أنجاد...
أنجاد....
لقد سمعت أكثر القصص غرابة لكنني لم أسمع عن أناس أذنبوا لكنهم تابوا
بعدما جالوا بكل أنواع النجاسة ...سآخذكم إلى بؤرة النجاسة.
خلف الأبواب توجد أسرار تذهب بالعقول من هولها,في أحد المنازل التي ساكنوها ميسورو الحال وفي مدينة يدل اسمها على التقوى والصلاح ..وقاطنوها تظنهم للحظة لا يخطئون أبدا ,ولا يجترحون السيئات.
في سواد الحياة ودياجيها المدلهم وبين منازلها الشاحبة والفارهة الفارعة .حيث لا لون للحياة ولاصوت لريحها ولابهجة لربيعها ,حيث المرارة والقساوة والألم الذي يرتشفه الكثيرون كفنجان شاي في كل الأوقات.حيث لا مكان للأمل ,سوى دموع حبيسات تنتظر الإفراج عنها .
أنجاد فتاة فارعة الطول ،رشيقة القوام ،سمراء ، عيناها نرجسيتان ترى في باطنيهما صور وأشخاص, أنفها أشم وشفتاها ممتلئتان...لكن فيها عيبٌ واحد وهو إنها طيبة القلب لحد السذاجة . ترعرعت بعائلة ليست ميسورة الحال . منزلها الذي بدت عليه معالم الشيخوخة جدرانه متهرئة ,براويز الصور ملأتها الأرضة التي باتت تقتات على خشبها .أثاثها مكركب قديم يدل على أصالة صانعه . يضم المنزل الوالدة التي لاحول لها ولاقوة . مقعدة وطاعنة في السن . الأخت أسمها هيام ، متزوجة تنتظر مولودها الجديد, ولها أخ واحد أسمه أحمد يعمل نجارا ، متزوج ولديه طفلان.
أنجاد متزوجة ولديها ولدان( تيسير وسُري) هما توأمان عمرهما 4سنوات ونصف ,زوجها رشاد ضخم الجثة رياضي الجسد ممشوق القامة أبيض البشرة شعره مبعثر غير مرتب وهو مدرس لغة إنجليزية لكنه معتوه ومغرور .
تزوجت وهي بعمر الثامنة عشر ولم تستطع أن تكمل دراستها لكنها تحمل عقلا وقلبا كبيرا يسع كل العالم,رضت بنصيبها لكنها لم تكن سعيدة لسوء معاملة زوجها لها لدرجة الإذلال والتطاول بالضرب عليها... أحبت الحياة رغم ماتتلقاه على يد زوجها من شتائم وتحقير .حاولت أن تصلح الأمور كثيراً لكنها تفشل بكل مرة .
بدأت المشاكل بينهما منذ اليوم الأول من الزواج . كان يتصورها جاريته لا تقوم إلا عندما يومئ لها بعينه أو يهز لها رأسه ,والمفترض منها أن تكون دائمة الجلوس عند قدمه حتى تشعره بأنه سيدها ومالكها .
بدأت علاقاته مع تلميذاته ينكشف غطائها وينفضح أمرها ..وتتسرب الأخبار لها ولكنه أوصلها للهاوية فبدا أمر الانفصال عنه ليس بالأمر المستحيل,لكنه يرفض ويخبرها بأنه متى مل منها ،طلقها ورمى بها إلى الشارع تواجه مصيرها لوحدها ...فليس لها حجة بالدفاع عن نفسها أمام المجتمع الذي يعطي الأولوية لرجل .ذهبت تشكو حالها لوالدتها التي نصحتها أن تتحمل لأن هذا نصيبها,فأخبرت أخاها الذي هو سندها الوحيد لكنه لم ينصحها بالطلاق أو الغضب ومغادرة بيتها وأن تتغاضى عن أفعال زوجها لكنها رفضت العودة وجلست ببيت أهلها رغماً عن إنوف الكل .
مرت الأيام فسلبها زوجها أبناءها واستنجدت بأخيها أن يمد لها العون لكنه رفض فبقيت تترجى خالقها بأن يساعدها لمرورها بمثل هذا الظرف العصيب . فمن الصعب أن لا تجد من يقف إلى جانبك وقت الشدة .
مرت الأيام ولكن لم يتغير شيء حتى إن أهلها منعوها من الخروج أو التحدث مع أحد خوفاً من نظرة الناس لها بشيء من السوء.بدأ أخوها يتضايق من وجودها فهو عديم المسئولية وهو لا يختلف عن زوجها خسة و نذالة...فبدأ يتحين الفرص لتقع بالأخطاء ومضايقتها لدرجة إنها في أحد الليالي المدلهمة بالسواد الحالك,كانت تغط بنوم عميق بعد أن قضت ساعات بالبكاء وملامة نفسها على اختيارها الفاشل لهذا الشخص ..وبهمس سمعت صوت يوقظها . ظنت نفسها تحلم.لكنها سمعت النداء بأسمها فتحت عينيها ودقات قلبها تتسارع . لم يراودها السؤال لماذا الخوف أحاطها عندما وجدت أخاها عند رأسها .."نعم ماذا تريد ؟" قال :"تعالي أريد أن أحدثك بموضوع."
تسحب من غرفتها بهدوء وهي مترددة باللحاق به لكنها جمعت شتات شجاعتها ووجدته ينتظرها بالغرفة المجاورة لغرفتها ,فقالت له:" ماذا تريد مني ؟" قال لها سأعرض عليك مشروع عمل ..
- عمل ؟ أي عمل هذا الذي يستدعيك أن توقظني بهذه الساعة المتأخرة من الليل ؟
- أريد أن أصورك بوضعيات غير أخلاقية حتى تستفيدي واستفيد معك...
صرخت به :"ماذا تقول؟ "
أسرع وهو يقول لها :"اخفضي صوتك ..لن ادع احد يرى وجهك سأنشر صورك لكن دون أن يعرفك احد وسنجني أرباحا في كل مرة تطاوعينني فيها وأنا أخوك لست غريبا . عنك لاتخجلي مني لن تفعلي شيء أكثر من خلع ملابسك ..هناك الكثير من الشباب يتوقون لمشاهدة صور إباحية."
أنتفض جسدها ريبة ورهبة وتيبست عروقها..أصاب وجهها الشحوب وارتجفت شفتاها وغارت عيناها وغمرهما الدمع...لم تصدق ما سمعت من أخيها الذي هو من تجب عليه حمايتها والخوف عليها...نشف ريقها وهي تسمع منه ماتسمع محاولة منه بإقناعها . شعرت بأن أذنيها أصابهما الصمم لاتسمع إلا وشوشة وشفاه خنزير تتكلم؟
خرجت مسرعة مذهولة من هول ما سمعت ورأت ...لم يغمض لها جفن في هذه الليلة المشئومة و بقيت خائفة حتى الصباح ...لم تتحدث إلى أحد بما جرى وحاولت أن تجد مبررا لأخيها لتفسير فعلته لكنها لم تجد...
بقيت مصابة بالذهول لعدة أيام . وفي لحظة فتحت باب منزل أهلها دون أن تنتبه لما ترتديه دشداش وشبشب ولم تضع غطاء على رأسها ... ورجعت لزوجها الذي هو أقل خسة ونذالة من أخيها.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|