بِـحـاراً
فـالـرّؤى نَـوْفَـلَتْ بِـهِـنَّ هَـواكـا
إنّــمـا الـبـحرُ شـاعـرٌ يـتَـهَجّى
حُـسْـنَكَ الآنَ راسِـمـاً مَـعْـناكا
كمْ لبِسْتَ المَشاعِرَ البِيضَ لمّا
بِـشَـغافٍ لــكَ الـقـصيدةَ حـاكا
|